10:50 ص
الأربعاء 12 يوليو 2023
نيويورك – (بي بي سي)
فشل مجلس الأمن يوم الثلاثاء، في تمرير قرارين متناقضين لإعادة تفويض عبور مساعدات الأمم المتحدة من تركيا إلى شمال غربي سوريا، الذي تسيطر عليه المعارضة السورية المدعومة من تركيا، بسبب صراع بين روسيا ودول غربية في المجلس.
البداية عندما استخدمت روسيا، حليفة الحكومة السورية، حق النقض (الفيتو) ضد استخدام معبر باب الهوى على الحدود مع تركيا لعبور مساعدات الأمم المتحدة لمدة تسعة أشهر، بعد أن أصبح المعبر شريان الحياة للمنطقة، وهو القرار الذي أيده 13 عضوا من 15 عضوا في المجلس.
ثم بعد ذلك استخدمت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا وفرنسا الفيتو ضد قرار دعمته روسيا كان يقضي بتمديد استخدام نفس المعبر لستة أشهر فقط، وفشلت روسيا في حشد التأييد له داخل المجلس.
واتهمت الولايات المتحدة روسيا بارتكاب “عمل بالغ القسوة”.
وتمر مئات الشاحنات عبر معبر باب الهوى من تركيا كل شهر، حاملة مساعدات أكثر من 2.7 مليون مدني في شمال غربي سوريا يعتمدون على المساعدات في الغذاء والمأوى والرعاية الصحية.
وزادت أهمية المعبر وأصبح شريان الحياة للمنطقة منذ الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة في فبراير/شباط الماضي، وأدى لمقتل أكثر من 4500 شخص وتشريد 50 ألف أسرة.
على الرغم من أن قرار مجلس الأمن يعني أن الأمم المتحدة يجب أن توقف على الفور إيصال المساعدات عبر باب الهوى، إلا أنه يمكن إرسال المساعدات حتى 13 أغسطس/آب، عبر معبرين حدوديين إضافيين تم فتحهما بموافقة الحكومة السورية في أعقاب الزلزال.
وقالت الأمم المتحدة إن وكالاتها قامت بتخزين مسبق للكثير من الإمدادات في شمال غربي سوريا، لضمان استمرار تلبية الاحتياجات الإنسانية في الوقت الحالي.
وهناك حوالي 4.5 مليون شخص، ثلاثة أرباعهم تقريبا من الأطفال والنساء، محاصرون في شمال غربي سوريا، حيث المعقل الأخير للجماعات الجهادية والفصائل المتمردة المدعومة من تركيا التي تقاتل الجيش السوري بعد 12 عاما من الحرب في البلاد.
سمح مجلس الأمن لأول مرة بإيصال مساعدات عبر الحدود إلى مناطق في سوريا خارج سيطرة الحكومة وبدون موافقتها في عام 2014.
لكن في عام 2020، استخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) كأعضاء دائمين في المجلس لوقف عمليات التسليم عبر الأردن والعراق، وكذلك معبر باب السلامة مع تركيا.
وبررت الصين وروسيا موقفهما بأن العملية انتهكت سيادة سوريا وسلامة أراضيها، وأن المساعدات يجب أن تعبر الخطوط الأمامية عبر الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة. وبسبب هذا الموقف كان معبر باب الهوى هو الخيار الوحيد أمام الأمم المتحدة للوصول إلى السكان في الشمال الغربي.
ومنذ 2020 يتم تجديد موافقة مجلس الأمن على استخدام المعبر كل ستة أو 12 شهرا، بعد سلسلة من التنازلات في اللحظة الأخيرة التي تفاوضت عليها روسيا والقوى الغربية، التي دعمت المعارضة السورية خلال الحرب.
كما استخدمت روسيا حق الفيتو، يوم الثلاثاء، لعرقلة قرار تسوية آخر صاغته البرازيل وسويسرا كان من شأنه أن يمدد آلية عبور المساعدات عبر الحدود لمدة تسعة أشهر، كما سيغطي فترة الشتاء ويسمح لوكالات الإغاثة بتخطيط عملياتها بشكل أفضل. وصوت جميع أعضاء المجلس الآخرين لصالح هذا القرار باستثناء الصين التي امتنعت عن التصويت.
وبالنسبة للاقتراح الروسي بالتمديد لمدة ستة أشهر فقط، فقد وافقت عليه روسيا والصين فقط، بينما صوتت ضده الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، وامتنع 10 أعضاء عن التصويت.
وقبل التصويت الثاني على المقترح الروسي، حذر الممثل الدائم لروسيا فاسيلي نيبينزيا المجلس، قائلا: “إذا لم يتم دعم مشروعنا، فيمكننا المضي قدما وإغلاق آلية العبور عبر الحدود”.
وِشدد على أن بلاده “لن تقبل التمديد الفني لأي فترة زمنية.”
وردت ممثلة الولايات المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، بأن استخدام روسيا حق النقض كان “لحظة حزينة للشعب السوري” وأن روسيا تصرفت مثل “البلطجي في الملعب- وقالت إما أن تمروا من طريقي أو تسلكوا الطريق السريع”.
وأضافت “لا يمكننا قبول هذا العرقلة. يجب أن نستمر في ذلك. الشعب السوري يعتمد علينا وعلينا جميعا حث روسيا على العودة إلى طاولة الحوار بحسن نية”.
وقال متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إنه “يشعر بخيبة أمل” لأن أعضاء المجلس لم يتمكنوا من التوصل إلى اتفاق، وحثهم على “مضاعفة جهودهم لدعم استمرار تقديم المساعدة عبر الحدود لملايين الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها”.
وأدان الرئيس التنفيذي للجنة الإنقاذ الدولية ديفيد ميليباند، استخدام روسيا الفيتو، قائلا: “إن تصويت أعضاء مجلس الأمن لعدم الإبقاء على جميع سبل وصول المساعدات للسوريين المعرضين للخطر في هذا الوقت، إنه يتحدى العقل والمبدأ”.