وكالات
أكدت 4 مصادر لبنانية رفيعة المستوى، أنه من المتوقع أن يعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، وقفا لإطلاق النار في لبنان بين جماعة حزب الله اللبنانية وإسرائيل خلال 36 ساعة.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي: “نحن قريبون لكن لن يُعلن التوصل لشيء حتى الانتهاء من كل شيء”، وفقا للعربية.
وقالت الرئاسة الفرنسية، إن المباحثات المتعلقة بوقف إطلاق النار أحرزت تقدما كبيرا.
وفي القدس، قال مسؤول إسرائيلي كبير: إن الحكومة ستجتمع الثلاثاء للموافقة على اتفاق هدنة مع حزب الله.
وبالتزامن مع إشارات على قرب التوصل إلى حل دبلوماسي، كثفت إسرائيل غاراتها الجوية على الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت في إطار مواصلة الهجوم الذي بدأته في سبتمبر بعد ما يقرب من عام من الأعمال القتالية عبر الحدود.
وأحجم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن التعليق على تقارير تفيد بأن إسرائيل ولبنان اتفقا على نص اتفاق وقف إطلاق النار.
لكن المسؤول الإسرائيلي الكبير، قال: إن اجتماع مجلس الوزراء الثلاثاء هدفه الموافقة على الاتفاق.
وقال مبعوث إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون، إن إسرائيل ستحتفظ بالقدرة على ضرب جنوب لبنان بموجب أي اتفاق. واعترض لبنان في وقت سابق على صياغة تمنح إسرائيل هذا الحق.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، إن الفجوات بين الطرفين تقلصت إلى حد بعيد، ولكن لا تزال هناك خطوات يتعين اتخاذها للتوصل إلى اتفاق.
وأضاف: “في كثير من الأحيان تكون المراحل الأخيرة من الاتفاق هي الأصعب لأن القضايا الشائكة تُترك حتى النهاية، نبذل أقصى ما في وسعنا”.
وتهدف الضغوط الدبلوماسية إلى حمل حزب الله، المدعوم من إيران، وإسرائيل على إنهاء القتال الذي اندلع في أكتوبر 2023، بالتزامن مع الحرب الإسرائيلية على حركة حماس في غزة، إذ تفاقمت حدة الصراع في لبنان خلال الشهرين الماضيين.
وقال إلياس بو صعب نائب رئيس مجلس النواب اللبناني، إنه لم تعد هناك “عقبات جدية” أمام بدء تنفيذ اتفاق اقترحته الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار مع إسرائيل، “ما لم يغير نتنياهو رأيه”.
وأوضح “بو صعب”، أن المقترح ينص على انسحاب عسكري إسرائيلي من جنوب لبنان ونشر قوات نظامية من الجيش اللبناني في منطقة الحدود في غضون 60 يوما.
وأضاف أن إحدى نقاط الخلاف بشأن من سيراقب وقف إطلاق النار تسنى حلها خلال الـ24 ساعة الماضية بالموافقة على تشكيل لجنة من خمس دول، منها فرنسا، وترأسها الولايات المتحدة.
واحتدمت الأعمال القتالية رغم التحركات الدبلوماسية، إذ شنت إسرائيل في مطلع الأسبوع ضربات عنيفة قتلت إحداها 29 على الأقل في وسط بيروت.
كما أطلقت جماعة حزب الله أكبر وابل صواريخ حتى الآن شمل 250 صاروخا صوب إسرائيل الأحد.
وفي بيروت، واصلت إسرائيل الاثنين، شن غارات جوية على الضاحية الجنوبية مما أدى إلى تطاير الغبار الناجم عن حطام المباني المدمرة فوق العاصمة اللبنانية.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية، إن الهجمات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل 31 شخصا وإصابة 62 آخرين في أنحاء البلاد الاثنين.
وعلى مدار العام الماضي، قُتل أكثر من 3750 شخصا وأُجبر أكثر من مليون على النزوح، وفقا للوزارة، ولا تُفرق البيانات بين المدنيين والمسلحين.
ووجهت إسرائيل ضربات قاصمة لجماعة حزب الله بقتل أمينها العام حسن نصر الله، وقياديين آخرين وبإلحاق دمار واسع النطاق في أنحاء في لبنان تعد من مناطق هيمنة حزب الله.
وتقول إسرائيل، إن حملتها العسكرية تهدف إلى تمكين عشرات الآلاف من الإسرائيليين من العودة إلى بلداتها الشمالية بعد إجلائهم منها بسبب الهجمات الصاروخية التي يشنها حزب الله على إسرائيل منذ أكثر من عام.
وجاءت هجمات حزب الله الصاروخية في أعقاب هجوم شنه مسلحون بقيادة حماس في 7 أكتوبر 2023 على إسرائيل، وهو ما أشعل فتيل الحرب في غزة.
وتسببت هجمات جماعة حزب الله في مقتل 45 مدنيا في شمال إسرائيل وهضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل.
وقُتل ما لا يقل عن 73 جنديا إسرائيليا في شمال إسرائيل وهضبة الجولان وفي المواجهات في جنوب لبنان، وفقا لإسرائيل.
وأكدت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، على السُبل الدبلوماسية لإنهاء الصراع في لبنان، حتى مع توقف المحادثات الرامية لإنهاء الحرب الجارية في قطاع غزة.
وقال البيت الأبيض: إن المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط بريت مكجورك سيزور السعودية اليوم الثلاثاء، لبحث الاستفادة من وقف إطلاق النار المحتمل في لبنان في التوصل لاتفاق مماثل ينهي الأعمال القتالية في غزة.
وركزت الجهود الدبلوماسية بشأن لبنان على وقف إطلاق النار بناء على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الذي اعتمدته الأمم المتحدة في عام 2006 وأفضى إلى إنهاء حرب بين حزب الله وإسرائيل من خلال فرض وقف إطلاق النار.
ونص القرار على حظر وجود أي قوات أو سلاح بخلاف قوات وسلاح الجيش اللبناني في المنطقة بين نهر الليطاني وحدود إسرائيل ولبنان.
وتبادلت إسرائيل وجماعة حزب الله الاتهامات بالمسؤولية عن عدم الالتزام بالقرار في فترات سابقة.
وتقول إسرائيل، إن وقف إطلاق النار لا بد أن يسمح لها باستهداف أي مقاتلين أو أسلحة لحزب الله إلى الجنوب من النهر.
وقد يؤدي أي اتفاق إلى انقسامات في حكومة نتنياهو التي تميل نحو اليمين.
وقال وزير الأمن الوطني المنتمي لليمين المتطرف إيتمار بن غفير، إن على إسرائيل المضي قدما في الحرب لحين تحقيق “نصر حاسم”.
وقال مخاطبا نتنياهو على منصة إكس: “لم يفت الأوان بعد لوقف هذا الاتفاق”.