05:06 م
الأربعاء 07 يونيو 2023
كفر الشيخ – إسلام عمار:
على شواطئ مصيف بلطيم في كفر الشيخ يمارس عمله في مجال الغوص متطوعا لانتشال الغرقى، وكذا إرشاد المواطنين بالسباحة في الأماكن الآمنة في الشواطئ منعًا لوقوع حوادث غرق.
“بدأت العمل غواصًا وانا عمري 16 عامًا.. رحلتي في الغوص شوفت فيها الكثير..30 سنة في إنقاذ الغرقى”، بتلك الكلمات تحدث مسعد أبوالعلا ياسين، 45 عامًا، ويقيم بقرية الشيخ مبارك التابعة لمركز بلطيم في كفر الشيخ، أشهر غواص في المحافظة، راصدًا رحلة 30 عامًا في مجال الغوص.
يستعرض مسعد رحلة كفاحه في العمل بمجال الغوص وهو في عمر 16 عامًا إذ عمل منقذًا للمصابين خلال استحمامهم في مياه البحر المتوسط علي شواطئ مصيف بلطيم، ومع مرور الأعوام ودعها مؤقتًا من أجل تأدية الخدمة العسكرية.
وبعد تأديته الخدمة العسكرية ساقه الحنين للعودة مرة أخرى لعمله منقذًا على شواطئ مصيف بلطيم استكمالا لمشوار إنقاذ حياة الناس، ومن أجل حبه وعشقه لعمله في الإنقاذ قرر تطوير مهارته من خلال تمنيتها فالتحق بدورة تنمية المهارات جرى من خلاله تعليمه الغوص.
عمل مسعد أشهر غواص في محافظة كفر الشيخ على انتشال جثامين الغرقى في مياه البحر المتوسط، ونهر النيل، وفي المساقط المائية داخل وخارج المحافظة دون أن يتقاضى أجر مقابل ذلك، بعد نجاحه في اجتياز أول دورة لتنمية مهارات المنقذين للغرقى.
ولفت إلى أنه خلال فترة الصيف يستعد جيدًا لها نظرًا لتكرار حوادث الغرق في الصيف بسبب إقبال المواطنين على شواطئ مصيف بلطيم لقضاء العطلات ووفق ذلك كمتطوع خيري في مجال الغوص يكون متواجدًا خلال الفترة الصيفية من أجل تأمين ومساعدة الناس من حوادث الغرق وإرشاد المصطافين الي الأماكن الهادئة والآمنة.
يستعيد مسعد ذكرياته إلى بداية التسعينيات عندما فوجئ الجميع في مصيف بلطيم بتدافع أمواج البحر المتوسط وراء بعضها في أحد الشواطئ نتيجة عدم جاهزيته مع حدوث دوامات في البحر نفسه على مدار عامين ووقعت حوادث غرق ما كان عليه عبئًا ثقيلا في إنقاذ كل من يستحم في البحر.
وأوضح أن العام الذي وقع فيه الحادث والعام الذي يليه وقوع حوادث غرق كثيرة نتيجة تلك الدوامات فانتشل طوال العامين حوالي 70 غريقًا نظرًا لتكرار حوادث الغرق.
يكشف مسعد عن قصة انضمامه لفريق غواصين الخير المتطوعون لانتشال الغرقى عندما جرى استدعاؤه من أهالي بشأن انتشال غريق من قاع البحر المتوسط، وفي ذلك التوقيت جمعته فرصة البحث عن ذلك الغريق مع عدد من الغواصين حضروا لنفس المهمة فحدث تعارف بينهم وتطور إلى صداقة واتفقوا فيما بينهم على تكوين فريق يسمى “غواصين الخير”.
وأوضح أن فريق “غواصين الخير” والذي يضم في مقدمتهم قائد الفريق إيهاب المالحي، ومحمد عوض، والعميد طيار إيهاب عاطف، وإبراهيم مارينا، ومحمد محجوب وغيرهم، تعاهدوا على عملهم في انتشال الغرقى دون أن يكون له مقابل أو الحصول على أي مقابل للمعدات، وكذا أي مقتنيات تكون على نفقتهم الشخصية.
من أصعب المواقف التي تعرض لها في عمله عندما جرى الاستعانة به بوضع الكتل الخرسانية تحت الماء في البحر المتوسط فانهارت الكتل على بعضها وكان وقتها سوف يتعرض للموت لولا العناية الإلهية التي تدخلت في الوقت المناسب وانقذته من الموت المحقق بجانب موقف آخر صعب مر به في عمله عندما انتشل جثة غارقة مشطورة نصفين من البحر.
وأوضح أنه عثر على تلك الجثة بالصدفة في اليوم 31 من غرقها عند ممارسته الغوص بعدما فقد ذويه، والمنقذين الأمل في العثور عليه إذ فوجئ أمامه بشورت أسود اللون عائم على مسطح مياه البحر المتوسط وباقترابه منه اكتشف بداخله النصف الآخر من الجثة الشارقة مما كان له الأثر السيئ في نفسه من هول ما رآه عند انتشاله نصف الجثة.
واختتم “مسعد” أشهر غواصين كفر الشيخ تصريحاته لمصراوي قائلا:”الحمد لله أنا راضي بنصيبي وما كتبه الله لي من خير في ذلك العمل..فخور اني ضمن فريق غواصين الخير الذي يقوده أشهر غواصين مصر ايهاب المالحي.. وعمرنا ما طلبنا من أي مخلوق أموال أو طعام وشراب بشأن البحث عن جثة غارقة ومن يدعي أنه ضمن فريق غواصين الخير وطلب أموالا فيعد كاذب ولا يمت للفريق بصلة”.