08:23 م
الجمعة 16 فبراير 2024
كشف بحث جديد أن الرياح والأمطار الغزيرة قد تؤدي إلى تفشي الجراد الصحراوي على نطاق واسع ومتزامن في مناطق سلة الغذاء الرئيسية في العالم. ويمكن أن يتسع نطاق هذا الجراد المفترس الذي يجرد المحاصيل بنسبة تصل إلى 25% بسبب تغير المناخ.
الدراسة، التي نُشرت في مجلة Science Advances، هي الأولى التي تظهر وجود صلة قوية بين أسراب الجراد المتزامنة واسعة النطاق وأنماط الطقس المحددة.
إن حجم هذه الأسراب الضخمة مذهل: يمكن لسرب واحد أن يحتوي على عشرات الملايين من الحشرات ويمتد على مساحة 2400 كيلومتر مربع. ويمكن لاجتياح الجراد – الذي يحدث بشكل رئيسي في شمال أفريقيا، وأجزاء من الشرق الأوسط وآسيا – أن يؤدي في يوم واحد فقط إلى تدمير آلاف الأفدنة من الأراضي الزراعية، وتجريد المحاصيل من غذاء يكفي لإطعام 35 ألف شخص.
وفي بعض الأحيان، تحدث حالات الاجتياح في مواقع متعددة في وقت واحد، ما يتسبب في تدمير المحاصيل وانعدام الأمن الغذائي على نطاق إقليمي. على سبيل المثال، في عام 2003، بدأت 4 فاشيات منفصلة في وقت واحد في موريتانيا ومالي والنيجر والسودان وانتشرت إلى عدة بلدان أخرى، ما تسبب في خسائر محاصيل تقدر بنحو 2.5 مليار دولار على مدى العامين التاليين.
واستعرض الباحثون في الدراسة قاعدة بيانات كبيرة من منظمة الأغذية والزراعة، التابعة للأمم المتحدة. تتبعت قاعدة البيانات عدد حالات تفشي الجراد في 36 دولة على مدار 35 عامًا بين عامي 1985 و2020. ودمج الفريق هذه المعلومات مع بيانات الأرصاد الجوية بشأن درجة الحرارة وسرعة الرياح وهطول الأمطار.
وقال شينيو لي، مرشح الدكتوراه في جامعة سنغافورة الوطنية والمؤلف الرئيسي للورقة الجديدة، لموقع Live Science: وجدنا ارتباطًا قويًا بين اجتياح الجراد والظروف المناخية.. وعلى وجه التحديد، أظهرت بيانات الأرصاد الجوية أن تفشي الجراد غالبًا ما يضرب أكثر من بلد واحد في نفس الوقت، وتميل إلى التزامن مع فترات هطول الأمطار والرياح الإقليمية الشديدة.
وأوضح لي أن إحدى النظريات تقول إن بيض الجراد، الذي يوضع بشكل جماعي في الأرض، يتطلب مستويات عالية من رطوبة التربة ليتطور ويفقس. كما تعمل الأمطار الغزيرة أيضًا على تعزيز نمو النباتات، ما يوفر المحاصيل الخصبة وغيرها من النباتات كمصدر غذائي للبيوض، التي تنمو بعد ذلك وتطير في أسراب.
ويمكن أن تساعد الرياح العاتية في نقل أسراب الجراد لمسافات كبيرة لتنشر الاجتياح في أماكن جديدة.
ووضع الباحثون نماذج لسيناريوهات مختلفة محتملة لتغير المناخ بين عامي 2065 و2100، حيث يمكن أن تؤدي الانبعاثات المنخفضة أو الأعلى إلى ارتفاع درجات الحرارة في المستقبل بشكل أقل أو أكثر.
وقال الباحث في الدراسة شياو جانج هي، الأستاذ المساعد في كلية الطب بجامعة هارفارد: “حتى في ظل السيناريو المخفف مع التخفيض الكبير في انبعاثات الكربون، ستظل هناك زيادة بنسبة 5٪ على الأقل في موائل الجراد”، وستظل النقاط الساخنة الحالية في أفريقيا وآسيا تواجه أسرابًا.
وفي سيناريو المناخ المعتاد، فإن التوسع من شأنه أن يدفع الجراد إلى مناطق جديدة لم تكن مأهولة بالسكان في السابق، مثل غرب الهند وإيران وأفغانستان وتركمانستان.
وقال: “بالنظر إلى الدور الحاسم الذي تلعبه أفريقيا وجنوب آسيا باعتبارهما سلة غذاء عالمية، فإن غزو الجراد المتزامن يمكن أن يؤدي إلى فشل المحاصيل على نطاق واسع، ما يعرض الأمن الغذائي العالمي للخطر”.
اقرأ أيضا:
هل بينها مصر.. قائمة بالمناطق التي سيضربها الحر والفيضانات والجفاف