04:20 م
الإثنين 30 سبتمبر 2024
كتبت- سلمى سمير:
أثار رئيس المجلس العربي الإسلامي محمد علي الحسيني، في الآونة الحالية، جدلًا واسعًا بصدق تنبؤه عن اغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله في غارة إسرائيلية تسببت في مقتله في المقر المركزي للحزب في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت.
وخلال مقابلة مع قناة “العربية” الأسبوع الماضي طلب رئيس المجلس الشيعي، من حسن نصر الله كتابة وصيته، بالقول “اجمع شملك واعهد عهدك واكتب وصيتك فمن اشتراك باعك”، ثم جاء بعد ذلك بوقت قصير تنفيذ الجيش الإسرائيلي لغارة جوية قوية غير مسبوقة على مقر الحزب في جنوب بيروت، استخدم فيها أكثر من 80 قنبلة تسببت في تدمير المبنى وعدد من المباني المجاورة للمقر.
وفي الحلقة قال الحسيني، إن إيران قد تخلت عن حزب الله وعن نصر الله، قائلًا للأخير في إطار النصيحة حسب تصريحه “لو تعلم ماذا طلبت إيران مقابل رأسك ولو تعلم ماذا أبلغت إيران عنك لانقلبت المعادلة”.
كما توقع الحسيني، أن يشن الجيش الإسرائيلي عملية توغلا بريا داخل الأراضي اللبنانية، محددًا المناطق التي ستشهد الاجتياح والإسرائيلي بدءًا من المناطق التي يسكنها السنة مرورًا بالمناطق التي يسكنها الشيعة وصولًا لمناطق المسيحيين ثم التوجه بعد ذلك نحو العاصمة السورية دمشق.
من هو محمد علي الحسيني؟
هو رجل دين شيعي وباحث ومحاضر إسلامي لبناني، جمعته علاقة صداقة مع حسن نصر الله، خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان واحتلال الجنوب، وحاربا الاحتلال معاـ لكن الرفاق تفرقا لاحقا بعد اختلاف التوجهات والأيدولوجيات التي فصلت طرقهم المجتمعة، بحسب المنشور الذي علق به الحسيني على مقتل نصر الله.
وجاء في تعليق الحسيني “بدأنا معًا، وسرنا معًا، وحررنا الجنوب معًا، وانتصرنا معا، ولكن فرقنا الولاء، بقيت أنا مع العروبة والأمة، في الحضن العربي الوفي، ومع الأمان قرب الاشقاء العرب ، ومع اليقين الوفاء العربي، وأنت ذهبت بعد التحرير الى الحضن الإيراني، ومنحتهم الولاء المطلق والطاعة العمياء، ووضعت نفسك بخدمتهم وما قصرت، فتخلوا عنك وتاجروا بك، في وقت يحتضنني العرب جريا على عادتهم في المروءة والوفاء”.
وتابع أنه نصح نصر الله مرارًا وتكرارًا وطلب منه الانتباه، كي لا يندم لاحقا، وحذره مما سيأتي عليه وعلى اللبنانيين من تدمير وتهلكة، بالقول “اللهم إني بلغت، فقد كان واجبي الشرعي أن أحذرك وأنبهك وقلت لك يمكن التوبة والعودة”.
وأضاف “هذا درس لكل من تخلى عن وطنه وعروبته وأمته لمصلحة أمة أخرى، ودرس لكل من أخطأ في الولاء لغير أهله وأشقائه”.
تخابر مع إسرائيل
كان رجل الدين الشيعي الداعي للوحدة وعدم الانقسام بين الأديان، قد حُكم عليه بالسجن 5 سنوات من قبل المحكمة العسكرية في لبنان عام 2012 بتهمة محاولة التخابر مع إسرائيل.
وفي رسالة من محبسه، نفى رجل الدين الشيعي وجود أي علاقة أو روابط تربطه مع إسرائيل، مؤكدا عدم وجود أي أدلة تثبت صحة الاتهامات الموجهة له. وقال إن الحكم عليه حكم سياسي إرضاء لإيران.
وقبل الحكم، أصدرت المحكمة العسكرية في لبنان في 2011/8/10 قرارا بوقف حاكمته لعدم وجود أدلة تدينه أو تربطه بإسرائيل، قبل أن يستأنف حزب الله على القرار، لتحكم المحكمة بسجنه وينفذ العقوبة.
اليهود أبناء عمومة
في الوقت الذي عُرف فيها عن الشيعة بلبنان اتخاذ مواقف عدائية تجاه اليهود وإسرائيل، إلا أن الشيخ الشيعي اتخذ مواقف تدعو للمقاربة مع اليهود من خلال مشاركة منشور باللغة العبرية على حسابه في وقت سابق “تدعو للسلام ونبذ العنف”.
جاءت الرسالة المكتوبة بالعبرية موجهة إلى الحاخامات “رجال الدين اليهودي” والكهنة ورجال الدين الإسلامي مسلمين وشيعة طالب فيها إلى التقليل من أهمية النصوص الدينية والتقاليد التي تدعو إلى العنف، “لأنها أكثر خطورة من الأسلحة النووية” على حد تعبيره.
وطالب الحسيني، باستخدام النصوص الدينية في مكانها الصحيح بدلًا من استخدامها للتحريض على العنف، قائلًا إنه يوجد نصوص دينية محددة تم تطبيقها في وقت سابق في مواقف محددة ولا يمكن تطبيقها في العصر الحالي “لأن كل زمن له ظروف خاصة”.
دعونا نتحد
“أبناء إسحاق ابن إبراهيم” كانت هذه بداية رسالة أخرى باللغة العبرية موجهة من الشيخ الذي ألف أكثر من 70 كتابًا في المجال الفكري والإسلامي والسياسة، إلى أبناء العمومة من اليهود داعيًا فيها إلى الاتحاد ووضع الصراعات جانبًا بالقول “إنه ليس كل اليهود أشرار كما ليس كل المسلمين إرهابيين.. لذلك دعونا نتحد في السلام والحب”.