03:14 م
الجمعة 19 يناير 2024
كتب- مصراوي
خسائر جيش الاحتلال الإسرائيلي تتوالى، منذ بدأه في العملية البرية بقطاع غزة، ويسقط في صفوفه العديد من الأرواح، والإصابات سواء جسدية أو حتى نفسية، ومن آخر ما تكبده الجيش ما أعلنت عنه صحيفة جروزاليم بوست العبرية، أن عشرات أطباء الأمراض الجلدية عالجوا مئات الجنود الذين عانوا من التهابات حادة في القدمين في الأشهر الأخيرة.
وتابعت الصحيفة العبرية أن “الحذاء العسكري هو حذاء مغلق بشكل جيد ويتكيف مع الظروف الميدانية ويهدف في المقام الأول إلى حماية القدم من الكدمات، لكنه الحذاء المغلق لا يتم تهويته على الإطلاق، ويضطر الجنود أحيانا إلى البقاء في الحذاء نفسه لعدة أيام، وفي بعض الحالات لمدة أسبوعين أو أكثر”.
وبحسب جروزاليم بوست، فإنه يوجد “مناخ محلي من الحرارة والرطوبة العالية، ما يؤدي إلى تكاثر كميات كبيرة جدا من البكتيريا والفطريات التي تتسبب بالعدوى”، إذ أن “البكتيريا تسبب رائحة كريهة قوية، وحكة وتكوين أخاديد وتقشير في القدم، تصل أحيانا إلى حد النزيف”.
وأصيب العديد من الجنود الإسرائيليين بفطريات الأظافر، وهي ظاهرة ليست خطيرة ولا مؤلمة ولكنها تتسبب في تشوه الظفر وتحوله إلى اللون الأصفر وتسبب اضطرابا جماليا، حيث إنهم واجهوا ظهور أظافر تحت الجلد، ما يسبب ألما شديدا وصعوبة في مواصلة الأنشطة العملياتية، وفي حالات يتم تحويلهم لإجراء عملية جراحية لإزالة أو رفع الجزء المصاب، مع العلاج بالمضادات الحيوية”.
وفيما سبق أصيب عدد كبير من صفوف جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي بالتسمم الغذائي والأمراض المعوية، ارتفعت بشكل كبير في صفوف جنود الاحتلال الإسرائيلي، خاصة المقاتلين في قطاع غزة، بحسب ما أوردته صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية.
وبسبب سوء تخزين التبرعات، التي وصلت إلى جيش الاحتلال منذ بدء عملية طوفان الأقصى، ورداءة أدوات النقل والإعداد، ارتفعت النزلات المعوية، والإسهال الشديد، وارتفاع درجات الحرارة بين الجنود، وفقًا لما أعلنه بعض الأطباء الإسرائيليين.
بدوره قال الدكتور تال بروش، مدير وحدة الأمراض المعدية في مستشفى أسوتا العام في أسدود، “لقد تفشى الإسهال بين الجنود في الجنوب، وفي مناطق تمركزهم المختلفة، ثم انتشر بعد ذلك بين الجنود، الذين ذهبوا إلى القتال في غزة”.
وتابع مدير وحدة الأمراض المعدية في مستشفى أسوتا العام بأسدود، “قد شخصنا إصابات ببكتيريا الشيجيلا التي تسبب مرض الزُّحار، وهذا مرض شديد الخطورة، وقد تفشى بين الجنود في غزة”.
وأضاف بروش أن تفشي هذه الأمراض له عواقب على حالة الجنود وسير العمليات القتالية، إذ قال إنه “إذا تفشت العدوى بين 10 جنود في سرية مشاة، وأُصيبوا بالحمى بعد وصول درجة حرارتهم إلى 40 درجة مئوية، وبات ينتابهم الإسهال كل 20 دقيقة، فإنهم أصبحوا صالحين للقتال، بل يعرضون أنفسهم لخطر الوفاة”.
كما تظهر بيانات الهيئة الطبية الإسرائيلية أن 3221 جنديًا أصيبوا منذ 7 أكتوبر، وتم إجلاء 2438 منهم وإدخالهم إلى المستشفى، وبرغم استخدام النظارات الواقية المتطورة، تم الإبلاغ عن نحو 155 إصابة في العيون، ورغم استخدام سدادات الأذن الخاصة، تم الإبلاغ عن نحو 300 إصابة في السمع (إصابات صوتية).
وقالت القناة 12 العبرية، إنه في الحروب السابقة التي خاضتها إسرائيل كانت الهيئة الطبية تفتخر بقدرتها على خفض معدل الوفيات بين الجرحى، إلى النصف، لكن في عملية السيوف الحديدية، بلغت نسبة الوفيات بين الجرحى الذين يمكن إنقاذهم 6.7 %، مقابل 14 % في حرب لبنان الثانية، و9.8 % في عملية الجرف الصامد، ما يعني أن 93.3 % من المصابين بجروح خطيرة يبقون على قيد الحياة حتى وصولهم إلى المستشفيات.
وبحسب القناة العبرية، نقلًا عن الهيئة الطبية الإسرائيلية، فإن 9000 جندي تلقوا علاجا نفسيًا منذ بداية الحرب، منهم نحو 1500 جندي بحاجة لمتابعة بصورة دورية،موضحة أن ربع الجنود الذين تلقوا العلاج النفسي لم يعودوا إلى القتال في غزة.
ولليوم الـ105 على التوالي لا يتوقف جيش الاحتلال الإسرائيلي عن ارتكاب جرائمة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، عبر شن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، والأحزمة النارية مع ارتكاب مجازر دامية ضد المدنيين، وتنفيذ جرائم مروعة في مناطق التوغل، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح أكثر من 90 % من السكان.