12:26 ص
الأربعاء 10 يناير 2024
مصراوي
في أعقاب انتحار الملياردير الأمريكي جيفري إبستين داخل السجن عام 2019 على خلفية إدانته بالإتجار والاعتداء الجنسي، ظلت الاتهامات التي يواجهها محلًا للتأويل، تزامنًا مع رفع السرية عن وثائق تشير إلى تورط عدد كبير من الشخصيات العامة الغربية، فيما سبقتها تصريحات مسؤولين بتوجيه أصابع الاتهام إلى إسرائيل بالوقوف وراء الأمر منذ بدايته.
“كانا عميلين للموساد”، هكذا قال الضابط الإسرائيلي آري بن ميناشي، خلال تصريحات تلفزيونية لقناة “روسيا اليوم” في عام 2020، زاعمًا أن روبرت ماكسويل، والد صديقة إبستين (جيزلين ماكسويل)، وجيفري إبستين، كانا عميلين لصالح الاستخبارات الإسرائيلية.
وأشار بن ميناشي إلى أن جميع الخروقات القانونية والفضائح الجنسية المتورط فيها عدد كبير من المسؤولين مثل الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، والرئيس السابق دونالد ترامب الذين وردت أسماؤهم في وثائق أفرجت عنها محكمة أمريكية أخيرا، تم التخطيط لها من قبل جهاز الموساد لاستخدامها فيما بعد لابتزاز الذين تم استدراجهم إلى جزيرة “ليتل سانت جيمس” في الكاريبي.
ووفقا لمزاعم الضابط الإسرائيلي، فقد تمكنوا من خداع الأمير البريطاني أندرو، واستغلاله لاستدراج وتوجيه شخصيات عامة ومسؤولين كبار إلى الجزيرة التي مثّلت وكرًا لارتكاب الاعتداءات الجنسية على أطفال وفتيات قاصرات، مُدّعيا أن رئيس وزراء حكومة الاحتلال الأسبق إيهود باراك كان على علم بالخطة الاستخباراتية.
وأوضح بن ميناشي الذي عمل سابقا في شعبة الاستخبارات الإسرائيلية، أن وزير العمل الأمريكي السابق ألكساندر أكوستا، لفت إلى أن جيفري إبستين المتهم في إدارة شبكة للإتجار الجنسي كان عميلا للموساد الإسرائيلي.
وكان أكوستا واجه اتهامات بإقرار اتفاق قضائي وُصف بـ “الإيجابي” لصالح إبستين في عام 2008، حينما كان يشغل منصب مدعي عام في ولاية فلوريدا الأمريكية، إذ سمح هذا الاتفاق لإبستين بتجنب المحاكمة.
ومع عودة القضية لمحور الاهتمام في عام 2018 بعدما ألقت صحيفة “ميامي هيرالد” الأمريكية الضوء على دور أكوستا في التفاوض لإقرار عقوبة قصيرة على إبستين لا تتعدى 13 شهرا، استقال أكوستا من منصبه كوزير للعمل الأمريكي.
وأصدرت القاضية الفيدرالية في مانهاتن لوريتا بريسكا مؤخرا، حكما برفع السرية عن بعض الوثائق المتعلقة بالقضية، والتي ورد فيها اسم المحامي آلان ديرشوفيتز، الذي كلفته إسرائيل بالدفاع عنها أمام محكمة العدل الدولية في الدعوى التي أقامتها جنوب إفريقيا مُوجِّهة إليها اتهامات بارتكاب جرائم إبادة جماعية خلال الحرب الجارية في غزة.
وبالإضافة إلى الأسماء السابقة، ذكرت الوثائق الأخيرة أسماء كثير من المشاهير مثل المطرب الاستعراضي الراحل مايكل جاكسون، والحاكم السابق لولاية نيومكسيكو الأمريكية بيل ريتشاردسون، إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك.
وظهرت بوادر أزمة إبستين في عام 2005 حينما أوقفته السلطات الأمريكية في ولاية فلوريدا، على إثر دعوى تقدمت بها سيدة تدّعي قيامه بالتحرش بابنة زوجها القاصر.