04:36 م
الأربعاء 27 سبتمبر 2023
كتب- محمود عبدالرحمن:
أمام إحدى متاجر بيع حلاوة المولد النبوي بمنطقة أرض اللواء، وقفت صافية محمد، في انتظار محاسبة البائع على عدد قطع الحلاوة التي قامت باختيارها لأولادها كنوع من التوفير، بعدما شهدت أسعار حلاوة المولد هذا العام ارتفاعا غير مسبوق، مقارنة بأسعار الأعوام السابقة، ليتخطي سعر العلبة الكاملة وزن كيلو جرام الـ100 جنيه.
“السنة اللي فاتت كانت الأسعار غالية بس مش للدرجة دي يعني”، تقولها صافية الأم لـ4 أولاد، والتي وجدت نفسها مجبرة بعد ارتفاع أسعار الكيلو بالاكتفاء بشراء عدد من القطع التي يحبها أولادها وزوجها كنوع من التوفير في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وزيادة المتطلبات اليومية الأساسية: “لما عرفت إن القطعة بـ5 جنيه قولت أشتري لينا كل واحد واحدة وخلاص”.
“في ناس تيجي عندي تشتري 3 قطع وتمشي”، يقول نصار محمد، صاحب المحل. أواخر أغسطس الماضي، جمع نصار صاحب الـ 68 عاما الأموال التي قام بادخارها لموسم المولد النبوي الشريف كما هو معتاد كل عام، وذلك للذهاب إلى شارع باب البحر بمنطقة رمسيس لشراء كميات من حلاوة المولد تمهيدا لعرضها مع اقتراب الموسم يقول “رحت لقيت سعر الكيلو الضعف في كل نوع”، وذلك مقارنة بالعام الماضي الذي لم يشهد مثل هذه الزيادة.
“السنة اللي فاتت كان الكيلو بـ50 جنيها”، يقول نصار، ليشهد الكيلو هذا العام زيادة مضاعفة بعدما وصل سعر الكيلو إلى 80 جنيها و100 جنيه في بعض الأنواع، الأمر الذي أجبره على الاعتماد بشكل أكبر لبيع حلوى المولد بالقطعة: “في ناس تيجي تطلب تشتري كيلو من أنواع معينة أو تختار عدد قطع بالوزن”، موضحا أن البيع بالقطعة يعتبر أرخص وأوفر بالنسبة للمواطنين.
“الناس على قد حالها هنا في المنطقة وإحنا عاوزين نبيع”، يستكمل نصار الذي يعمل في بيع حلاوة المولد منذ سنوات طويلة، موضحا أن البيع بالقطعة قام بكسر حالة الركود التي شهدتها الأيام الأولى من عرض الحلويات: “في أسرة صعبة تشتري علبة بس سهل تشتري 3 قطع أو حتى 4 قطع”.
“البيع بالقطعة أحسن وأرخص من شراء علبة كاملة”، على نفس المنوال يقول مصطفى أحمد، الذي قام بشراء عدد معين وأنواع معينة من قطع حلاوة المولد لأسرته المكونة من 5 أفراد، هو وزوجته وثلاثة أولاد، يقول الأب: “أغلبنا في البيت بيحب حاجات معينة في حلاوة المولد زي الفولية والسمسمية والملبن”، لذا وجد أن الأفضل له، شراء القطع التي تحبها أسرته، توفيرا لعدم شراء علبة كاملة.
“العلبة بتبقى غالية وفيها حاجات بعض الناس مش بتحبها”، يقول سعيد علي، صاحب إحدى محلات السوبر ماركت في منطقة فيصل بالجيزة. منذ ثلاث سنوات اعتاد سعيد على شراء كميات من حلاوة المولد استعدادا للموسم لبيعها: “مع كل موسم بشتري كام علبة كدة وأبيعهم”، ليختلف الوضع هذا العام ويقرر شراء كميات من القطع بدلا من العلب الكاملة: “كنت الأول أبيع بالعلبة ولما الموسم كان بيقرب يخلص كنت أبيع بالقطعة”، وذلك بعد الارتفاع الكبير في أسعار الكيلو.