08:28 م
الأحد 17 سبتمبر 2023
كتب – محمد شعبان:
جريمة قتل في حق الطفولة حين تجرد عامل من المشاعر الإنسانية جمعاء وراح ينهي حياة ابن عشيقته التي وقفت تشاهده يبرح فلذة كبدها ضربًا حتى سقط مغشيًا عليه، سقوط لم يتبعه نهوض للأبد.
داخل شقة سكنية بسيطة بأثاث متهالك أكل عليه الدهر وشرب حضر العشيق للقاء محبوبته يرتمي بين أحضانها في سهرة حمراء لا تخلُ من علاقة في الظل.
تلك الأمسية لم تكن كسابقيها، انتاب الغشب الرجل بسبب إفساد ابن عشيقته “ياسين” ما خطط لفعله حينها واستشاط غضبًا “هو شكله مش هيسكت غير لما ياخد اللي فيه النصيب” لكن الأمر انتهى بفاجعة تحت أنظار الأم التي لم تحكر ساكنًا.
داخل مكتبه بالطابق العلوي بنافذته المميزة المطلة على عبق التاريخ “أهرامات الجيزة وحارسهم الأمين تمثال أبو الهول” يفحص العقيد هاني الحسيني مفتش مباحث فرقة الهرم بانهماك أوراق قضية قيد التحقيق لكن صوت طرق الباب بدد تلك الحالة.
كلمات بسيطة كانت كفيلة بتغيير سيناريو أعده رجال البحث الجنائي سلفًا. عثرت الشرطة على جثة طفل صغير داخل جوال بها آثار تعذيب واضحة بأنحاء مختلفة من الجسم.
توجيهات سريعة من اللواء هاني شعراوي مدير المباحث الجنائية بالجيزة، بسرعة فحص الواقعة والوقوف على ملابساتها بالتنسيق مع الأدلة الجنائية وضباط قطاع الأمن العام بقيادة اللواء محمود أبو عمرة.
جهود البحث والتحري التي باشرها العميد علي عبد الرحمن رئيس مباحث قطاع الغرب توصلت إلى هوية المجني عليه وتبين أنه يدعى “ياسين.م.” يبلغ من العمر 11 سنة قبل أن تتكشف الحقيقة لدى تتبع خطوط السير.
تحريات الرائد أحمد عصام رئيس مباحث الهرم ومعاونه الرائد كريم عليان توصلت إلى تورط عشيق والدة الضحية في الجريمة ووجود مشاهدة له بمكان العضور على الجثة.
بتقنين الإجراءات واستصدار إذن من النيابة العامة، استهدفت مأمورية المتهم وتمكن المقدم مؤمن فرج وكيل فرقة الهرم من ضبطه وأقر بجريمته “ماكنتش أقصد أقتله.. نصيبه جه كده”.
القضية لم تتوقف عند العشيق وامتدت أصابع الاتهام لتتجه إلى الأم باعتبارها على علم ودراية بتلك الجريمة النكراء لتقيد حريتها بأصفاد حديدية تجنبًا إلى قاتل ابنها.