09:53 م
السبت 30 مارس 2024
مصراوي
كشف تقرير جديد نشرته مجلة “ويرد” أن قرابة 200 شخص زاروا جزيرة ليتل سانت جيمس” المعروفة بـ “جزيرة المتعة” والمملوكة للملياردير الأمريكي الراحل جيفري إبستين المتورط في تهم اعتداءات جنسية على أطفال وقاصرات.
وأشارت “ويرد” إلى أن هؤلاء الزوار تركوا قدرا كبيرا من بيانات أجهزتهم المحمولة في الولايات المتحدة، متتبعة تحركاتهم ما بين أعوام 2016 وحتى اعتقال إبستين في 2019، بعد نحو 11 عاما من إدانته استغلال الأطفال جنسيا.
وأظهرت المجلة في تقريرها أنه جرى نقل بيانات زوار الجزيرة إلى الأنظمة الرئيسية التي تيسّر الإعلانات المستهدفة، بعدما تم تجميعها عبر شركة “نير إنتيليجنس”، وهي إحدى شركات وساطة البيانات المثيرة للجدل.
وتمكنت “ويرد” من خلال الاستعانة بالبيانات المأخوذة من الأجهزة المحمولة التي زارت جزيرة إبستين في البحر الكاريبي، من رسم خريطة تضمنت ما تعتقد أنه منازل وعناوين عمل لأصحاب الأجهزة في نحو 166 موقعا قامت بتتبعها في الولايات المتحدة، مشيرة كذلك إلى أن بعض الأجهزة تم ربطها بخوادم في كل من أوكرانيا وأستراليا وجزر كايمان.
وظلت “ليتل سانت جيمس” نقطة محورية في عمليات الملياردير الأمريكي المرتبطة بالإتجار الجنسي واستغلال الأطفال والقاصرات، كما تم توثيق الانتهاكات الجنسية عبر صور شهادات عدد من الضحايا أمام المحكمة.
واعتمد إبستين بشكل كبير على صديقته جيزلين ماكسويل، في تهريب عدد كبير من الفتيات القاصرات إلى “جزيرة المتعة”، حيث تعرضن للاغتصاب.
ووفقا لتقرير “ويرد”، فإن البيانات التي حللتها تشمل زوار الجزيرة وضحايا الانتهاكات الجنسية كذلك.
وأشارت المجلة إلى أنها بعض الأجهزة المحمولة لزوار الجزيرة تم ربطها بعقارات فاخرة في ولايتي ميشيجن وفلوريدا وجزيرة مارثاز فينيارد، وكذلك مناطق ذات دخل منخفض حيثما عاش ضحايا الاعتداءات الجنسية.
وأوضحت أن أحد الأجهزة أرسل إحداثيات عبر أحد الشوارع من برج “ترامب” في مانهاتن.
وقد حصلت شركة “نير إنتيليجنس” على البيانات من خلال عمليات تبادل الإعلانات، وهي منصات تسهل شراء وبيع الإعلانات على الإنترنت.
ويمكن أن تشمل المعلومات بيانات الموقع التي تتيح للمحللين تتبع حركة الأجهزة، وقد واجهت شركة “نير إنتيليجنس” اتهامات بإساءة استخدام البيانات، وأشهرت إفلاسها في ديسمبر الماضي.
من جانبها قالت ليزا بلوم، ممثلة الادّعاء عن 11 من ضحايا إبستين: “غالبية عملائي يهتمون كثيرا بالخصوصية.. من المقلق الاعتقاد بأن موقع أي من ضحايا الاعتداءات الجنسية يمكن تعقبه وتخزينه ومن ثَم بيعه لشخص يستخدمه كيفما يشاء”، وفق ما نقلته “ويرد”.
وعقب انكشاف الفضائح المتعلقة بالجزيرة، أطلق عليها سكان جزر فيرجن الأمريكية لقب “جزيرة الاستغلال الجنسي للأطفال”.
وكان الملياردير الأمريكي اشترى جزيرة “ليتل سانت جيمس” عام 1998 مقابل 7.5 مليون دولار أمريكي، قبل أن يشتري جارتها الأكبر “جريت سانت جيمس” عام 2016 نظير 22.5 مليون دولار لحماية خصوصيته.
وبينما كان ينتظر جيفري إبستين صاحب الـ 66 عاما المحاكمة عن تهم الإتجار بالجنس، توفي في أغسطس عام 2019.
وبعد عامين من انتحار إبستين في السجن في أغسطس 2019 بزنزانته، طُرحت الجزيرتين اللتين كانتا ضمن الأصول العقارية العالمية لرجل الأعمال الأمريكي في مزاد لبيعهما مقابل 125 مليون دولار، وفق صحيفة “وول ستريت جورنال”.
وفي مايو 2023، بِيعت الجزيرتين، لأحد المستثمرين بسعر لم يبلغ نصف الثمن الذي تم تحديده مسبقا، لتحويلهما إلى منتجع سياحي.
وأشار محامي عائلة إبستين دانييل وينر لـ “وول ستريت”، إلى أن العائدات المادية من بيع الجزيرتين سيتم تخصيصها لتسوية القضايا المتعلقة، موضحا أن تم توجيه 121 مليون دولار لتعويض ضحايا اعتداءاته الجنسية عبر برنامج “تعويض إبستين”.
ورغم انتهاء ارتباط الجزيرتين بالملياردير الأمريكي الراحل جيفري إبستين، لا تزال أسماؤهما تتردد في أروقة المحاكم الأمريكية، خصوصا مع رفع السرية عن المستندات والوثائق المتعلقة بالقضية الجنسية، مع استمرار انكشاف تورط مزيد من الشخصيات العامة حول العالم مثل الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون والرئيس السابق دونالد ترامب، والأمير البريطاني أندرو.