05:27 ص
الإثنين 04 نوفمبر 2024
كتب- محمود عبدالرحمن:
أنهى المرشح الجمهوري والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، حملته الرئاسية لعام 2024، بنفس الأسلوب الذي بدأها به، إذ أطلق موجة من التصريحات الحادة والتحذيرات من أنه لن يقبل الهزيمة إذا حدثت.
وفي تجمع حاشد بولاية محورية بالنسبة له، أعرب “ترامب” لأنصاره عن أسفه لترك منصبه بعد خسارته انتخابات 2020، وصفًا الديمقراطيين بـ”الشيطانيين”.
وأعرب ترامب عن استيائه من استطلاع حديث في ولاية أيوا لم يعد يظهر تقدمه فيها، رغم فوزه بها سابقا.
وخصص المرشح الجمهوري جزءًا كبيرًا من خطابه للتعبير عن ندمه على مغادرة البيت الأبيض بعد خسارته أمام جو بايدن، زاعمًا أن الولايات المتحدة كانت تمتلك أكثر حدود آمنة في تاريخها يوم مغادرته.
وقال ترامب: “لم يكن ينبغي لي أن أغادر، أعني، بصراحة”، مشيرًا إلى عواقب الانتخابات السابقة.
تصريحات ترامب خلال خطابه الأخير قبل السباق إلى البيت الأبيض، هي استكمالًا للغة الانتقام التي طغت على خطاباته في الأسابيع الأخيرة، إذ واصل وعوده بملاحقة منافسيه السياسيين بجانب تهديداته للصحافة، مكررا أحاديثه حول تزوير انتخابات 2020.
وأشار إلى أن لديه لوحًا زجاجيًا واقيًا خلال التجمع، قائلا: “لدي هذه القطعة الزجاجية هنا، لكن ما لدينا حقًا هو الأخبار الكاذبة ولكي يصل إلي شخص ما، عليه أن يطلق النار على الأخبار الكاذبة. ولا أمانع ذلك كثيرًا”.
وقال متحدث باسم حملة ترامب بعد التجمع، إن الرئيس السابق كان يقصد بكلامه التأمل في كيفية حماية الصحافة له، إذ ذكر ستيفن تشيونج، في بيان: أن ترامب كان يوضح أن وسائل الإعلام تتعرض للخطر بسبب دورها في حمايته، وأنه كان عليها أن تكون محمية بدرع زجاجي أيضًا، مما يدل على حرصه على سلامتهم أكثر من سلامته.
واختتم ترامب حملته الرئاسية بواحدة من أكثر الرسائل الختامية قتامة وتهديدًا في التاريخ الأمريكي الحديث، إذ ضاعف المرشح الجمهوري خلال الفترة الأخيرة وعوده باستخدام الجيش لمواجهة العدو المدني الداخلي.
وتخيل -تحت غطاء السلام- كيف يمكن أن تتصرف النائبة السابقة ليز تشيني، وهي من أشد منتقديه، في مواجهة بنادق “موجهة إلى وجهها” في منطقة حرب.
وأشار ترامب نهاية لشبكة NBC إلى أن اقتراح روبرت إف كينيدي جونيور حول إزالة الفلورايد من مياه الشرب “يبدو مقبولاً” بالنسبة له، وقال مازحاً أنه منفتح على الفكرة.
وفي ولاية كارولينا الشمالية، وفي رد ساخر، ضحك ترامب عندما وصفه أحد الحضور بأن كامالا هاريس كانت تعمل “في زاوية الشارع” قبل أن يتوقف ليضحك مع الحشد قائلاً: “هذا المكان مذهل”.
وتسلط ردود فعل ترامب الضوء على مستوى التدهور في الخطاب السياسي الأمريكي، الذي وصل إلى مرحلة تصعيد جديدة بعد دخول ترامب الحملة الرئاسية في 2015.
وفي تباين ملحوظ، كان جون ماكين خلال حملته الانتخابية عام 2008 يرفض الاتهامات العنصرية الموجهة إلى باراك أوباما، واصفاً إياه بـ”الرجل المحترم”.
حينها، كان ترامب يلعب دورا بارزا في الترويج لنظرية “المولد” التي تنكر ولادة أوباما في الولايات المتحدة، وفي هذه الحملة، استخدم ترامب الاسم الكامل للرئيس الأسبق – باراك حسين أوباما – في محاولة لتأطيره بصورة سلبية، كما أخطأ عمدا في نطق اسم كامالا هاريس، واصفا إياها بـ”نائبة الرئيس الحمقاء”، واستمر في ملاحظاته اللاذعة حولها خلال تجمعاته
وصرح دونالد ترامب في تجمع جماهيري بولاية ويسكونسن، أن مساعديه طلبوا منه التوقف عن القول إنه سيكون “حامي” النساء الأمريكيات، بسبب عدم ملائمة ذلك، بحسب ما أوضح، لكنه أصر على موقفه قائلا: “سأحمي نساء بلادنا، سواء أعجبهن ذلك أم لا”.
تأتي هذه التصريحات في ظل استطلاعات رأي أظهرت تأخر ترامب عن كامالا هاريس بين الناخبات بفارق كبير، ما دفع مؤيديه، مثل زعيم المجموعة اليمينية تشارلي كيرك، إلى حث المزيد من الرجال على التصويت، محذرًا: “إذا بقي الرجال في المنزل، فستكون كامالا رئيسة الأمر بهذه البساطة”.
وفي مواجهة هذه الرسائل القاتمة، ركزت كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية، في معظم خطاباتها على إنهاء الانقسامات التي ميزت العقد الماضي.
وقالت هاريس في خطاب بواشنطن العاصمة الأسبوع الماضي: “لا تتطلب ديمقراطيتنا منا الاتفاق على كل شيء، هذه ليست الطريقة الأمريكية، نحن نحب المناقشة الجيدة والحقيقة أن اختلاف شخص ما معنا لا يجعله العدو من الداخل. إنهم من العائلة والجيران وزملاء الدراسة وزملاء العمل”.
وأكدت هاريس، أنالأمر لا يجب أن يكون على هذا النحو، إذ تناولت في خطاباتها هجمات ترامب المتكررة على منافسيه وخصومه.
وانتقدت هاريس إصراره على استخدام السلطة الحكومية لمعاقبة معارضيه، موضحة أنها في حال انتخابها ستعمل على إنجاز أولويات للشعب الأمريكي بدلًا من تصفية الحسابات السياسية.
وأشارت إلى أولوياتها، مثل السعي لاستعادة حقوق الإجهاض الفيدرالية بعد قرار المحكمة العليا لعام 2022 بإلغاء قضية رو ضد وايد، مؤكدة: “في اليوم الأول، إذا انتُخب، سيدخل دونالد ترامب إلى ذلك المنصب بقائمة أعداء أما أنا، فسأدخل بقائمة مهام مليئة بالأولويات بشأن ما سأقدمه للشعب الأمريكي”.