05:29 م
السبت 01 يونيو 2024
أسيوط ـ محمود عجمي:
تحتفل الكنيستان الأرثوذكسية والكاثوليكية بذكرى دخول العائلة المقدسة أرض مصر اليوم السبت الأول من شهر يونيو.
ارتحلت العائلة المقدسة بعدد من الأماكن داخل مصر، بعد أن تركت فلسطين الوطن، في رحلة هروب من بطش الرومان والملك هيرودس، وصولاً إلى جبل قسقام بمركز القوصية في أسيوط، احتمت داخله فترة تقدر بـ185 يومًا، تعد أطول الفترات التي قضتها العائلة المقدسة بمصر.
يُعتبر دير السيدة العذراء “الدير المُحرّق” من أهم المحطات في مسار رحلة العائلة المقدسة، ومن أشهر الأديرة القبطية في مصر، التي أطلق عليه “أورشليم الثانية”.
وقال الأنبا الحبر الجليل الأنبا بيجول، أسقف ورئيس دير السيدة العذراء المحرق بالقوصية في أسيوط، لـ”مصراوي”،: إن دير السيدة العذراء يقع بجبل قسقام على بعد 12 كيلومترًا غرب القوصية، وترجع أهمية لاحتماء العائلة المقدسة في أوائل القرن الأول الميلادي، بداخل بيت مهجور الذي عاشت فيه العائلة المقدسة فترة 185 يومًا، ومنذ أواخر القرن الأول الميلادي واستخدم كـ”كنيسة” من منتصف القرن الرابع الميلادي مع ابتداء الحياة الرهبانية داخل الدير.
أوضح أسقف ورئيس دير السيدة العذراء المحرق بالقوصية، أن الدير عمره 2000 عام، وتبلغ مساحته نحو 20 فدانًا، ويعد أحد أكبر أديرة الصعيد من حيث عدد الرهبان؛ إذ يسكنه نحو 134 راهبًا يعيشون بين الأسوار العالية ومنهم من يخدمون داخل مصر وآخرين في أوروبا وأمريكا، كما أن الدير شهد أعمال تجديد وترميم وتوسعات حتى الوصول للوضع الحالي.
أضاف الأنبا بيجول، أن الدير يحتوى على 8 كنائس وهي من حيث الأقدمية الكنيسة الأثرية للسيدة العذراء، تم بناؤها في القرن الأول الميلادي، ومذبح الكنيسة هو حجر كان يجلس عليه المسيح، لذلك الأقباط المصريين والأحباش يعتبرون أن الكنيسة الأثرية بالدير هي “القدس الثانية” أو “قدس مصر” لكون السيد المسيح عاش فيها وهو رضيعًا وعاد إليها برفقة تلاميذه الإثنى عشر ودشنوا المذبح، وهو المكان الوحيد في العالم الذي قدسه المسيح بنفسه، حسب تقليد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنيسة الحبشية والكنيسة السريانية.
وتابع: “يوجد بالكنيسة 3 خوارس، للسامعين والباكين والتائبين والمؤمنين، كما أنشئت الصالة الخارجية يتوسطها عمودان ومغطاة بسقف خشبي وأنشئت على سطحها الكنيسة الحبشية، كما يحتوي الدير المحرق على الحصن الأثري ويرجع للقرن السابع الميلادي، وكنيسة مارجرجس القرن التاسع عشر الميلادي، وكنيسة العذراء الجديدة القرن العشرين”، مشيرًا إلى أن المنطقة الأثرية 6 أفدنة من 20 فدانًا هي مساحة الدير المحرق داخل الأسوار.
ويُعتبر دير السيدة العذراء “دير درنكة” من أهم المحطات في مسار رحلة العائلة المقدسة، ومن أشهر الأديرة القبطية في مصر والعالم، كونه آخر محطات رحلة العائلة المقدسة.
ويقع دير السيدة العذراء بجبل أسيوط الغربي على بُعد 10 كيلومترات من مدينة أسيوط، ويرتفع نحو 120 مترًا عن مستوى سطح الأرض الزراعية والنيل، وتبلغ المدة الزمنية للوصول إليه بالسيارة من 15 إلى 30 دقيقة.
الأنبا يوأنس، أسقف أسيوط وتوابعها ورئيس دير السيدة العذراء بدرنكة، قال لـ”مصراوي”، إن دير السيدة العذراء بدرنكة آخر محطات رحلة العائلة المقدسة، وكان يجري اللجوء إلى كنيسة المغارة للاحتماء من فيضان النيل منذ أيام الفراعنة.
وأشار أسقف أسيوط إلى أنه يجري الاحتفال بصيام العذراء فى دير درنكة والذي يوافق 7 أغسطس من كل عام لمدة 15 يومًا، بحضور مئات الآلاف من المواطنين من مختلف المحافظات بالإضافة إلى وفود الدول المختلفة.
وأوضح الأنبا يوأنس أن دير درنكة يمتاز بموقع يسهل الوصول إليه حيث يقطع الزائر مسافة 3 كيلومترات من غرب مدينة أسيوط، ثم يتوجه إلى قرية درنكه، وصولا إلى الطريق الصاعد إلى الجبل مسافة كيلو متر، وفي نهايته تصل السيارة أمام أبواب الدير، بالإضافة إلى قرب الدير من الطريق الدائري، والذي يبدأ عند الكيلو 3 قبل الدخول إلى مدينة أسيوط من الجهة الشمالية، وعند الكيلو 4 من الجهة الجنوبية.
كما يحتوى دير السيدة العذراء بدرنكة على عدد من الكنائس، أقدمها كنيسة المغارة والتي يبلغ طول واجهتها نحو 160 مترًا وعمق 60 مترًا، ويرجع تاريخها لنحو 2500 سنة قبل الميلاد، كما يضم الدير الكثير من الأبنية التي يصل بعضها إلى ارتفاع 5 أدوار وبها قاعات للخدمات الدينية والاجتماعية والأنشطة الفنية وحجرات الضيافة والإقامة.