04:23 م
الجمعة 11 أكتوبر 2024
كتب – محمود مصطفى أبوطالب:
ألقى خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر، الدكتور حسن الصغير، المشرف العام على لجان الفتوى، والتي دار موضوعها حول المنهج النبوي الشريف في بناء الإنسان
وقال الصغير، إن ميلاد النبي ﷺ، هو بداية جديدة لبناء الإنسان، إنسان يجمع بين فضائل الدين وخير الدنيا، لهذا ملك الرعيل الأول من الأمة أسباب الفلاح، التي جعلت الأمة الإسلامية تتصدر قائمة الأمم علما وأمنا واستقرارا، بفضل تمسكهم بالمنهج النبوي الشريف، الذي يجمع بين الأسباب المادية والتي تظهر في علاقة الإنسان بمن حوله، فتؤدي إلى صلاح الدنيا، والأسباب المعنوية، والتي تظهر في علاقة الإنسان بربه، فتؤدي إلى استقامة الإنسان ذاتيا.
وأكد أن ما يجري على لسان الخطباء والدعاة في كل ذكرى مولده ﷺ هو تذكير بهذه البداية التي غيرت مسار البشرية إلى العدل والاستقرار، لأنه ﷺ، أرسل للناس كافة، ليشكل آفاقا جديدة نحو التحرر من قيود الظلم والجور التي عانت منها البشرية، وما تمسك مجتمع بالمنهج الذي جاء النبي ﷺ، إلا وسادت فيهم قيم العدل والإخاء وأصبح أعضاء هذا المجتمع أسوياء لا يحيدون عن طريق الحق، لهذا حققت هذه المجتمعات بفضل هذا المنهج تقدما ورخاء لم تعرفه عبر تاريخها، مبينا أن التذكير بهذه المعاني التي جاءت في ميلاد النبي ﷺ لأننا نحتاج من آن إلى آخر إلى دفع وتحسين المسيرة وأن نبدأ فصلاً جديداً من فصول الحياة والتذكير بهذه الأيام، يبعث فينا روح العمل والعطاء من جديد “وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين”.
وأضاف المشرف على لجان الفتوى، إن المنهج الذي جاء به النبي منهج حق وعدل، لهذا دعا إلى رد الظلم والوقوف في وجه كل طغيان، يحاول سلب الناس حقوقهم وأمانهم، لهذا جاءت حرب أكتوبر المجيد منبثقة من هذا المنهج النبوي الشريف، فوقف الجندي المصري متسلحا بروح إيمانية حقق النصر العظيم على أعداء الحق، فانتصر الجنود داخليا بالتزامهم بالمنهج النبوي الشريف، فحقق الله لهم النصر في أرض المعركة ولقنوا العدو درسا أثبته التاريخ في سجلات الدفاع عن الأوطان، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ.
وأشار إلي المبادرة الرئاسية “بداية جديدة لبناء الإنسان” بأنها صفحة جديدة لاستعادة الالتزام بالمنهج النبوي الشريف في تعزيز قيم العدل والتنمية، لبناء إنسان يحافظ على هويته ويعتز بثقافته ويأخذ بأسباب القوة والنهضة، من أجل استكمال مسيرة الكفاح والعطاء على أسس العدل والتعاون والانتماء، التي قام عليها المجتمع المسلم في أول عهده.
وشدد خطيب الجامع الأزهر على ضرورة طلب العلم لأنه حجر الأساس لبناء الأمم والباعث لنهضتها، لهذا حرص النبي ﷺ في بناء المجتمع المسلم أن يكون مجتمعا متسلحا بروح العلم والمعرفة، وجعلهما حجر الزاوية في بناء المجتمع الإسلامي، والتي كانت أولى رسائل السماء إليه ﷺ “اقرأ”، وإن كنا نريد تحقيق نهضة حقيقية لمجتمعاتنا اليوم؛ علينا توفير بيئة محفزة للعلم والعلماء، وتقدير دورهم المحوري في كل مجالات الحياة.