05:05 م
الخميس 14 ديسمبر 2023
كتبت- سلمى سمير:
مع تخطي عدد الشهداء في قطاع غزة عتبة الـ18 ألف شهيدًا، جراء غارات جوية كثيفة استهدفت المناطق السكنية، كشف تقييم استخباراتي أمريكي، اليوم الخميس، عن نوعية القذائف التي تستخدمها إسرائيل في حربها الممتدة على إسرائيل منذ الـ7 من أكتوبر الماضي، قائلًا إن الجيش الإسرائيلي ألقى ذخيرته على قطاع غزة بشكل عشوائي دون مراعاة أي عوامل.
وكشف التقرير الاستخباراتي التي نقلته عنه شبكة “سي إن إن” الأمريكية، أن ما بين 40 إلى 45 % من إجمالي 29 ألف قنبلة أسقطها الجيش الإسرائيلي على غزة كانت غير موجهة أي لا تستهدف أهدافًا بعينها، مما يمثل تهديدًا خطيرًا على سكان قطاع غزة ذو الكثافة السكانية العالية.
تهديد أمريكي
وفي الآونة الأخيرة تواجه إسرائيل انتقادات جمة جراء الارتفاع الصارخ في أعداد الضحايا المدنيين في غزة، الأمر الذي هددت واشنطن إسرائيل لأجله بأنها قد تخسر الدعم الدولي المحتشد لأجلها، وهو قاله الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال فعالية انتخابية له لجمع التبرعات في واشنطن، دعا خلالها بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنياهو بالتخلي عن رأيه حيال حل الدولتين في المنطقة، حسب صحيفة “فرانس 24” الفرنسية.
وخلال تصريحات غير معهودة اعترف بايدن خلال الفعالية مواجهته خلافًا حقيقيًا مع نظيره الإسرائيلي، حيال تصريحات نتنياهو الأخيرة عن السيطرة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة في فترة ما بعد الحرب، وهو ما سافر مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان إلى إسرائيل اليوم لأجل مقابلة نتنياهو بشأنه لثنيه عن رأيه حيال تصوره الأخير عن مستقبل قطاع غزة.
وحذر بايدن نتنياهو، من أن إسرائيل قد تفقد الدعم الدولي وعلى رأسهم الدول الأوروبية، بسبب القصف العشوائي الحاصل في قطاع غزة، بعدما كان المجتمع الدولي محتشدًا لأجل دعم إسرائيل بعدما شنت المقاومة الفلسطينية هجومها في الـ7 من أكتوبر.
وبهذا تحدث القنابل غير الموجهة أو التي تسمى أيضًا بـ “الغبية” أزمة في العلاقات بين الإدارة الأمريكية ونتنياهو بعد تصريحات ودعم غير مشروط قدمته واشنطن لإسرائيل منذ بداية الحرب التي دخلت شهرها الـ3.
ما هي القنابل “الغبية”؟
وتعرف القنابل غير الموجهة أو الغبية، بأنها قنابل قليلة الدقة أي لا تصيب أهدافًا محددة، مما يجعلها خطرًا على المدنيين وبالتالي يساهم في ارتفاع أعداد الضحايا في قطاع غزة، الذين بلغ عدد الأطفال منهم 7 آلاف طفل، وذلك حسبما ذكر”المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي”.
وعلى عكس القنابل الموجهة تتسم القنابل “الغبية” بأنها يمكن أن تصل لمسافة تبعد مئات الأمتار عن الهدف المقصود مما يجعل نسبة الخطأ بها واردة بنسبة كبيرة، وذلك حسبما ذكر محلل المخاطر الأمنية والسياسية المختص بشؤون الشرق الأوسط ديفيد هارتويل.
ويمتلك الجيش الإسرائيلي مخزون هائل من القنابل الغبية التي يتم استخدامها عن طريق الطائرة ثم تترك لعوامل الجاذبية لتؤدي دورها، وذلك حسب مقال نشره الأدميرال الأمريكي المتقاعد جيمس ستافريديس، الذي تحدث عن امتلاء مستودعات الأسلحة الإسرائيلية من القنابل غير الموجهة مثل القذائف من عيار 155 ملم إضافة إلى آلاف القنابل الحديدية.
ولإسرائيل استراتيجية تتبعها في استخدامها للقنابل “الغبية” فامتلاء مخازنها باحتياطي هائل من القنابل “الغبية”، يجعلها ترغب في التخلص منها خلال الحرب على غزة وتسحب منها بمنتهى الأريحية بينما تدخر مخزونها من القنابل الموجهة تحسبًا لحرب أوسع نطاقًا.
وأنشأت إسرائيل مخزنها من القنابل غير الموجهة في ثمانينات القرن الماضي، في سبيل خلق “بوليصة تأمين” تحميها من أي حرب محتملة مع إيران أو الدول العربية، وهو ما صدق الكونجرس الأمريكي على الحفاظ عليه في سبيل تفوق إسرائيل العسكري في المنطقة، وذلك حسب “المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي”.
ما هو رد إسرائيل؟
وفي الوقت الذي كشفت فيه “سي إن إن” عن تقريرها، جاء الرد الإسرائيلي عند السؤال على طبيعة الذخيرة المستخدمة في حرب غزة، بأن إسرائيل لا تقدم معلومات عن نوعية الذخائر التي تستخدمها، وذلك حسب تصريح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، بينما جاء رد متحدثة أخرى لم تذكر الشبكة اسمها بمعلومات أكثر وضوحًا وهو أن إسرائيل تبذل جهودًا لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين في غزة.