01:33 م
الأربعاء 31 يوليو 2024
غزة – (ا ف ب)
كان إسماعيل هنية، الذي استشهد الأربعاء في غارة إسرائيلية استهدفت مقر إقامته في طهران، رئيسا لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) منذ عام 2017 خلفا لخالد مشعل. وذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية أن هنية قتل حوالي الثانية صباحا في مقر لقدامى المحاربين في شمال طهران.
وقال أديب زيادة المتخصص في الشؤون الفلسطينية بجامعة قطر “إنه الواجهة السياسية والدبلوماسية لحماس”.
أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، فجر الأربعاء، عن استشهاد رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، إثر غارة جوية إسرائيلية استهدفت مقر إقامته في طهران، وذلك بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية أن هنية قتل حوالي الثانية صباحا، وأضافت أنه كان يقيم في مقر لقدامى المحاربين في شمال طهران. من جانبها، قالت حماس في بيان إن “الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم فقدوا قائداً مجاهداً”.
بين تركيا والدوحة
انتُخب هنية (62 عاما) رئيسا للمكتب السياسي لحركة حماس في 2017 خلفا لخالد مشعل. وكان يتنقل بين تركيا والعاصمة القطرية الدوحة هربا من قيود السفر المفروضة على قطاع غزة المحاصر.
وكان قد وجه رسالة للقادة العرب بعد فترة وجيزة من شن مقاتلي حماس الهجوم على إسرائيل في 7 أكتوبر: “نقول لكل الدول بما فيها الأشقاء العرب. هذا الكيان لا يستطيع أن يحمي نفسه أمام هؤلاء المقاتلين، لا يقدر أن يوفر لكم أمنا ولا حماية، وكل التطبيع والاعتراف بهذا الكيان لا يمكن أن يحسم هذا الصراع”.
وكان هنية مطلوبا من المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بعد إصدار أوامر اعتقال لثلاثة من قادة حماس في مايو الماضي بينهم هنية، إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
“علاقات وثيقة” مع شخصيات أكثر تشددا في الحركة وجناحها العسكري
لكن، وعلى الرغم من خطابه الصارم، اعتبره العديد من الدبلوماسيين معتدلا مقارنة بالأعضاء الأكثر تشددا في الحركة الفلسطينية. توعد هنية جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي بأنهم سيجدون أنفسهم “غرقوا في رمال غزة”، لكنه قام هو وسلفه خالد مشعل بجولات مكوكية في المنطقة لإجراء محادثات بغية التوصل لاتفاق بوساطة قطرية مع إسرائيل يفضي إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن مقابل الإفراج عن فلسطينيين محتجزين في السجون الإسرائيلية، فضلا عن إدخال مزيد من المساعدات لغزة.
وقال أديب زيادة، المتخصص في الشؤون الفلسطينية بجامعة قطر “هنية يقود المعركة السياسية لحماس مع الحكومات العربية”، مضيفا أن هنية يرتبط بعلاقات وثيقة مع شخصيات أكثر تشددا في الحركة والجناح العسكري. وتابع: “إنه الواجهة السياسية والدبلوماسية لحماس”.
في مرحلة الشباب، كان هنية ناشطا طلابيا في الجامعة الإسلامية في مدينة غزة. وانضم إلى حماس عندما تأسست خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987. وتعرض هنية للاعتقال والترحيل لفترة وجيزة.
أحد تلامذة الشيخ أحمد ياسين مؤسس حماس
أصبح هنية أحد تلامذة الشيخ أحمد ياسين مؤسس حماس، والذي كان أيضا لاجئا مثل عائلة هنية من قرية الجورة القريبة من عسقلان. وفي عام 1994 قال لرويترز إن الشيخ ياسين كان نموذجا يحتذى به بالنسبة للشباب الفلسطيني وإنه تعلم منه حب الإسلام والتضحية من أجله وعدم الركوع للطغاة والمستبدين.
وبحلول عام 2003، أصبح هنية أحد المساعدين الذين يثق بهم ياسين، والتُقطت صورة له في منزل الشيخ في غزة وهو يحمل هاتفا بجانب أذن مؤسس الحركة الذي كان مصابا بشلل شبه كامل حتى يتمكن من المشاركة في حديث. واغتالت إسرائيل أحمد ياسين عام 2004.
وكان هنية من أوائل المدافعين عن دخول حماس معترك السياسة. وفي عام 1994 قال إن تشكيل حزب سياسي سيمكن حماس من التعامل مع التطورات الناشئة.
ورفض قادة حماس الدخول في ميدان السياسة في البداية، ثم وافقوا عليه لاحقا وأصبح هنية رئيسا للوزراء بعد فوز الحركة في الانتخابات البرلمانية الفلسطينية عام 2006، وذلك بعد عام من انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من غزة. وسيطرت الحركة على غزة عام 2007.