07:56 م
الثلاثاء 24 ديسمبر 2024
المنيا – جمال محمد:
تداول العشرات من أهالي قرية طهنا الجبل التابعة لمركز المنيا، صورًا لتصوير جزء من حلقات مسلسل “المداح” الجزء الخامس، فوق جبال القرية وبالتحديد في المنطقة الأثرية، التي تضم واحدًا من المعابد الأثرية الفريدة من نوعها في مصر.
وأعرب أهالي القرية عن سعادتهم بتصوير جزء من المسلسل التلفزيوني الذي سيُعرض في رمضان القادم، مؤكدين أن قريتهم عريقة ومنطقتها الأثرية تعود لأكثر من 2000 عامًا.
ينشر مصراوي أبرز المعلومات حول معبد نيرون الذي يعلو جبل قرية طهنا الجبل، وبه غرفة تضم تماسيح محنطة تجذب أنظار الكثيرين.
طهنا الجبل تاريخ عريق
تقع قرية طهنا الجبل على بُعد 13 كيلو مترًا شرق النيل وشمال مدينة المنيا، وفوق سفح الجبل بالقرية نجد معبد “نيرون”، الذي يُعد من أغرب المعابد الأثرية في صعيد مصر. فهو من المعابد القليلة على مستوى المحافظات، ويتكون من 3 طوابق، ويُحيط به أطلال المدينة القديمة في مشهد فريد من نوعه.
تاريخ معبد نيرون
بحسب أثريي المنطقة، بُني المعبد في عصر الدولة الوسطى لأحد أباطرة الرومان، الملك “نيرون”، ذلك الملك الذي جاء إلى مصر ووجد شعبها متدينًا فقرر أن يبني عددًا من المعابد باسمه. وكان أبرزهم معبده فوق سفح الجبل الشرقي بالمنيا، ليظل شامخًا وبحالة جيدة حتى الآن. ولا تزال العديد من الأبحاث والبعثات تُجرى حوله.
الفخار يملأ المنطقة
فور دخولك إلى محيط المعبد الذي يقع على مسافة قريبة من منازل الأهالي، تجد كميات كبيرة من بقايا الفخار، الذي كان يُستخدم في العصور القديمة في تخزين الغلال والأطعمة المختلفة. وما زالت بقاياه تكسو الأرض، وتجد بعدها درجات سلالم ضخمة مصنوعة من الحجارة الكبيرة تقودك إلى الأعلى.
يتكون معبد نيرون بالمنيا من 3 طوابق. في الطابق الأول، نجد صالة كبيرة تبلغ مساحتها 20 مترًا، بها 8 أعمدة وصوامع للغلال محفورة في الأرض، ثم صالة بها باب إلى “قدس الأقداس”، ومقصورة للآله “حتحور”، وبعض الآبار للدفن. ويتوسط الحائط الجنوبي لصالة الأعمدة باب يؤدي إلى الأجزاء الداخلية للمعبد، ويتكون هذا الجزء من 4 غرف منحوتة في الصخر، كما يوجد 4 مقابر من الجهة اليمنى للمعبد.
كما تتزين جدران وسقف الطابقين الثاني والثالث بالنقوش الفرعونية، فيما تجد أمام مدخل المعبد العديد من الأعمدة التاريخية المميزة، ولا تزال شامخة. أما درجات سلالم المعبد، فإنها تعاني من كسور متعددة نظرًا لظروف الطقس والتغيرات المناخية.
غرفة التماسيح بمعبد نيرون
غرفة التماسيح، أو كما يُطلق عليها غرفة الآله “سوبك”، هي أكثر ما يميز المعبد. وتضم تلك الغرفة مجموعة من التماسيح المحنطة بأحجام كبيرة، وتخرج منها أسنان تلك التماسيح في مشهد يجذب نظر أي زائر. ولن تجد مثل تلك الغرفة في أي مكان أثري آخر في المحافظة سوى معبد نيرون.
ورغم أهمية المعبد، إلا أن الكثيرين من أبناء المنيا لا يسمعون عنه شيئًا نظرًا لندرة الزيارات السياحية له، وعدم إلقاء الضوء عليه في المناسبات المختلفة، أسوة بباقي المناطق الأثرية الشهيرة.
اقرأ أيضًا..
بالصور- حكاية الكهف العجيب في المنيا.. أسطورة أرتميس أم اسطبل عنتر؟
بالصور- حكاية الضريح العجيب في جبل المنيا.. دماء ووطاويط تحرس المقام