12:47 م
الأحد 15 سبتمبر 2024
كتب- محمد شاكر:
ما يزال سر وفاة الملك الذهبي توت عنخ آمون لغزا يحير العلماء، حتى وقتنا الحاضر بعد ظهور الكثير من التفسيرات والنظريات حول وفاته الغامضة في سن مبكر.
ويعدّ توت عنخ آمون من أشهر الفراعنة لأسباب لا تتعلق بإنجازات حققّها أو حروب انتصر فيها كما هو الحال مع الكثير من الفراعنة؛ وإنما لأسباب أخرى تعدّ مهمة من الناحية التاريخية ومن أبرزها هو اكتشاف مقبرته وكنوزه بالكامل دون أي تلف.
توت عنخ آمون هو أحد فراعنة الأسرة المصرية الثامنة عشر في تاريخ مصر القديم، وكان فرعون مصر من 1334 ق.م إلى 1325 ق.م.
وتعد وفاته لغزا كبيرا نظرا لأنه مات في سن مبكرة جدًا، وهو أمر غير طبيعي، خاصة مع وجود آثار لكسور في عظمي الفخذ والجمجمة، وزواج وزيره من أرملته من بعد وفاته وتنصيب نفسه فرعونًا.
وهناك الكثير من نظريات المؤامرة التي كانت ترجح فكرة أنه لم يمت وإنما تم قتله في عملية اغتيال.
وفي 17 من فبراير عام 2010 أعلن زاهي حواس أمين عام المجلس الأعلى للآثار في ذلك الوقت في مؤتمر صحفي بحديقة المتحف المصري مجموعة من الاكتشافات العلمية التي تحل العديد من ألغاز نهايات الأسرة الثامنة عشرة ومنها لغز وفاة توت عنخ آمون، فبتحليل الحمض النووى لمومياء الملك توت أظهرت النتائج أن سبب الوفاة يرجع لطفيل الملاريا، ومن المرجح أن المضاعفات الناجمة بشكل حاد عن المرض أدت لوفاته، كما كشف تحليل الحمض النووي والمسح بالأشعة المقطعية لمومياء توت عنخ آمون أن الملك إخناتون هو والد الملك توت.
وأكد حواس أنه عندما قام الباحثون بإجراء مسح لمومياء توت عنخ آمون، اكتشفوا إصابته بالعديد من الأمراض مثل إصابته باحدوداب في عموده الفقري، إلى جانب تشوه إصبع القدم الكبير، الأمر الذي أدى إلى ضمور في قدمه اليسرى.
وقال حواس إن الرسومات القديمة كانت تصور توت عنخ آمون وهو يطلق السهام، أثناء جلوسه في العربة التي تجرها الخيل، وليس أثناء وقوفه، وهو أمر غير عادي.. وفي قبره، عثرنا على 100 عصاة للمشي، وفي البداية اعتقدنا أنها تمثل السلطة والقوة، ولكن تبين أنها عكازات قديمة كان يستخدمها، فهو بالكاد كان يستطيع السير والمشي.”
كما أوضح حواس أن المسح الكمبيوتري للمومياء في العام 2005 كان يهدف إلى التحقق من أنه تعرض للقتل، نظراً لأن الصور السابقة بأشعة إكس كشفت عن وجود ثقب في جمجمته، مضيفاً أنه تبين أن هذا الثقب تم أثناء عملية التحنيط، غير أنه تم اكتشاف كسر في عظم الساق الأيسر، ربما يكون له دور في وفاة الفرعون الصغير.
وفي عام 2013، أصدرت مجموعة من الباحثين البريطانيين فيلما وثائقيا بعنوان “توت عنخ آمون: لغز المومياء المحترقة”، بنت تحليلاتها فيه على صور أشعة سينية تم التقاطها للمومياء الخاصة به عام 1968، جنبا إلى جنب مع الأشعة المقطعية التي أجراها المجلس الأعلى للآثار في مصر عام 2005.
الفيلم كشف عن تعرضه لأضرار كبيرة في ضلوعه، إلى جانب كسر في ساقه، مما دفع الفريق إلى استنتاج أن توت مات على الأرجح من حادث اصطدام عربة.
وفي أحدث تصريحات له قال الدكتور زاهي حواس، لمصراوي: كل الأدلة التي اكتشفناها أنه كان يعاني ممن فلات فوت، وأصيب بالملاريا، ونبحث الآن في احتمالية إصابة الملك الذهبي بالتسمم في رجله أم لا، ولو توصلنا لشيء سنعلنه قريبا جدا، ومن المحتمل أن يكون مات في حادثة.