09:16 م
الإثنين 08 يناير 2024
الوادي الجديد – محمد الباريسي:
“الناضورجي” كلمة استخدمت في العصر الحديث للتعبير عن شخص مكلف بمراقبة المكان وأبعاده ورصد التحركات في محيطه بينما أصل الكلمة يعود لوظيفة قديمة كانت تستخدم في العصور القديمة وتحديدا العصر الروماني بالواحات لشخص مكلف باعتلاء معبد مهمته الأساسية مراقبة دروب وطرق التجارة القديمة بالواحات وتحديدا المارة بواحة الخارجة في الوادي الجديد من خلال اعتلاء معبد ” الناضورة” لمراقبة سير القوافل التجارية بدرب الأربعين حتى منطقة دارفور بالسودان.
ويقع معبد “الناضورة” على بعد حوالي 2 كم شمال مدينة الخارجة ويبعد مسافة حوالي 1 كم إلى الجنوب الشرقي من معبد “هيبس”، وقد شيد المعبد على ربوة مرتفعة عن سطح الأرض المحيطة. ويمكن رؤيته من على بعد 5 كم نظرًا لارتفاعه كما يمكن رؤيته من اماكن عدة داخل واحة الخارجة.
يقول الخبير الأثري بهجت أبو صديرة، مدير الآثار الأسبق بالوادي الجديد، إن المعبد شيد المعبد في العصر الروماني ليكون نقطة مراقبة وموقع لحماية الواحة الخارجة قديمًا من الهجمات والغارات التي كان يقوم بها اللصوص بين حين وآخر على أهالي الواحات، وجاءت تسمية “الناضورة” في العصور العربية من استخدامه كنقطة مراقبة للقوافل المارة في العصور القديمة على درب الأربعين، وهو الدرب التجاري المهم الذى كان يربط مصر عند أسيوط بدارفور بالسودان، مرورًا بالواحات الخارجة، حيث يستطيع مُعتلي التل كشف مساحة كبيرة من الواحة الخارجة، وكان من يعتلى هذا المكان لكشف النقاط المحيطة به يطلق عليه “ناضورجى” وكانت مسمى وظيفي في هذا التوقيت وتستخدم حاليا هذه الكلمة حتى وقتنا هذا وهو مصطلح عربي.
فيما يؤكد الأثري محمد إبراهيم، مدير عام منطقة الآثار حاليًا بالوادي الجديد، أن أهالي الواحة أطلقوا على المنطقة شمال مدينة الخارجة حاليا اسم “الناضورة” والمشتقة من كلمة النضر، وهى مكان لرؤية ومتابعة الأماكن المجاورة لها، وعرفت بذلك الاسم منذ عصر المماليك والأتراك، حيث كانت تستخدم لمراقبة الطريق، حيث تقع على ربوة مرتفعة في الجهة الشرقية لمدخل مدينة الخارجة ومعبد “الناضورة” هو مبنى من الحجر الرملي تحيط به أسوار من الطوب اللبن شيد على ربوة عالية ترتفع حوالي 75م عن سطح الأرض المحيطة.
وأضاف محمد، أن جدران المعبد بها نقوش للإمبراطورين “هادريان” و”أنتونيوس بيوس” من العصر الروماني، وتحديدًا القرن الثاني الميلادي في وضع تقدمه قرابين لمجموعة من الآلهة منهم الإله آمون- الإله موت- الإله “خنسو”، وقد كُرس المعبد لعبادة المعبود “خونسو”، فيما يحيط بالمعبد بقايا أسوار ضخمة من الطوب اللبن كانت تُستخدم خلال العصر الروماني كحصن لحماية وهداية القوافل المارة على درب الأربعين.
فيما شهد معبد “الناضورة ” بمركز الخارجة يوم 5 يونيو 2022 زيارة الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة والتي أعلنت في بيان إعلامي من جوار “معبد الناضورة” أن مدينة الخارجة أول مدينة صديقة للبيئة والمناخ وذلك في إطار الاحتفال باليوم العالمي للبيئة 2022، والذي يأتي هذا العام تحت شعار “لا نملك سوى أرض واحدة”، وذلك خلال زيارتها للمحافظة بحضور ممثلي مجلس النواب والشيوخ والأزهر الشريف والكنيسة وقيادات الوزارة والمحافظة والإعلاميين.