05:06 م
الخميس 06 يونيو 2024
كتب- محمد صفوت:
بعد 8 أشهر من الحرب في غزة، وضغط الولايات المتحدة على إسرائيل لقبول اقتراح الرئيس الأمريكي جو بايدن للهدنة، يتخذ الصراع بين إسرائيل وحزب الله شكلاً ينذر بحرب جديدة في المنطقة.
تضغط الولايات المتحدة على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لقبول مقترح بايدن للهدنة في غزة، إلا أنها منحته الثلاثاء حق الدفاع عن إسرائيل أمام هجمات حزب الله، في وقت تسعى فيه المنطقة إلى الهدوء بعد 8 أشهر من الحرب في غزة.
وقالت الخارجية الأمريكية، الثلاثاء الماضي، إن واشنطن لا تريد حربًا شاملة بين إسرائيل وحزب الله، وإنها تسعى لحل دبلوماسي، لكنها أضافت أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها في مواجهة حزب الله.
نتنياهو الذي يواجه ضغوطًا متزايدةً في الداخل من المعارضة وأهالي الأسرى وخارجية من الولايات المتحدة والغرب لإنهاء الحرب في غزة، في وقتٍ أصبح مستقبله السياسي مهددًا في حال تحميله المسؤولية عن الفشل في 7 أكتوبر.
يبدو أن نتنياهو على موعد مع طوق نجاة جديد، فهو الزعيم الذي ينجح دائمًا بشكل دراماتيكي في إعادة نفسه إلى الواجهة واستغلال الأزمات للحفاظ على منصبه، إذ أصبح رئيس الوزراء الأكثر مدة في هذا المنصب، ووصفته “يديعوت أحرونوت” سابقًا بـ”ساحر السياسة” الذي يعرف خدع السياسة في إسرائيل.
إسرائيل مستعدة للشمال
التوترات المتصاعدة بين حزب الله وإسرائيل، دفعت نتنياهو لإعلان أن الدولة اليهودية مستعدة للقيام بعمل مكثف للغاية في الشمال ردًا على الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة المستمرة التي تشنها الحركة اللبنانية على شمال إسرائيل.
ومن قاعدة عسكرية في كريات شمونة، التي شهدت حرائق واسعة الأيام الماضية، قال نتنياهو: “لقد قلنا، في بداية الحرب، إننا سنعيد الأمن في كل من الجنوب والشمال – وهذا ما نفعله. واليوم أنا على الطريق الصحيح”، مضيفًا: “بالأمس كانت الأرض مشتعلة هنا، ولكن الأرض كانت مشتعلة أيضًا في لبنان”.
وتابع: “من يظن أنه يستطيع أن يؤذينا، وسنجلس مكتوفي الأيدي فهو يرتكب خطأ كبيرًا، نحن مستعدون لعمل مكثف للغاية في الشمال. بطريقة أو بأخرى، سنعيد الأمن إلى المنطقة”.
كان نتنياهو، زعم أن بلاده لديها خططًا مفصلة ومهمة وحتى مفاجئة للتعامل مع “حزب الله” في مايو الماضي، بعد أشهر من التوترات على الحدود الشمالية للدولة العبرية.
أدت التوترات التي اندلعت في الثامن من أكتوبر الماضي، بين حزب الله وإسرائيل إلى إخلاء المناطق الحدودية الإسرائيلية من السكان، ومع تصعيد حزب الله الوكيل الإيراني لحربه المصغرة ضد الدولة اليهودية غادر ما يصل إلى 80 ألف إسرائيلي المناطق الحدودية.
التوترات توحد الإسرائيليين
الحرائق التي اندلعت شمال إسرائيل وأسفرت عن إصابة 11 شخصًا على الأقل، وحدت المعارضة والحكومة على ضرورة البدء في عملية عسكرية داخل لبنان للقضاء على تهديدات حزب الله.
وأطلق الوزراء والمعارضة تصريحاته مشابه تدعو لـ”حرق لبنان” والتوجه نحو الشمال لإعادة الاستقرار في المناطق الحدودية للدولة العبرية.
وحذر الوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية بيني جانتس، الذي يعارض سياسة نتنياهو في الحرب بغزة وافتقاره لخطة “اليوم التالي”، سكان شمال إسرائيل من “أيام صعبة”، وطالبهم بالاستعداد لحرب حقيقية.
فيما قال زعيم المعارضة الإسرائيلية في تغريدة عبر حسابه على موقع “إكس”: “ما يحترق ليس الشمال فقط، بل الردع الإسرائيلي والشرف الإسرائيلي أيضا، الحكومة تخلت عن إسرائيل ويجب استبدالها”.
الحرب تنتقل إلى الشمال
يقول الجنرال الإسرائيلي المتقاعد الذي عمل نائبًا لقائد فرقة غزة، أمير أفيفي، إنه صرح منذ بداية الحرب في غزة، أن إسرائيل ستتعامل مع القطاع ثم تنتقل إلى الشمال، مضيفًا أنه خلال الأسابيع المقبلة ستنتهي المهام الرئيسية في رفح، وسيرسل الجيش معظم قواته إلى الشمال ليكونوا تهديدًا لحزب الله.
وأضاف أفيفي، في تصريحات لـ”فوكس نيوز” إنه في حال لم يتراجع حزب الله وإيران وإن لم يمارس المجتمع الدولي والولايات المتحدة ضغوطًا لإجباره على التراجع، سيتعين على إسرائيل بدء الهجوم والتوغل البري في لبنان لتدمير قدرات حزب الله.
وأدت التوترات المتصاعدة بين حزب الله وإسرائيل منذ أكتوبر الماضي، إلى مقتل نحو 300 من مقاتلي حزب الله، و 80 مدنيا لبنانيًا، وفي إسرائيل قتل 18 جنديًا و10 مدنيين.