03:58 م
الإثنين 12 يونيو 2023
كتبت ـ هبة خميس:
صباح الأمس الأحد، صدم الوسط الثقافي المصري صدمة كبيرة برحيل مفاجئ للكاتب والروائي “حمدي أبو جليل” الذي توفى عن عمر يناهز السابعة وخمسين بعد صراع قصير مع المرض.
بدأ الراحل مشواره الأدبي من خلفية بدوية حيث ترعرع في مدينة الفيوم، ثم انتقل إلى القاهرة ليصدر أول مجموعة قصصية له بعنوان “أسراب النمل”، يليها “أشياء مطوية بعناية” والتي فازت بجائزة الإبداع العربي عام 2002.
في عام 2008، حازت رواية الراحل “الفاعل” على جائزة نجيب محفوظ المقدمة من الجامعة الأمريكية وهي روايته الثانية بعد رواية “لصوص متقاعدون” الصادرة عن دار ميريت للنشر. وفي الروايتين كشف “أبوجليل” عن عالم المهمشين بقوة وبسخرية لاذعة في وسط أمكنة عشوائية حيث يقضي السكان أوقاتهم اليومية في النزاعات. حازت الروايتان على استحسان النقاد ليعتبر “حمدي أبو جليل” أحد أبرز كتاب التسعينات في مصر.
ولم يكتفي الراحل بكتابة الرواية حيث أحب القاهرة كثيراً وعشق المشي في شوارعها والبحث عن حكايات أماكنها وشوارعها، فأصدر كتاب “القاهرة شوارع وحكايات” وكتاب “القاهرة جوامع وحكايات”عن الهيئة العامة المصرية للكتاب. وفي الكتابين يتحدث “أبو جليل” عن المدينة في جولة ثقافية تاريخية حيث يتوقف على تلك المحطات التي ساهمت في بناء تاريخ تلك المدينة الثرية وأسرار شوارعها ومساجدها المعروفة.
بعدها أصدر “أبو جليل” الكثير من الأعمال التي ترجمت ومنها رواية “انهيار الصاد شين” التي حازت ترجمتها الانجليزية من ترجمة المترجم الراحل همفري ديفيز على جائزة بانيبال للترجمة العام الماضي، والمميز في كتابات الراحل هو اختلاطه الشديد بقاع المجتمع المصري فمن خلال خبراته الحياتية حيث عمل في أكثر من مهنة في بدايات حياته منها عامل بناء قبل أن يصدر أولى كتاباته ويعمل مديراً لسلسلة “إبداع عربي” مع الكاتب الراحل “إبراهيم أصلان” قبل توقف السلسلة.
الملاحظ لمواقف “أبو جليل” هو اصطدامه مع الوسط الثقافي المصري أكثر من مرة منذ بداياته وتواجده المستمر في الفعاليات والندوات الثقافية. فمنذ رئاسته لسلسلة “آفاق عربية” حدثت الأزمة الشهيرة برواية “وليمة لأعشاب البحر” والتي كانت السبب في توقف السلسلة.
مروراً بمواقفه تجاه تحويل أعماله للسينما ورفضه للتعديلات على أعماله، كما أثارت أعماله الضجة حول التاريخ الإسلامي في رواية “نحن ضحايا عك”.
ترك لنا الراحل مجموعة من الأعمال الحافلة بمكانة متميزة في الأدب العربي لم يحظى بها الكثيرون من أبناء جيله، كما أرخ لسنوات سيرة حياة القبيلة البدوية التي ينتمي إليها وهي قبيلة “الرماح” البدوية التي تحول أبنائها الآن للفلاحة والشتات في بقاع مصر.