04:36 م
الأحد 15 أكتوبر 2023
(وكالات)
شهدت عدة مدن كبرى في الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا السبت والأحد مظاهرات شارك فيها الآلاف تضامنا مع الفلسطينيين بعد استشهاد وجرح الآلاف في غارات إسرائيلية على غزة.
وتأتي المظاهرات بينما يكثف الاحتلال الإسرائيلي حربه ضد حماس وينشر عشرات آلاف الجنود استعدادا لتنفيذ هجوم بري مرتقب ردا على عملية “طوفان الأقصى” التي توغّل خلالها مقاتلون من الحركة في المناطق المحتلة المتاخمة لغلاف غزة وقتلوا أكثر من 1300 شخص.
من سيدني مروروا بلندن وصولا إلى نيويورك، خرجت مظاهرات كبيرة في عدة مدن أسترالية وبريطانية وأمريكية دعما للفلسطينيين فيما تستعد إسرائيل لتنفيذ اجتياح بري لقطاع غزة.
وتظاهر عشرات آلاف الأشخاص السبت في لندن ومدن بريطانية أخرى تأييدا للفلسطينيين وسط تحذيرات رسمية من أن إبداء أي شخص الدعم لحركة حماس يعرضه للتوقيف.
ونشرت الشرطة أكثر من ألف عنصر في قلب العاصمة البريطانية لمواكبة التظاهرة هناك، في حين خرجت تظاهرات مماثلة في مانشستر وإدنبرة وجلاسجو ومدن أخرى.
احتشد المتظاهرون صباحا بالقرب من مقر هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، قبل تظاهرة عصرا قرب البرلمان ومقر إقامة رئيس الوزراء ريشي سوناك في داونينج ستريت.
وألقي بعض المتظاهرين طلاء أحمر على واجهة مقر شبكة “بي بي سي”، وقد أعلنت مجموعة “بالستاين أكشن” مسؤوليتها عن العمل متهمة الشبكة بتواطؤ “يلطخ يديها بالدماء” على خلفية تغطيتها للحرب.
ورفع البعض خلال مظاهرة لندن أعلاما فلسطينية ولافتات كتبت عليها شعارات بينها “الحرية لفلسطين” و”أوقفوا المجزرة” و”العقوبات لإسرائيل”.
وقال إسماعيل باتيل، رئيس حملة “أصدقاء الأقصى” في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية “أعتقد أن كل الناس العادلين في العالم، وليس فقط في بريطانيا، يجب أن يقفوا ويطالبوا بوضع حد لهذا الجنون”، مضيفا “وإلا فقد نشهد في الأيام القليلة المقبلة كارثة تتكشف”.
ورصدت الشرطة والحكومة ازديادا في الجرائم والحوادث المعادية للسامية في بريطانيا منذ “طوفان الأقصى”، في حين جرى اعتقال امرأة تبلغ 22 عاما بسبب الاشتباه في إلقائها كلمة داعمة لحماس.
ويمكن للقضاء البريطاني سجن المنتمين إلى المنظمات المصنفة إرهابية والمحظورة في بريطانيا أو من تثبت إدانتهم بالدعوة إلى دعمها لمدة تصل إلى 14 عاما
دعم حماس “جريمة”
وكانت شرطة لندن قد أكّدت في وقت سابق هذا الأسبوع أن التعبير عن الدعم للفلسطينيين، بما في ذلك رفع العلم الفلسطيني، لا يعد جريمة جنائية، لكنها شددت على أن دعم حماس جريمة.
وألقى جيريمي كوربين الزعيم السابق لحزب العمال المعارض والمتهم بالسماح لمعاداة السامية بالانتشار خلال فترة رئاسته للحزب، كلمة خلال تظاهرة لندن.
وقال النائب المستقل الآن “إذا كنت تؤمن بالقانون الدولي، وإذا كنت تؤمن بحقوق الإنسان، فعليك أن تدين ما يحدث الآن في غزة من قبل الجيش الإسرائيلي”.
لكن رئيس وزراء بريطانيا ريشي سوناك أكد مجددا دعمه الثابت لإسرائيل، وقال السبت إن بريطانيا تقف إلى جانب إسرائيل “ليس اليوم فقط، وليس غدا فقط، لكن دائما”.
مظاهرات في أستراليا بالرغم من تهديدات الشرطة
في أستراليا، تظاهر الآلاف في مسيرات مؤيدة للفلسطينيين الأحد في عواصم الولايات رغم تهديدات الشرطة بكبحهم في ظل توترات.
وكانت إحدى أكبر المسيرات في سيدني عاصمة نيو ساوث ويلز، أكثر الولايات سكانا، حيث قالت جماعة العمل الفلسطيني التي نظمت الاحتجاج إن نحو 5000 شاركوا فيه. وقدر شاهد من رويترز الحشد بنحو 2000. ولوح العديد من المشاركين في المسيرة بأعلام فلسطين وهتفوا “الحرية، حرروا فلسطين” في حديقة هايد بارك بمدينة سيدني بينما جاب المئات من رجال الشرطة المنطقة والشوارع القريبة في دوريات وحلقت مروحية تابعة للشرطة على ارتفاع منخفض.
وكانت الشرطة تدرس تطبيق صلاحيات خاصة للتوقيف والتفتيش لأول مرة منذ ما يقرب من عقدين من الزمن للأشخاص الذين حضروا المسيرة لكن المتحدثة باسم جماعة العمل الفلسطينية أمل ناصر قالت إن هذه الصلاحيات لم تطبق.
مؤيدون للفلسطينيين أمام البيت الأبيض
تجمع آلاف المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين السبت في واشنطن، واحتجوا أمام البيت الأبيض هاتفين “حرروا فلسطين”.
وقالت المتظاهرة ليندا هوتون لوكالة الأنباء الفرنسية “ما يحدث اليوم يتجاوز الحدود. إنه أمر يثير الاستياء، نحن نشاهد أشخاصا يُقتلون بيد جيش يدعمه هذا البلد”.
قال أحمد عبد، أحد المتظاهرين الذين ساروا في وسط مدينة واشنطن في ظل أعلام فلسطينية “أتمنى لو كنا نستطيع القيام بشيء، أتمنى لو كنا نستطيع وقف الحرب”. وأضاف متحدثا عن قطاع غزة المحاصر “إنهم في سجن”.
ومما كتب على اللافتات التي حملها المتظاهرون “أوقفوا الاحتلال” و”أوقفوا إطلاق النار الآن”.
وفي نيويورك، معقل أكبر عدد من السكان اليهود خارج إسرائيل، تجمع مئات في بروكلين الجمعة للإعراب عن استيائهم من الهجوم الإسرائيلي رافعين لافتة كتب عليها “اليهود يقولون: أوقفوا الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين”.
واليهود في نيويورك منقسمون، إذ تطالب بعض الأصوات إسرائيل بالدفاع عن نفسها، في حين تحذّر أخرى من “إبادة جماعية” بحق الفلسطينيين.