03:44 م
الأحد 07 يناير 2024
كتب- محمد صفوت:
تسعى الولايات المتحدة إلى تهدئة التوترات المتصاعدة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية خوفًا من اتساع الحرب في غزة إلى أجزاء أخرى في الشرق الأوسط ما يهدد باندلاع حرب إقليمية في المنطقة.
ومنذ بداية الحرب في غزة حاولت الإدارة الأمريكية تهدئة التوترات بين إسرائيل ولبنان، عبر رسائل وتصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن ومسؤولي إدارته فضلاً عن الزيارات التي قام بها وزير الخارجية أنتوني بلينكن ومسؤولين أمريكيين آخرين إلى المنطقة.
وسط المخاوف من اندلاع حربًا إقليمية، كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية في تقرير لها اليوم الأحد، عن تقييم استخباراتي أمريكي يحذر من توسيع رقعة الحرب في غزة لتشمل لبنان، لافتًا إلى قلق واشنطن من احتمال إشعال إسرائيل جبهة أخرى في المنطقة.
ويؤكد التقييم الاستخباراتي الصادر عن وكالة الاستخبارات الدفاعية قلق واشنطن من الأحاديث في إسرائيل عن توسيع الحرب إلى لبنان، ويشير التقييم إلى صعوبة فتح تل أبيب لجبهة أخرى في الحرب مع حزب الله وسط القتال مع حماس في غزة، موضحًا أن تحقيق إسرائيل لانتصار في هذه الحرب سيكون صعبًا.
نتنياهو يخاطر ببلاده مقابل بقائه السياسي
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين قولهم، إن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن بايدن يرى في فتح جبهة حرب جديدة مع لبنان مفتاح بقائه السياسي، وسط انتقادات داخلية لفشل حكومته في توقع هجمات السابع من أكتوبر ومنعها.
وتقول “واشنطن بوست” إن بايدن أرسل أحد كبار مساعديه إلى الشرق الأوسط لتحقيق هدف واضح وحاسم هو منع اندلاع حرب بين إسرائيل وحزب الله.
إسرائيل وحزب الله
قال مسؤولون أمريكيون لـ “واشنطن بوست” إن حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله يسعى إلى الابتعاد عن خوض حربًا مع إسرائيل، ويشير المسؤولين إلى أنه على الرغم من امتلاك حزب الله لترسانة كبيرة ومقاتلين مدربين إلا أنه يريد تجنب التصعيد مع تل أبيب.
وأشار المسؤولون، إلى أن إسرائيل عرضت بعد هجمات السابع من أكتوبر على الإدارة الأمريكية فكرة لشن هجوم وقائي على حزب الله، موضحين أن الفكرة لاقت معارضة أمريكية كبيرة خوفًا من اتساع القتال وجر إيران الداعمة لحزب الله إلى القتال.
وأوضح المسؤولون أن دخول إيران في الحرب، يعد احتمالاً كبيرًا قد يجبر واشنطن على الرد عسكريًا نيابة عن إسرائيل.
ويخشى المسؤولون أن يفوق صراع واسع النطاق بين إسرائيل ولبنان سفك الدماء الذي شهدته الحرب الإسرائيلية اللبنانية عام 2006 بسبب ترسانة حزب الله الأكبر بكثير من الأسلحة بعيدة المدى والدقيقة.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن الخبير في الشؤون اللبنانية في معهد الشرق الأوسط، وهو مركز أبحاث في واشنطن بلال صعب، قوله، إن اندلاع حرب بين حزب الله وإسرائيل يرجح مقتل ما بين 300 ألف إلى 500 ألف شخص في لبنان، مضيفًا أن الحرب سيستلزم إخلاءً واسع النطاق لشمال إسرائيل بأكمله.
ويعتقد الخبير، أن يستهدف حزب الله في هذه الحرب أهدافًا حساسة مثل صانع البتروكيماويات والمفاعلات النووية، مضيفًا أن إيران ربما تقوم بتنشيط جميع وكلائها بالمنطقة.