02:09 م
الثلاثاء 05 مارس 2024
كويكب ضخم يرتطم بالأرض، أو وباء شرس يفتك بالبشر، أو موجات من التغير المناخي العنيفة.. أو حرب نووية شاملة.. هكذا تتعدد السيناريوهات المقترحة لنهاية العالم.
لكن ماذا إذا سارت الأمور دون كوارث.. هل يعني هذا أن الأرض ستعيش للأبد.
الأجابة بالتأكيد: لا.
ببساطة، لأن عمر الشمس التي تمدنا بالحياة ليس أبديا، ولابد أن يأتي اليوم الذي تنتهي فيه.
ورسم فريق من الباحثين سيناريو النهاية الطبيعية للشمس، عندما تنمو لتتحول إلى عملاق أحمر (نجم ميت في المراحل الأخيرة من التطور النجمي)، وتصبح كبيرة جدا لدرجة أنها ستؤدي إلى نهاية النظام الشمسي كما نعرفه.
يقول الدكتور إدوارد بلومر، كبير علماء الفلك في مرصد جرينتش الملكي البريطاني، إنه ما زال هناك نحو 5 مليارات سنة قبل أن تصل الشمس إلى مرحلة العملاق الأحمر.
تنتمي الشمس إلى فئة النجوم التي تحول الهيدروجين إلى هليوم عبر عملية الاندماج النووي تحت قوة الجاذبية. وقوة الجاذبية الهائلة هذه هي التي تحافظ على انضباط مدارات الكواكب الثمانية وعدد لا يحصى من الأجرام الأخرى في النظام الشمسي.
وتنشر الشمس الطاقة المتولدة في الاندماج النووي إلى الكون على شكل حرارة، ما يخلق منطقة صالحة للسكن تمتد من ما وراء كوكب الزهرة مباشرة إلى مدار المريخ.
وقال الدكتور بلومر إن كل هذا سيتغير في النهاية، وبعد نحو 5 إلى 5.5 مليار سنة من الآن، ستبدأ الشمس بالتحول إلى عملاق أحمر، عندما ينفد الهيدروجين، وتبدأ نواتها في الانهيار.
ومع انهيار الطبقات الخارجية إلى الداخل، سيصبح الضغط والحرارة الناتجان شديدين للغاية بحيث ستبدأ هذه الطبقات في دمج ذرات الهيليوم لتكوين الكربون.
وتتسبب الطاقة الناجمة عن اندماج الهليوم في توسع النجم نحو الخارج ليزداد حجمه عدة أضعاف.
ويبلغ قطر الشمس حاليا نحو 1.4 مليون كم. وعندما تصبح عملاقا أحمر، فمن الممكن أن تتضخم إلى أكثر من 200 مرة من هذا الحجم، ويصل قطرها إلى 300 مليون كم.
وعندما يحدث هذا، سيكون عطارد والزهرة أول الضحايا، إذ إن الشمس سوف تسحبهما، وتدمرهما.
وتقترح إحدى النظريات أن الشمس قد تبتلع الأرض بالكامل بسبب قوى المد والجزر، وهنا ستكون “نهاية كل شيء”.
وحتى لو نجحت الأرض من الإفلات من ابتلاع الشمس لها، فإن الماء على سطحها سيغلي، ومعظم غلافها الجوي سوف يهرب باتجاه الفضاء.
وحتى إذا نجت الأرض (مع انتهاء جميع أشكال الحياة عليها)، فإنها ستكون عبارة عن كرة من الصخور الميتة المنفجرة بالإشعاع.
ومهما كان مصير الأرض، فمن المرجح أن تكون آخر ضحايا العملاق الأحمر، وفقا لتقرير صحيفة ديلي ميل.
وستتعرض الكواكب الخارجية، المريخ والمشتري وزحل، للحرارة الشديدة للعملاق الأحمر المتنامي، وسيفقدون أغلفتهم الجوية.
وستسخن الكويكبات وحزام كايبر والأجسام الموجودة في السحابة الكروية الهائلة المحيطة بالنظام الشمسي كثيرا لدرجة أنها ستفقد كل جليدها. وبعد ذلك، ستبقى النوى الصخرية والمعدنية فقط.
وبعد مرحلة العملاق الأحمر، ستتحول الشمس إلى سديم كوكبي يتوسطه قزم أبيض ساخن وكثيف. وخلال هذا التحول، ستتقلص نواة الشمس، ما يؤدي إلى التخلص من الطبقات الخارجية وقد تؤدي إلى طرد أورانوس ونبتون.
وسيكون القزم الأبيض الذي تتطور إليه شمسنا، قادرا على السطوع لعدة تريليونات من السنين حتى يغرق في الظلام. ويختفي السديم الكوكبي الذي ستنشئه شمسنا تماما، ولن يبقى سوى القزم الأبيض والكواكب والكويكبات الباقية.
ويوضح الدكتور بلومر أن بعض النماذج تتنبأ بأن زحل قد يجد نفسه فجأة في منتصف المنطقة الصالحة للسكن الجديدة، ولكن “لا يمكننا العيش على كوكب زحل، ولكن ربما على قمره تيتان”.