09:18 م
السبت 17 أغسطس 2024
كتب- محمد شاكر:
علم “مصراوي”، من مصادر مطلعة، أن وزارة الثقافة قررت التحرك قضائيًا ضد الدكتور حاتم حافظ المدرس بقسم الدراما والنقد بالمعهد العالي للفنون المسرحية، رئيس تحرير مجلة الفنون.
وذلك بعد أن استقال أمس الجمعة، وأصدر بيانًا صحفيًا شديد اللهجة، حول أسباب استقالته، اتهم خلاله أحد موظفي الهيئة بطلب رشوة في صورة مكافأة، وبعد عدم الاستجابة له قام بتعطيل إصدار المجلة لعدة أشهر، وكذلك تعطيل المستحقات المالية لكتاب المجلة.
وقالت المصادر: فيما يخص المكافاة المخصصة لهيئة التحرير، الطبيعي صرفها طبقًا لما تنص عليه اللائحة، فقد استفادت هيئة التحرير من امتياز منحها إياه الدكتور هيثم الحاج علي رئيس مجلس الإدارة السابق وخصصه لها، ولكن مع تأخر الصدور عدة مرات وعدم ملاءمة موضوعات المجلة للواقع المجتمعي (الفنى)، ومع تراكم نسخ كل عدد فى المخازن استلزم الأمر العودة من الاستثناء والتمييز إلى محددات لائحة النشر فى قسمها المالى بهدف الترشيد والحفاظ على المال العام، وأن أى امتياز يجب أن يكون بموافقة مجلس إدارة الهيئة وليس قرارًا فرديًا من رئيسها.
وتابع المصدر: فيما يخص واقعة الحديث عن (طلب رشوة) في صورة مكافأة كان الكلام مرسلًا، وبلا مؤيدات ومن حكمة إدارة الهيئة المصرية العامة للكتاب أن تحفظت على الادعاء، في اللقاء المذكور، وطالبت بعدم الخوض فى شرف أحد أعضاء الهيئة دون وجود ما يؤيد ذلك من دلائل مادية وحجج دامغة، مع حفظ حق الزميل في الرد والدفاع عن نفسه بالطرق التى يراها ويرتضيها، وأنه لا يمكن أن تتغاضي الهيئة عن التحقيق في مثل هذه التهم عندما تتوفر لديها الأدلة القاطعة على ذلك.
وطرح المصدر تساؤلا هل حصل رئيس الهيئة السابق على قرار مجلس الإدارة بإنشاء مجلة فنون عام ٢٠١٦، أم كان قرارا منفردا؟، مؤكدا أن الهيئة ستتخذ الإجراءات القانونية، حيال اتهام موظف فيها بالرشوة.
على جانب آخر، أكدت المصادر لـ “مصراوي”، أن سبب الأزمة يتمثل في أن إدارة تحرير المجلة، لم تراعي المهنية فى سياستها التحريرية – حسب تصريحات المصدر- حيث قدمت للهيئة عددًا خاصًا ودعائيًا بالفنان عمرو دياب عنوانه “40 سنة غنا”، وكتبت عليه “عدد تذكاري”، وهو العدد المرقمن بـ 71 لطباعته، بما لا يتسق مع سياسة الهيئة ووزارة الثقافة مع موضوعات العدد، وتم إبلاغ رئيس التحرير بذلك تفصيلا من خلال رئيس الإدارة المركزية للمشروعات الثقافية والنشر، ويضم موضوعا بعنوان “حلق عمرو دياب مش مجرد اكسسوار”.
وكان رئيس تحرير مجلة فنون، أصدر بياناً أمس، جاء نصه كالتالي: على مدار خمس سنوات حرصنا – فريق عمل مجلة فنون – على تقديم مادة صحفية فنية وثقافية للقارئ المصري والعربي شهد لها كل مهتم بالثقافة وبالفنون، وحرصنا منذ اليوم الأول على مواكبة الصحافة الثقافية عالميا على مستوى الصورة والإخراج الفني، وتلقينا خلال تلك السنوات كل الدعم من قرائنا الذين حرصوا على اقتناء أعداد المجلة والثناء عليها، ووصل نجاح المجلة حد أن أعدادنا صارت تباع في الأسواق بضعف سعرها الأصلي، كما تلقينا دعما كبيرا من رئيس هيئة الكتاب السابق الدكتور هيثم الحاج علي، ومن أعضاء الهيئة العليا لهيئة الكتاب الذين داوموا على الإشادة بمجلتنا في كل اجتماع انعقد.
وأضاف البيان: بتولي رئيس هيئة الكتاب الحالي المسئولية -الدكتور أحمد بهي- انعطفت المجلة في مسار جديد حيث بدأ عمله بقرار تخفيض نسخ المجلة، وهو القرار الذي طلب مني اتخاذه فرفضت، أولا، لأن الشواهد كانت ترجح زيادة النسخ لازدياد اهتمام القراء مع الوقت، وثانيا لأن قرار النشر يخص الناشر وحده ولا سلطة لرئيس التحرير في هذا الشأن، وعليه اتخذ قرارا منفردا بتخفيض عدد النسخ بحجة أن المجلة لا تحقق ربحا، وخلال عام ونصف تعطلت المجلة عن الظهور في مواعيدها بداية من عدد صلاح جاهين الذي تم إعداده خصيصا ليتزامن صدوره مع فاعلية معرض الكتاب حيث أعلن عن اسم صلاح جاهين شخصية المعرض.
ورغم إلحاحي على صدور العدد بالتزامن مع المعرض ورغم وعود رئيس الهيئة بتوقيع قرار النشر لم يصدر العدد إلا بعد شهرين من انتهاء فعاليات معرض الكتاب وعلى مدار الشهور التالية تواصلت الضغوط على مجلة فنون سواء بتأخير قرارات النشر أو بتعطيل صرف مستحقات فريق العمل ومكافآت كتاب المجلة، الأمر الذي وضعنا في حرج كبير أمام كتاب المجلة وأمام القارئ الذي واصل سؤاله عن المجلة وأعدادها.
وأضاف: اتخذت قرارا منذ شهور بتقديم اعتذار عن الاستمرار في رئاسة تحرير المجلة وكان لفريق العمل رأي آخر مفاده أن مسئوليتنا أكبر من أن تحبطها تلك الضغوط، وقررنا مواصلة العمل ومحاولة تفادي هذه الضغوط ما أمكننا ذلك. وحاولت التواصل مع رئيس الهيئة دون رد حتى التقيته في معرض أبي ظبي للكتاب مصادفة واتفقنا على اللقاء في مكتبه.
وواصل حافظ: التقينا بصحبة محمد نبيل مدير عام النشر بالهيئة، وأبلغتهما استيائي مما يجري مع المجلة، ونفى تعمد أي تقصير أو تعطيل من جانبه، وأبلغته ضلوع موظف لديه في تعطيل مجلة فنون سواء على مستوى النشر أو على مستوى صرف المستحقات المالية، وأكد حافظ أن الموظف المذكور سبق وأن طلب رشوة في صيغة مكافأة قبل شهور طويلة ورفضت ومن وقتها تعمد هذا التعطيل، فوعد رئيس الهيئة بالتحقيق في الأمر وفي تجنيب الموظف كل ما يخص المجلة، لكن على مدار الشهور الأخيرة استمر تدخل الموظف المذكور سواء في تعطيل صدور المجلة أو في تأخير صرف مستحقات هيئة التحرير، أو في تقليصها، أو في تعمد عدم صرف مستحقات المراجع اللغوي للمجلة الأستاذ عمرو مغيث بسبب خلاف شخصي سابق! ولم يتدخل رئيس الهيئة لحماية المجلة من تصرفات موظفه.
وواصل: وعليه فإن القرار صار لازما بسبب عجزي عن الوفاء بمسئولياتي كرئيس تحرير للمجلة سواء أمام قرائها أو أمام زملائي.. أعتذر بداية لقارئ فنون الذي لولاه لما أمكن استمرار مجلة فنون طوال تلك السنوات، وأعتذر لفريق عملي الذي خذلتهم بفشلي في الدفاع عن حقوقهم المادية، وأعتذر أخيرا لنفسي لعدم اتخاذ القرار المناسب في وقته المناسب.. واليوم أودع العمل الأحب في مسيرتي المهنية متمنيا أن ينجح فريقها الجديد فيما فشلنا فيه.