02:17 م
الأحد 19 نوفمبر 2023
كتب- محمد صفوت:
يتبادل حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي إطلاق النار والقصف بشكل شبه يومي منذ هجمات السابع من أكتوبر، وأسفر القصف المتبادل إلى مقتل 90 شخصًا لبنانيًا بينهم 70 عنصرًا من حزب الله، وسط مخاوف من اتساع الصراع في هذه المنطقة، تزامنًا مع الحرب الدائرة في غزة.
مع استمرار القصف المتبادل، الذي أسفر عن إجلاء عشرات الآلاف الإسرائيليين من شمال الدولة العربية، ونزوح آلاف اللبنانيين من القرى الحدود، تستمر التحذيرات الدولية من اتساع رقعة القتال.
في تقرير لـ”بلومبرج” أكد أن حزب الله الذي وصفه بأنه “جوهرة التاج” الإيرانية، يريد الضغط على إسرائيل وليس قيادة حرب ضدها، موضحًا أن الحركة اللبنانية لديها الكثير لتخسره في حال اندلاع حرب شاملة مع تل أبيب.
الخوف من الخسائر الداخلية والخارجية
أشار التقرير إلى أن حزب الله، يسعى لتجنب الحرب الشاملة مع إسرائيل حتى لا يخسر الكثير داخليًا وخارجيًا.
تحدثت “بلومبرج” مع جوزيف ضاهر، مؤلف كتاب “حزب الله.. الاقتصاد السياسي لحزب الله اللبناني”، الذي قال إن طهران لا تريد أن ترى ما وصفه بإنه “جوهرة تاجها” تضعف، موضحًا أن هدف إيران استخدام الجماعات الموالية لها للضغط على واشنطن، وليس تحرير فلسطين.
وأوضح ضاهر، أن حزب الله لديه أجندته الخاصة بعيدًا عن ولاءه إلى إيران.
في خطاب متلفز، قال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، إن الجماعة نشرت أسلحة أكثر فعالية، وأن الهدف هو الحفاظ على الحدود الشمالية الإسرائيلية كنقطة ضغط.
توضح “بلومبرج” أن حزب الله أصبح أقوى من أي وقت مضى، ودخوله في صراع شامل مع إسرائيل يعني خسارته الكثير، الأمر الذي يوضح أن الاشتباكات على الحدود اللبنانية مقيدة نسبيًا.
وتشير إلى أنه تم تجنب صراع إقليمي أوسع، والذي قد يقلب أسواق النفط رأسًا على عقب ويهز الاقتصاد العالمي، حتى الآن.
وتقول “بلومبرج” إن الاشتباكات بين حزب الله وإسرائيل ظلت على نطاق واسع ضمن ما يسمى بقواعد الاشتباك، التي تقصر القتال على المناطق اللبنانية التي يعتبرها حزب الله محتلة، وعلى أهداف عسكرية، وتضيف أن الخطر الأكبر هو أن ضبط النفس لن يدوم.
مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية، علي فايز، يقول لـ”بلومبرج” إن إيران وحزب الله لا يريدان اندلاع حربًا إقليمية، ستكون مكلفة لهما، ويشير إلى أن هناك أيضًا تكلفة مرتبطة بالسماح بتدمير عضو في تحالفهم بالكامل.
تصعيد مدروس لا يخلو من المخاطر
ويقول علي فايز مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية، إن الطريقة التي يبدو أنهما يقومون بها لإدارة الوضع هي التصعيد المدروس والمتزايد، موضحًا أن تلك الطريقة تحت رحمة حادث حادث واحد أو سوء تقدير.
أحد الأمثلة على ذلك: قالت إسرائيل الأسبوع الماضي إنها ضربت هدفاً على بعد 40 كيلومتراً داخل لبنان، وهو ما يتجاوز بكثير ما تنص عليه القواعد المعتادة.
تشير بلومبرج إلى التصريحات التي نقلها موقع “أكسيوس” الأمريكي، الأسبوع الماضي حيث أعرب وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، لنظيره الإسرائيلي عن مخاوفه من الاشتباكات على الحدود اللبنانية، كما التقى المبعوث الأمريكي الخاص عاموس هوشستين مع حلفاء حزب الله في بيروت، وحثهم على الهدوء.
الحرب الشاملة تفقده شعبيته في لبنان
وعن المخاطر الداخلية في لبنان، تقول “بلومبرج” إن حزب الله يتمتع بدعم قوي داخليًا لكن لديه أعداء كثر ما يسهل أن ينفر منه الناس إذا نظر إليه على أنه يجر البلاد إلى حرب شخص آخر، خاصة في ظل الأزمات الاقتصادية الهائلة التي يعيشها لبنان وتجاوز التضخم في البلاد حاجز الـ 200%.
في هذا الشأن، توضح مديرة معهد الشرق الأوسط في معهد الشرق الأوسط في جامعة هارفارد لينا الخطيب، أنه في حال سعى حزب الله إلى حرب شاملة مع إسرائيل، فإن تكلفة العزلة الداخلية لحزب الله ستكون أعلى من أي زيادة في شعبيته يمكن أن يحققها في بقية العالم العربي.
مع استمرار عمليات النزوح داخليًا من قرى لبنان الحدودية، يقول إبراهيم بيرم، وهو كاتب مقيم في بيروت مهتم بحزب الله “يعرف حزب الله أن الناس، خائفون”.
وتشير “بلومبرج” إلى أن الدعم الذي تمتع به حزب الله في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، إبان فترة حرب 2006، بعد حربًا استمرت 33 يومًا، لكن الأمور تغيرت بعد دعم حزب الله للرئيس السوري بشار الأسد، في الحرب الأهلية السورية.
جبهة دعم وإحراج الدول العربية
استنتجت “بلومبرج” أن استراتيجية حزب الله في حرب غزة، تتمثل في أن يكون “جبهة دعم” لحماس مما يسمح للجماعة الفلسطينية بقيادة كفاحًا من أجل القضية الفلسطينية.
ويرى بيرم، أن التوترات الحالية على الحدود اللبنانية، تخدم حزب الله في إحراج العالم العربي، الذي ربما كان يظن أن الصراع العربي الإسرائيلي قد انتهى منذ فترة طويلة.