كتب- أحمد السعداوي:
اختتم قداسة البابا تواضروس الثاني، أمس الثلاثاء ٢٢ أغسطس، زيارته لجمهورية المجر؛ وهي أول زيارة لقداسته للمجر، منذ جلوسه على كرسي مارمرقس، وهي الزيارة التي جاءت بناءً على دعوة رسمية وجهتها إلى قداسته الحكومة المجرية، وهي أيضًا ثاني دعوة رسمية توجهها المجر إلى بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية؛ حيث سبق ودعت المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث، في نفس التوقيت من عام ٢٠١١.
وكان الأمر اللافت أن تقدم جامعة بازمان بيتر المجرية، لقداسة البابا تواضروس الثاني درجة الدكتوراه الفخرية؛ وهو عين ما فعلته أيضًا مع قداسة البابا شنودة الثالث إبان زيارته عام ٢٠١١؛ ليصبح الباباوان القبطيان هما فقط (حتى الآن) اللذان يتم منحهما الدكتوراه الفخرية، من بين جميع الضيوف الرسميين الذين تمت دعوتهم للمشاركة في العيد القومي لجمهورية المجر.
بدأت زيارة قداسة البابا تواضروس الثاني للمجر يوم السبت ١٩ أغسطس؛ حيث غادر قداسته والوفد المرافق، مطار القاهرة الدولي، وكان في وداعهم مجدي إسحاق رئيس شركة ميناء القاهرة الجوي وقيادات المطار، واستغرقت الرحلة نحو ثلاث ساعات ونصف الساعة؛ حيث وصل قداسة البابا مطار بودابست فرانز ليست الدولي، في الساعة الثالثة والنصف، واستقبله هناك شاميين جولت، نائب رئيس الوزراء المجري، والسفير محمد الشناوي سفير مصر بالمجر، وأعضاء السفارة المصرية بالمجر، وصاحبا النيافة الأنبا جيوفاني أسقف وسط أوروبا، والأنبا جابرييل أسقف النمسا، والقمص يوسف خليل كاهن الكنيسة القبطية بالمجر.
وتكون الوفد الكنسي المرافق لقداسة البابا من أصحاب النيافة الأنبا دانيال مطران المعادي وسكرتير المجمع المقدس، والأنبا برنابا أسقف تورينو وروما بإيطاليا، والأنبا جابرييل أسقف النمسا، والأنبا يوليوس الأسقف العام لمصر القديمة وأسقفية الخدمات الاجتماعية، والأنبا جيوفاني أسقف وسط أوروبا، وتماف تكلا رئيسة دير الشهيد مار جرجس للراهبات بمصر القديمة، والراهب القس كيرلس الأنبا بيشوي مدير مكتب قداسة البابا، والقمص يوسف خليل كاهن الكنيسة القبطية بالمجر، وبربارة سليمان مدير المكتب البابوي للمشروعات والعلاقات، إلى جانب الإعلامي إسحق يونان، والمهندس بيشوي جرجس؛ للتغطية الإعلامية.
وتوجه قداسة البابا فور وصوله إلى الفندق؛ للراحة، قبل أن يبدأ برنامج زياراته، حيث شهدت الفترة المسائية زيارتين؛ أولاهما كانت زيارة قداسته والوفد المرافق لرئيس أساقفة المجر الكاردينال بيتر إردو، وذلك في مقر غبطة الكاردينال في Primate’s palace بالعاصمة المجرية بودابست، بحضور عدد من أساقفة الكنيسة الكاثوليكية المجرية.
وحرص قداسة البابا أثناء اللقاء على تأكيد علاقته المتميزة بقداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، الذي زاره في مايو الماضي بالفاتيكان، كما أكد أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية كنيسة شاهدة للمسيح، وأنه في مصر، العلاقات التي تربط الكنيسة برئيس الجمهورية وإخوتنا المسلمين، علاقات قوية، مثنيًا على الروابط التاريخية بين مصر والمجر، ودعا رئيس الأساقفة، والأساقفة إلى زيارة مصر.
وجاءت الزيارة المسائية الثانية للبرلمان المجري برفقة شاميين جولت، نائب رئيس مجلس الوزراء المجري.
وقام قداسة البابا بجولة في أروقة البرلمان الذي يعد مقرًّا تاريخيًّا للسلطة التشريعية؛ فهو يحوي العديد من الآثار التاريخية للمجر، ويرجع تاريخ بنائه بالشكل الحالي إلى عام ١٩٠٤، ويتوسط مبناه صندوق زجاج يحوي تاج الملك شتيفن الأول مؤسس دولة المجر.
وأقيم حفل عشاء عقب انتهاء جولة البابا على شرف قداسته، وألقى خلاله شاميين جولت كلمة رحب خلالها بقداسة البابا والوفد الكنسي المرافق، متذكرًا زيارة المتنيح البابا شنودة الثالث للمجر، في نفس التوقيت عام ٢٠١١، مشيدًا بالرئيس عبد الفتاح السيسي، واصفًا إياه بأنه سياسي يعمل الكثير والكثير لبلاده، مرحبًا بالزيارة المرتقبة لشيخ الأزهر للمجر، مشددًا على أن الأديان يجب أن تتعايش بعضها مع بعض.
تَلَت كلمة نائب رئيس الوزراء كلمة قداسة البابا والتي أكد خلالها سعادته بزيارة المجر، مشيدًا بالعلاقة بين مصر والمجر، وأعرب عن تقديره للدعوة التي وجهتها الحكومة المجرية لقداسته للمشاركة في الاحتفال بالعيد القومي للمجر، وهو أيضًا عيد القديس أشتيفن، واصفًا الاحتفال بأنه احتفال بالمحبة والقداسة والتاريخ.
وأضاف قداسة البابا: “أؤمن أن العلاقات الروحية يمكن حسبانها من القوة الناعمة”، مضيفًا: “الرئيس السيسي بدأ منذ سبع سنوات في بناء عاصمة إدارية جديدة، وبدأها ببناء كنيسة ومسجد، قبل أن يبني أي مبانٍ أخرى، بدأ بالكنيسة والمسجد؛ وهو بذلك بدأ البداية الروحية”.
وبدأ برنامج اليوم الثاني للزيارة، وهو يوم الأحد ٢٠ أغسطس، في ساعة مبكرة، حيث تحرك موكب قداسة البابا من الفندق الذي يقيم فيه في الثامنة إلا الربع صباحًا، متوجهًا إلى مقر البرلمان المجري، للمشاركة في الاحتفال الرسمي بالعيد القومي، والذي أقيم في ساحة لاجوس كوسوث بالبرلمان، وهو العيد الذي يحمل طابعًا دينيًّا، لكونه ذكرى استشهاد الملك شتيفن الأول، مؤسس مملكة المجر عام ١٠٠٠ ميلادية، وهو الذي يعتبره المجريون رمزًا على المستوى السياسي، وقديسًا على المستوى الديني، حيث إنه سياسيًّا هو الملك الذي صنع نهضة المجر، ودينيًّا هو القديس الذي نشر الإيمان المسيحي وحافظ عليه، ليس في المجر وحدها؛ بل في أوروبا كلها.
وزار البابا، عقب الاحتفال، دير القديس الأنبا بولا ببودابست، واستقبله الأب سابولش الرئيس السابق للدير، الذي رحب بقداسته، معربًا عن سعادته بالزيارة، مشيرًا إلى أن “الأنبا بولا” هو القديس والشفيع بالنسبة إلينا، وكان شفيعًا لدولة المجر في القرن الثامن عشر، وأن هناك العديد من القديسين من الكنيسة القبطية؛ منهم القديس الأنبا أنطونيوس والقديس مكاريوس الكبير. وقال موجهًا كلامه إلى قداسة البابا: “وصلتم إلى بيتكم هنا في الدير، قداستكم تعتبر بابا الرهبان كلهم”، وأقام الدير مأدبة غداء على شرف قداسة البابا.
وحضر قداسة البابا، في الخامسة مساءً بتوقيت بودابست، الشق الديني من الاحتفال القومي، وهو القداس الاحتفالي بذكرى قديس المجر الملك شتيفن الأول؛ والذي ترأسه الكاردينال بيتر إردو رئيس أساقفة المجر، وشارك فيه أساقفة الكنيسة الكاثوليكية المجرية.
أعقب ذلك تلبية قداسته دعوة السفير محمد الشناوي سفير مصر بالمجر، لحضور مأدبة العشاء التي أقامها السفير في منزله على شرف قداسة البابا، والتي حضرها شاميين جولت نائب رئيس مجلس الوزراء المجري، وأعضاء السفارة المصرية في بودابست، ووفد من الجالية المصرية في المجر. وخلال المأدبة أكد نائب رئيس مجلس الوزراء أن زيارة قداسة البابا ستبقى في قلوب المجريين، مشددًا على أن مصر والمجر تربطهما صداقة تاريخية، واختتم حديثه بعبارة “تحيا مصر وتحيا المجر”. وعبر السفير المصري عن سعادته بزيارة قداسة البابا، واصفًا إياها بالتاريخية.
ووجه قداسة البابا الشكر إلى السفير المصري وكل طاقم السفارة الذي بذل مجهودًا كبيرًا في الإعداد لهذه الزيارة، ووجودهم على مدار الساعة من أجل إنجاحها، وقدم الشكر أيضًا على الدعوة الكريمة وكرم الضيافة.
وجاء اليوم الثالث من الزيارة، الإثنين ٢١ أغسطس ٢٠٢٣، ليشهد حدثًا تاريخيًّا يترجم ثقل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والدور المؤثر لقداسة البابا تواضروس الثاني، دينيًّا ووطنيًّا واجتماعيًّا، حيث تسلم قداسته الدكتوراه الفخرية من جامعة بازمان بيتر الكاثوليكية، في احتفالية كبرى أقيمت في مقر الجامعة بالعاصمة بودابست، بحضور شاميين جولت نائب رئيس الوزراء المجري، وعدد من المسؤولين المجريين، والسفير المصري لدى المجر وأعضاء السفارة، ورئيس الجامعة ومجلسها، والوفد الكنسي المرافق لقداسة البابا، إلى جانب أصحاب النيافة الأنبا أنجيلوس أسقف لندن، والأنبا إسطفانوس أسقف ببا والفشن، والأنبا بافلوس أسقف اليونان، والأنبا مارك أسقف باريس وشمالي فرنسا.
وألقى البروفيسور توشكا لاسلو، أستاذ اللغة العربية بجامعة بودابست، كلمة الجامعة، خلال الاحتفالية، تحدث فيها عن مسيرة قداسة البابا تواضروس الثاني منذ مولده وحتى الآن، وأشار إلى الأحداث السياسية التي مرت بها مصر منذ عام ٢٠١١، مركزًا على أحداث ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣، واجتماع يوم ٣ يوليو الذي شارك فيه قداسة البابا تواضروس إلى جانب قادة الجيش وشيخ الأزهر والمثقفين. وتناول البروفيسور توشكا التضحيات التي قدمها قداسة البابا والكنيسة القبطية الأرثوذكسية خلال السنوات الماضية، ثم لخص منطوق منح الجامعة لقداسته درجة الدكتوراه الفخرية، قائلًا: “من خلال عمله في التعليم المسيحي والتنمية الاجتماعية اضطلع بمسؤوليته من أجل خدمة البشرية كلها، لذلك فإننا إذ ندرك بسعادة وامتنان تأثير عمله هذا على الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية نعتبر أنه شرفٌ لنا أن نحتفي ببابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية ونتشرف بقبول البابا تواضروس الثاني من بين الدكاترة الفخريين في جامعة بازمان بيتر.”
وعبر قداسة البابا في كلمته عن اعتزازه بتسلم الدكتوراه، ثم تحدث عن مصر، مشيرًا إلى أنها وطن فريد له حضارة تمتد إلى سبعة آلاف سنة، وأورد مقولة “مصر جاءت ثم جاء بعدها التاريخ”. وتحدث عن العاصمة الإدارية الجديدة، واصفًا إياها بأنها ستصبح أرقى مدينة ذكية وأن بها كاتدرائية ميلاد المسيح التي تعد الأكبر في منطقة الشرق الأوسط، وتحدث عن بناء المتحف المصري الكبير الذي يعد أكبر متحف حضاري؛ لعرض الحضارة المصرية القديمة، داعيًا الحاضرين إلى زيارة المتحف عقب افتتاحه خلال الشهور القليلة المقبلة.
وثمن قداسة البابا دور الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في التعليم المسيحي والتنمية المجتمعية، وتناول خمسة أنواع من المحبة؛ هي: محبة الله الخالق، ومحبة الطبيعة وكل ما فيها، ومحبة الآخر (الإنسان)، ومحبة الوطن، ومحبة السماء والأبدية.
وقدم رئيس الجامعة البروفيسور كوميناتز جيزا، وثيقة منح الجامعة درجة الدكتوراه الفخرية لقداسة البابا وسط تصفيق حار من الحضور.
وأعقب حفل تسليم الدكتوراه، مؤتمر صحفي لقداسة البابا بمقر الجامعة.
وتوجه قداسة البابا والوفد المرافق لقداسته، عقب انتهاء الاحتفالية، إلى القصر الجمهوري للقاء كاتلين نوفاك، رئيسة جمهورية المجر، التي رحبت بقداسته، معربةً عن شكرها وتقديرها لقداسة البابا؛ لتلبيته دعوة الحكومة المجرية لزيارة المجر في هذا المناسبة المهمة؛ وهي الاحتفال بالعيد القومي للبلاد.
وعبر قداسة البابا عن سعادته البالغة بهذه الزيارة وبالحفاوة التي لاقاها من الجميع في المجر، مقدمًا الشكر لرئيسة الجمهورية على هذه الدعوة الكريمة، وعلى منح جامعة بازمان بيتر الدكتوراه الفخرية لقداسته.
وسجل قداسة البابا كلمة تذكارية في سجل كبار زوار القصر الجمهوري.
والتقى البابا في الفترة المسائية أبناءه في كنيسة السيدة العذراء ورئيس الملائكة ميخائيل؛ حيث صلى معهم عشية عيد إعلان إصعاد جسد السيدة العذراء، وامتلأت الكنيسة بأبناء الكنيسة الذين أتوا للقاء باباهم، وحدثهم عن فضيلة الاحتواء وهي أحد كنوز فضائل السيدة العذراء؛ حيث أوصى قداسته بأربع خطوات لاحتواء المشكلات التي نواجهها في الحياة، من خلال:
1- الإحساس بالآخر.
2- الحفاظ على الود مع الآخر وعدم الخصام.
3- وضع فترات للتفاهم، لأن أغلى ما يقدمه الإنسان للآخر هو الوقت.
4- الاتضاع والخضوع.
وهنأ قداسة البابا بعد انتهاء العظة الحضورَ بعيد السيدة العذراء، وحرص منح الفرصة لكل الحاضرين لمصافحته ونوال البركة من أبيهم وراعيهم.
وصلى قداسة البابا صباح الثلاثاء ٢٢ أغسطس ٢٠٢٣، وهو اليوم الختامي للزيارة، قداس عيد السيدة العذراء في الكنيسة ذاتها، وشاركه أعضاء الوفد المرافق وعدد من الآباء الأساقفة والكهنة والرهبان، وأعداد كبيرة من الشعب. وألقى عظة القداس والتي هنأ في بدايتها الحضور بعيد السيدة العذراء، ثم تحدث عن ثلاثة مواقف تكلمت فيها السيدة العذراء، مستخلصًا دروسًا مهمة يمكن أن نتعلمها، وهذه الكلمات، هي:
١- “هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ”. (لو ١: ٣٨) : وهو ما يدعونا إلى التحلي بروح الطاعة.
٢- “مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ” (يو ٢: ٥)
أي أننا نعيش بروح بالوصية لنكون مسيحيين حقيقيين.
٣- “وَأَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ تَحْفَظُ جَمِيعَ هذَا الْكَلاَمِ مُتَفَكِّرَةً بِهِ فِي قَلْبِهَا.” (لو ٢: ١٩)
أي أن يكون لدينا روح الحكمة، التي تجعلنا نضبط ألسنتنا ونعرف متى نتكلم ومتى نحفظ الكلام في قلوبنا.
واختتم البابا موجهًا كلامه إلى أبنائه الحضور: “مصر بتسلم عليكم!”، ونصحهم: “اهتموا بتربية أولادكم في البيت وفي الكنيسة”.
وتوجه البابا إلى مقر مجلس الوزراء ببودابست، للقاء فيكتور أوربان رئيس وزراء المجر، بحضور السفير محمد الشناوي، وعدد من أعضاء السفارة، والوفد المرافق لقداسته، حيث أعرب رئيس الوزراء عن سعادته لتلبية قداسة البابا دعوة الحكومة المجرية لزيارة المجر في هذا المناسبة، مؤكدًا اهتمام بلاده بالانفتاح على الشرق وتوطيد العلاقات مع دوله؛ خصوصًا أن مصر تعد من أهم دول الشرق الأوسط.
وعبّر قداسة البابا عن شكره على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة وتقدير دولة المجر للكنيسة القبطية ومنحه الدكتوراه الفخرية من جامعة بازمان بيتر، مضيفًا: “إن الشرق هو قلب العالم والغرب هو العقل؛ فالشرق هو أصل الأديان والفنون والفلسفات، بينما الغرب هو العلم والتطور والاختراعات”. وعن مصر قال قداسته: “إن الرئيس السيسي يقدم مفهومًا جديدًا لعلاقة المواطنة لكل المصريين”، لافتًا إلى أن مصر أسهمت في مواجهة الهجرة غير الشرعية لأوروبا.
يُذكر أنه كانت لقداسة البابا ثلاثة لقاءات على هامش الزيارة؛ أولاها كان في اليوم الأول للزيارة حيث التقى نيافة المطران هيلاريون مطران الكنيسة الروسية بالمجر، بمقر إقامة قداسته في العاصمة المجرية بودابست، ودار الحديث أثناء اللقاء عن الخدمة الرعوية ودورها في بناء الإنسان.
وجاء اللقاء الثاني صباح يوم الإثنين ٢١ أغسطس، وكان مع سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، بحضور السفير محمد الشناوي سفير مصر بالمجر، وهو لقاء جاء دون ترتيب مسبق، حيث يقيم سمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني في نفس الفندق، الذي يقيم فيه قداسة البابا، والتقيا مصادفةً في بهو الاستقبال بالفندق وتبادلا كلمات التحية والمودة، ووجه قداسة البابا الشكر إلى سموه على الرعاية التي يتلقاها الأقباط في دولة قطر والاهتمام بالكنيسة القبطية في العاصمة القطرية الدوحة.
وكان ثالث لقاء (يوم الإثنين أيضًا)، مع نيافة الأنبا برنابا أسقف تورينو وروما، الذي قدم لقداسته تقريرًا عن إبراشية جنوبي ألمانيا ودير القديس الأنبا أنطونيوس بكريفلباخ، بعد نياحة نيافة الأنبا ميشائيل أسقف الإبراشية والدير.
وتوجه قداسة البابا عقب لقاء رئيس الوزراء إلى مطار بودابست فرانز ليست الدولي، ليستقل الطائرة، عائدًا إلى مصر، وكان في وداعه في المطار شاميين جوليت نائب رئيس وزراء المجر، والسفير المصري هناك محمد الشناوي، وأعضاء السفارة المصرية، ليصل قداسته إلى أرض الوطن بعد رحلة استغرقت أربعة أيام.