12:18 م
الخميس 20 يونيو 2024
الرياض – (ا ف ب)
ارتفعت الحصيلة الإجمالية للوفيات خلال موسم الحج هذا العام لتفوق 900 شخص معظمهم يحملون الجنسية المصرية، خاصة لأسباب مرتبطة بالطقس الحار. فيما أفاد دبلوماسي عربي طلب عدم الكشف عن اسمه الأربعاء إن عدد الوفيات في صفوف الحجّاج المصريين ارتفع إلى “600 على الأقل”. وتتيح المملكة أداء الحج حصرا للسكان ممن لديهم تصاريح والأجانب الحاصلين على تأشيرات مخصصة. لكن توسّعها في إصدار تأشيرات عامة منذ العام 2019 فتح مجالا أوسع لأداء الحج بشكل أقل كلفة، لكن غير قانوني، لآلاف الأجانب.
وصلت الحصيلة الإجمالية للوفيات خلال موسم الحج هذا العام إلى أكثر من 900 شخص غالبيّتهم مصريون. وتعود معظم الوفيات لأسباب مرتبطة بالطقس الحار. وما يزال كثر يبحثون عن أقربائهم وأصدقائهم الذين فُقدوا خلال أداء الفريضة.
وكان قد أفاد دبلوماسيان عربيان في السعودية الثلاثاء بأن ما لا يقل عن 550 حاج لقوا حتفهم خلال أداء فريضة الحج في مكة المكرمة لأسباب مرتبطة بارتفاع درجات الحرارة القياسي. الأمر الذي يدل على الطبيعة المرهقة لأداء هذه المناسك التي تستغرق عدة أيام، إذ تزامنت هذا العام من جديد مع فترة من الحر الشديد غير المعهود، كما يفوق هذا العدد نظيره من العام الماضي والذي لم يتعد 241 حالة وفاة.
وقال أحد الدبلوماسيين اللذين ينسقان استجابة بلديهما، إن “جميعهم ماتوا بسبب الحرارة” باستثناء شخص أصيب بجروح قاتلة خلال تدافع بسيط بين حشد من الحجاج، مضيفا أن الحصيلة مصدرها مشرحة المستشفى في حي المعيصم بمكة.
ومن جهته، أفاد دبلوماسي عربي شرط عدم الكشف عن اسمه لوكالة الأنباء الفرنسية الأربعاء بأن عدد الوفيات في صفوف الحجّاج المصريين ارتفع إلى “600 على الأقل”، بعد أن أفصح دبلوماسيان عربيان عن وفاة 323 مصريا على الأقل في حصيلة سابقة.
وأشار إلى أن مسؤولين مصريين في السعودية تلقوا “1400 بلاغ عن مفقودين حتى الآن” مشيرا إلى أن هذا العدد يشمل عدد الوفيات المذكور سابقا. وأضاف إن “جميع (حالات الوفاة الجديدة) ناجمة عن الحر”.
ويشار إلى أن درجة الحرارة بلغت مطلع الأسبوع الحالي 51,8 درجة مئوية في مكة المكرمة.
ما هي المعلومات المتوفرة لدى السعودية عن الحجاج التونسيين المتوفين والمفقودين؟
هذا، ويرفع عدد الوفيات بين المصريين حصيلة الوفيات الإجمالية خلال موسم الحج هذا العام إلى 922 على الأقل، وفق حصيلة جمعتها وكالة الأنباء الفرنسية استنادا إلى أعداد أعلنتها الدول المعنية ودبلوماسيون، معظمهم لم يوضحوا الأسباب. فبالإضافة إلى المصريين، يشمل هذا العدد 132 إندونيسيا و68 هنديا و60 أردنيا و35 تونسيا و13 من كردستان العراق و11 إيرانيا و3 سنغاليين.
ومن جانبه، أكد دبلوماسي آسيوي في السعودية الأربعاء قائلا: “لدينا حوالي 68 حالة وفاة مؤكّدة (في صفوف الحجاج الهنود). بعضهم لأسباب طبيعية إذ كان هناك العديد من الحجاج المسنين. والبعض قضوا بسبب الأحوال الجوية، هذا ما نفترضه”.
وتابع “هذا يحصل كل عام لا يمكننا القول إن هذا العدد مرتفع بشكل غير طبيعي هذا العام”، مضيفا “إنه مشابه إلى حد ما للعام الماضي لكننا سنعرف المزيد في الأيام المقبلة”.
وكان قد قضى العام الماضي أكثر من 200 حاج معظمهم من إندونيسيا.
إجهاد حراري
وكانت قد أعلنت وزارة الخارجية المصرية في وقت سابق الثلاثاء أن القاهرة تتعاون مع السلطات السعودية في عمليات البحث عن المصريين الذين فقدوا خلال موسم الحج. وبينما تحدثت الوزارة في بيان عن “وقوع أعداد من الوفيات”، فإنها لم تحدد ما إذا كان من بينهم مصريون.
وأفادت السلطات السعودية بعلاج أكثر من 2000 حاج يعانون من الإجهاد الحراري، لكنها لم تقدم معلومات عن الوفيات. وقال الأردن الثلاثاء إنه تم إصدار 41 تصريحا لدفن حجاج متوفين في مكة، وكان قد أعلن الأحد عن 14 وفاة بسبب ضربات الشمس.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية (بترا) أيضا إن عددا غير محدد من الحجاج الأردنيين في عداد المفقودين وأن السلطات تحاول تحديد مكانهم وإعادتهم إلى بلدهم. بدورها، قالت وزارة الخارجية التونسية الثلاثاء إن 35 حاجا لقوا حتفهم وسط “ارتفاع حاد لدرجات الحرارة” في السعودية.
ولم يذكر البيانان الأردني والتونسي على وجه التحديد عدد الوفيات التي يمكن أن تعزى إلى الحرارة مقارنة بعوامل أخرى.
في منى الإثنين، كان حجاج كثر يفرغون عبوات مياه على رؤوسهم في حين وزعت السلطات مشروبات باردة ومثلّجات بنكهة الشوكولا تذوب في غضون ثوان.
ونصحت وزارة الصحة السعودية الحجاج بـ”تجنب الإجهاد الحراري عبر حمل المظلة والإكثار من شرب الماء”. غير أن العديد من الشعائر ومنها الوقوف على عرفة والتي كانت يوم السبت، تجري في الهواء الطلق.
وأفاد عدد من الحجاج عن مشاهدة أشخاص هامدين على جانب الطريق، وسيارات إسعاف “منشغلة للغاية”. وشارك هذا العام نحو 1,8 مليون حاج، منهم 1,6 مليون من الخارج، بحسب السلطات السعودية.
حجاج غير مسجلين
ويحاول عشرات الآلاف من الناس كل عام أداء فريضة الحج من دون الحصول على تأشيرات رسمية من أجل توفير المال، ما يجعل أداء المناسك أكثر خطورة لأن هؤلاء الحجاج غير المسجلين لا يستطيعون الوصول إلى المرافق المكيفة التي توفرها السلطات السعودية.
وقال أحد الدبلوماسيين اللذين تحدثا إلى وكالة الأنباء الفرنسية الثلاثاء إن عدد الوفيات في صفوف الحجاج المصريين ارتفع “بالتأكيد” لأن عددا كبيرا منهم غير مسجلين.
وأفاد مسؤول مصري يشرف على بعثة الحج المصرية بأن “الحجاج غير النظاميين تسببوا في فوضى كبيرة في مخيمات الحجاج المصريين ما تسبب في انهيار الخدمات” وتابع “الحجاج ظلوا لفترة طويلة دون أكل او مياه او مكيفات” مضيفا أنهم توفوا بسبب “الحر لأن ليس لهم مكان” يؤويهم.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال مسؤولون سعوديون إنهم قاموا بإجلاء مئات الآلاف من الأشخاص غير المسجلين من مكة قبل أداء الحج.
ومن بين الدول الأخرى التي أبلغت عن وفيات خلال موسم الحج هذا العام تونس وإندونيسيا وإيران والسنغال.
وأعلن وزير الصحة السعودي فهد بن عبد الرحمن الجلاجل الثلاثاء عن “نجاح خطط المنظومة الصحية في المملكة لموسم حج هذا العام” ومنع تفشي أي أمراض أو تهديدات على الصحة العامة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السعودية.
كما “تم تقديم خدمات افتراضية عبر مستشفى صحة الافتراضي لأكثر من 5800 حاج، والتعامل المباشر مع حالات الإجهاد الحراري وتقديم الخدمات الطبية اللازمة لهم” وفق الوكالة مضيفة أن “الجهود التوعوية الاستباقية أسهمت في الحد من زيادة عدد الحالات”.
ويذكر أن المملكة السعودية تتيح أداء الحج حصرا للسكان ممن لديهم تصاريح والأجانب الحاصلين على تأشيرات مخصّصة. لكنّ توسّعها في إصدار تأشيرات عامة منذ العام 2019 فتح مجالا أوسع لأداء الحج بشكل أقل كلفة، لكن غير قانوني، لآلاف الأجانب.