جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
يشير مفهوم أو اصطلاح الفرصة الضائعة إلى الفوائد والمكاسب التي كان من الممكن تحقيقها لو تم اتخاذ قرار بشكل أسرع وأفضل أو بشكل مختلف في الموضوعات والقضايا المختلفة.
والفرص الضائعة التي يتناولها المقال لا ترتبط بالفرص الضائعة المرتبطة بالأفراد على المستوى الشخصي، بل بالفرص الضائعة المرتبطة بالدولة والتي كان من الممكن في حالة اتخاذ قرار بشأنها ان تنعكس بشكل إيجابي وبمنافع متعددة على الدولة وعلى المواطنين.
ومن تلك الأمثلة عدم الاستثمار الكافي والجيد في الاستصلاح الزراعي والاهتمام بزراعة المحاصيل الاستراتيجية منذ عقود، مما أدى إلى استيراد تلك المحاصيل والوقوع في أسر وتبعية الدول المصدرة لها.
مثال آخر يتعلق بالفرصة الضائعة يتعلق بعدم القدرة على استشراف المستقبل الرقمي بشكل أسرع وفي وقت مبكر الأمر الذي يضيع على الدولة فرص الولوج لأسواق واعدة بمنتجات رقمية. ويرتبط بهذا المثال مثال آخر يتعلق بضعف الاستثمار في التعليم والبحث العلمي الذي يعتبر أساس أي تقدم بل أساس أي منتج. كما أنه يعد هدفا استراتيجياً تتسابق دول العالم علي تحقيق أقصي تقدم فيه بما يحميها من الاعتماد على منتجات وخدمات الدول الأخرى، خاصة وأن البحث العلمي كمنهج وكمنتج متقاطع مع كل المنتجات بدءاً من المنتجات الزراعية إلى التسليح.
كما يعتبر عدم الدخول في الأسواق الجديدة الواعدة من الفرص الضائعة والتي يؤدي إغفالها إلى تقليل حجم الاستفادة من هذه الأسواق في حالة اتخاذ قرار متأخر في دخولها والاستفادة من مميزاتها. وهو ما حدث بالنسبة لتردد مصر الدخول إلى الأسواق الافريقية خلال فترة التسعينيات وبدايات الألفية الجديدة.
كما يحضرني مثال آخر يتعلق باستثمار الأماكن الأثرية والسياحية في تصوير الأفلام والأعمال الدرامية العالمية بما يدر دخلاً واسعاً على الدولة، وهي الفرصة التي اغتنمتها العديد من الدول المجاورة التي ليس لديها حظاً وافراً من التاريخ والآثار كمصر.
وغالباً ما يتم التعبير عن الفرصة الضائعة من خلال مصطلح ” تكلفة الفرصة البديلة” وهي القيمة التي يتم التضحية بها عند اختيار بديل واحد على الآخر وخاصة عندما يكون هذا البديل غير مدروس بشكل كاف.
ويُعد التردد والخوف المفرط وعدم القدرة على الوصول إلى توافق بين الأطراف المعنية من أهم أسباب ضياع الفرص. كما يعتبر تعارض المصالح وغياب الدراسات العلمية أيضاً من أسباب خسارتنا للعديد من الفرص والمكاسب.
ويمكن أن يساعد مفهوم أو إصطلاح الفرصة الضائعة الحكومة والمسئولين على اتخاذ قرارات بشكل أفضل لتجنب التأخير ومن ثم الندم. كما يمكن أن يساعد صناع القرار على تحسين الأداء وتحقيق المزيد من النجاح.