04:54 م
السبت 17 يونيو 2023
القليوبية – أسامة علاء الدين:
شهدت محافظة القليوبية نشاطًا لمواجهة تغير المناخ، حيث دشن مجمع مدارس الشبان العالمية ببنها، مبادرة هي الأولى من نوعها في المحافظة وهو مشروع زراعة الأسطح والذي يتيح زراعة الخضروات مثل الخيار والباذنجان والفلفل والشطة والعنب والليمون والنعناع بطريقة أورجانيك وبتكلفة بسيطة، ما يحول السطح إلى حديقة ومتنفس طبيعي لمواجهة الحر والتغيرات المناخية وتوفير احتياجات المنزل.
مميزات المشروع
يقول مصطفى عبدالحميد فرج الممثل القانوني لمدارس الشبان العالمية ببنها، إن مشروع زراعة أسطح المدارس له مميزات عديدة منها سهولة المشروع، حيث لا يحتاج إلى عمالة كبيرة أو معدات فكل المطلوب متوفر ويمكن إيجاده بسهولة، مشيرًا إلى أن مشروع زراعة الأسطح على البيئة تضمن للفرد والعائلة تناول الخضروات التي لا تحتوي على أي مواد ضارة، بالإضافة إلى قلة التكاليف حيث إنه يمكن شراء البذور بسهولة ودون الحاجة إلى مبالغ كبيرة.
وأضاف الممثل القانوني، المشروع قائم ومستمر في العام الدراسي القادم، بالإضافة إلى أن المشروع يأتي إليه الطلاب لشغل وقت فراغهم خلال النشاط الصيفي داخل المدرسة، موضحًا أن فكرة زراعة الأسطح واستغلالها الاستغلال الأمثل يعطي منظرًا جميلًا كما أن معظم الأسطح مليئة بالمخلفات والأشياء الغير مفيدة وزراعتها وزيادة الخضرة فيها مفيد للبيئة ويدر ربحًا للإنسان وقيمة مادية ومعنوية.
الفوائد العامة لزراعة الأسطح
وأضاف الممثل القانوني لمدارس الشبان، أن الفوائد العامة لزراعة الأسطح تقلل التلوث الناتج من زيادة مساحات المباني والمنشآت مع قلة الغطاء النباتي في المدن، وفق ما قاله الممثل القانوني، مؤكدا أنها تقلل نسبة ثاني أكسيد الكربون الناتج من عمليات الاحتراق والتنفس، حيث يستغله النبات في تكوين غذائه أثناء قيامه بعملية البناء الضوئي، وفى هذه العملية ينتج النبات الأكسجين، مشيرًا إلى أن مساحة واحد ونصف متر مربع من المسطح الأخضر تنتج كمية كافية من الأكسجين تفي بالاحتياجات التنفسية لفرد واحد لمدة عام.
“إياد خضر”، طالب بمدرسة الشبان، أكد أن المشروع كان له أثر كبير في سلوكهم كطلاب، قائلًا “بنقضي وقت حلو في الزراعة وعلمنا حاجات كتير مكنتش أعرف عنها حاجة”، مشيرًا إلى أن المدرسة أطلقت النشاط الصيفي، وسيبدأ المشاركة مع عدد من أقرانه في استكمال ما فعلوه خلال العام الدراسي والمشاركة في زراعة الخضروات والنباتات النادرة المختلفة.
وأضافت الطالبة، “كنزي وائل”، أن من الفوائد التي تعلمتها من مشروع زراعة الأسطح، هو التخلص من المهملات التي تخزن فوق أسطح المباني والتي تشوه المظهر الجمالي ووجودها يعطي فرصة لمعيشة بعض الكائنات الضارة مثل القوارض والثعابين، بالإضافة إلى إنتاج غذاء طازج وآمن وصحي لعدم استخدام مبيدات.
من جانبها قالت الطالبة “لوجين هشام”، إن المشروع يتيح الفرصة لكبار السن لشغل الوقت ورفع الروح المعنوية لديهم داخل منازلهم وهو ما نقلته لجدي وقام بتطبيقه داخل منزلنا، مؤكدة أنها تعلمت أيضًا أن الاكتفاء الذاتي لمنتج صحي %100 غير مكلف تقريبًا، بالإضافة إلى إحياء النشاطات المدرسية وتحويل المدرسة إلى مدرسة منتجة، وتحقيق دخل جيد من حصيلة الأنشطة المتنوعة لزراعة الأسطح.
شروط يجب توافرها لزراعة الأسطح
يقول “أحمد عواد”، أحد المدرسين المشرفين على تعليم الطلاب داخل المدرسة، إنه قبل البدء في تنفيذ المشروع يجب بتنظيف السطح بالكامل وذلك للتأكد من عدم وجود أي حشرات أو قوارض تعيق المشروع، والتأكد أن مساحة السطح المراد زراعته يتعرض للشمس لمدة لاتقل عن 5 ساعات يوميًا تحتاج فيها لضوء الشمس لضمان نمو النباتات بطريقة صحيحة.
وأضاف أن فكرة تنفيذ المشروع بدأت بعمل نموذج مبسط لنوعين من زراعة الأسطح وهما (الزراعة في صناديق)، و(الزراعة على سطح المبنى)، مشيرًا إلى أن الزراعة في الصناديق جرى التركيز على هذا النوع من الزراعات وذلك لاستغلال مخلفات المدرسة من الأثاث المستهلك والحديد الموجود من صيانات السلالم والحفاظ على نظافة السطح وزراعته والاستفادة من المظهر العام للمكان وتوفير بيئة نظيفة بالإضافة إلى الفائدة الاقتصادية التي تعود من الزراعات حسب احتياجات البيئة.
يتم عزل الصناديق من الداخل بمادة البيتومين للحفاظ على الخشب وعدم تسرب المياه ثم دهانها من الخارج للحفاظ عليه من العوامل الجوية، وفق ما قاله “عواد”، مضيفًا “توضع التربة في الصناديق استعدادا لزراعة البذور والشتلات المناسبة للزراعة في صناديق علمًا بأن التربة المستخدمة تربة خفيفة مفككة من طمي ورمل وبتمس”.
وأوضح “عواد”، أنه يتم تجهيز البذور والشتلات للزراعة حيث جرى استخدام شتلات متنوعة من الطماطم والفلفل والكوسة والخيار والجرجير والخس، بالإضافة إلى زراعة أشجار الفاكهة مثل التين في براميل بلاستيكية وايضا العنب والليمون.
تكلفة المشروع
وتابع أشرف مغاوري، مدرس زراعة، التكلفة العامة للمشروع 7650 جنيها فقط، مؤكدًا أنه يمكن تقليل التكلفة بالنسبة للأسرة عند تنفيذ المشروع باستخدام تربة مكونة من طمي وسماد عضوي وقليل من الرمل، حيث إن التكلفة تأتي من شراء التربة الصناعية.