04:32 م
الأربعاء 14 يونيو 2023
(دويتشه فيله)
أقر مجلس الوزراء الألماني استراتيجية وطنية للأمن القومي والتي تتمثل في مراعاة كل التهديدات الداخلية والخارجية على أمن ألمانيا في ظل الغزو الروسي لأوكرانيا والقلق المتصاعد من الصين، كما تشمل الاستراتيجية الأمن السيبراني.
أقرت الحكومة الألمانية لأول مرة استراتيجية وطنية للأمن وذلك بعد مفاوضات استغرقت شهوراً.
جاء ذلك بعد أن وافق مجلس الوزراء الألماني في جلسته الأسبوعية اليوم الأربعاء على ورقة الاستراتيجية التي تقع في أكثر من 40 صفحة.
ما هي جوانب الاستراتيجية الوطنية للأمن؟
وتتمثل الفكرة الأساسية للاستراتيجية في أن يتم لأول مراعاة كل التهديدات الداخلية والخارجية على أمن ألمانيا وذلك في ضوء الحرب الروسية على أوكرانيا وفي ظل الظهور العدواني المتزايد لحكومة الصين.
وإلى جانب التهديد العسكري، راعت الاستراتيجية أيضاً الهجمات السيبرانية والهجمات المحتملة على بنى تحتية حيوية في البلاد وكذلك التغير المناخي.
غير أنه لن يكون هناك إصلاح هيكلي لعملية صنع القرار إذ إن الحكومة الائتلافية برئاسة أولاف شولتس تخلت عن تشكيل مجلس قومي للأمن ينسق قرارات تتعلق بالسياسة الأمنية والخارجية ويتولى التوجيه العملياتي في حالات الأزمات. وكانت هذه الخطوة مادة لنقاش استمر على مدار فترة طويلة.
وطرح المستشار الألماني وأربعة من وزرائه بطرح الورقة رسمياً خلال مؤتمر صحفي؛ وهؤلاء الوزراء هم وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك (من حزب الخضر) ووزير المالية كريستيان ليندنر(من الحزب الديمقراطي الحر) ووزير الدفاع بوريس بيستوريوس ووزيرة الداخلية نانسي فيزر(وكلا الوزيرين من حزب شولتس الاشتراكي الديمقراطي).
ضمان للأمن في ظل بيئة متغيرة
وأكد المستشار الألماني أن الاستراتيجية الوطنية للأمن التي أقرتها الحكومة الألمانية اليوم تعتبر إسهاماً مهماً لضمان أمن الناس في ألمانيا في ظل بيئة متغيرة.
وقال السياسي الاشتراكي الديمقراطي إن مجلس الوزراء الألماني بإقرار هذه الاستراتيجية اتخذ قراراً غير عادي ومهم. وأوضح شولتس أن البيئة السياسية الأمنية لألمانيا تغيرت بقوة في ظل الهجوم الروسي على أوكرانيا والظهور العدواني المتزايد للحكومة الصينية.
وذكر شولتس أن المهمة المركزية للدولة تتمثل في العمل على ضمان الأمن للمواطنين بلا أي تنازلات، مشيراً إلى أن هذه المهمة ستتم من خلال الاستراتيجية الأمنية التي تتبع المبدأ التوجيهي الخاص بالأمن المتكامل، وتابع أن ما كان يقتصر في تخطيط الحكومة الألمانية في الماضي على السياسة الدفاعية فقط، سيتبع الآن نهجاً كلياً شاملاً. ولفت شولتس إلى أن وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك وفريقها أنجزا نصيب الأسد من العمل على إعداد الاستراتيجية.
بيربوك تعارض تشكيل مجلس أمن قومي منفصل
من جانبها، دافعت وزيرة الخارجية الألمانية انالينا بيربوك عن قرارها بمعارضة تشكيل مجلس أمن قومي منفصل والذي كان يطالب به الحزب الديمقراطي الحر الشريك في الائتلاف الحاكم.
وقالت السياسية المنتمية إلى حزب الخضر إن الحكومة الألمانية كانت تجتمع في إطار مجلس الوزراء الأمني بعد وقوع الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير 2022.
وأضافت بيربوك أن البعض أطلق أحكاماً مسبقة وتصور أنه سيكون هناك خلاف على مدار فترة طويلة، وتابعت أن الحكومة أظهرت بدلاً من ذلك أن لديها القدرة على الاجتماع بروح الثقة في اللحظات الحرجة واتخاذ قرارات.
ونوهت بيربوك إلى أن هذا الأمر سيتواصل في المستقبل ليس فيما يتعلق بقضايا الدفاع وحسب بل كذلك فيما يتعلق بالأمن السيبراني أو قضايا الحماية من الكوارث على سبيل المثال.