01:44 ص
السبت 21 أكتوبر 2023
وكالات:
“يوسف 7 سنين شعره كيرلي وأبيضاني وحلو”.. نداء استغاثة إلى العالم، للبحث مع أم موتورة عن طفل فتكت به رحى حرب لم يسعى إليها، ولم تمهله قنابل العدو الوقت ليفهم حتى أسبابها.
رحل يوسف، مثل المئات من الأطفال غيره في فلسطين، ضحية قصف محتل يسعى -ربما – لارتكاب أبشع المجازر في تاريخ العالم الحديث.
قصف الاحتلال الإسرائيلي مئات المنازل في قطاع غزة والضفة الغربية، خلال أيام، ليرتقي يوسف مع أكثر من 1000 طفل آخر جراء سقوط القنابل فوق رؤسهم.
حكاية أخيرة
لم يكن الوقت حليفا ليوسف المغدور حتى يسرد لحظاته الأخيرة. ولكن حتى لو عاش لما وجد في عقله أو تكونت في قلبه الكلمات التي توصف قبح ما حدث.
وفي غفلة من والديه، قد يكون يوسف شاح بنظره إلى السماء على مشهد اعتادت الأطفال في فلسطين على رؤيته ليل نهار.
نظر يوسف إلى وكلاء الموت يحومون في السماء ويطلقون القنابل التي لا تفرق بين طفل أو مسن أو امرأة.
فكر يوسف حينها بالاحتماء – ربما – أو الهروب بعيدا عن مسار القنابل، أو الاكتفاء بابتسامة تذهب البأس عنه.
ليس بين الأحياء
“يارب يكون موجود”.. تسأل الأم في لهفة ورعب شديدين، طاقم الأطباء والمسؤولين في إحدى مستشفيات غزة، عن مكان ابنها.
يخبرها أحد المصورين الصحفيين أنه حمل يوسف ونقله لتلقي العلاج.
يتحرك طبيب في المستشفى، وهو أحد أقارب يوسف، مثقل القدمين نحو المشرحة. يقف على بابها، ويرفض الدخول.
“يمكن مش هو”.. كانت تلك الجملة هي الأمل الأخير للطبيب الذي جعله يكمل الطريق، ويفتح الباب.
ولكن “هو هو”، يوسف ذو الوجه الجميل، والملامح البريئة جثة هامدة.
وجدتيه؟
“يوسف.. يوسف.. بدي يوسف”، تأكدت الأم من استشهاد ابنها، ولكنها تكفر بالحقيقة وتتمسك بالأمل، ولو كان منعدما.
يبدو أن رحلة يوسف جرت كل أحداثها بغير إرادته، انفصاله عن رحم والدته قبل 7 سنوات، ورحيله قبل أيام.
وبين فرحة الانفصال الأولى، وحزن الوداع للثانية، معاناة عاشتها آلاف الأمهات في فلسطين، في ظل عدوان إسرائيلي يصر على ارتكاب أبشع المجازر بدم بارد.