11:57 ص
الأحد 21 مايو 2023
ما زالت تريفينا باسيلي، المصرية المقيمة في أستراليا، محور جدل علمي كبير، بعد أن أجرت فحصا جينيا لتعرف أصولها، فاكتشفت أنها تتطابق في الجينات والملامح مع المصريين القدماء دون أي أصول أخرى، سواء أوروبية أو إفريقية، وأنها امتداد مباشر لمومياوات العصر الصاوي.
لكن الأمر الأكثر إثارة جاء على لسان محمد عبدالهادي، الباحث الذي أجرى الفحص الوراثي بالحاسبات لتريفينا، إذ قال لموقع “العربية” أن أكبر دراسة عن أصول المصريين تمت بأيادٍ مصرية، بمشاركة جهات طبية متخصصة و”جامعة القاهرة” و”مركز البحث العلمي” في العام 2020، وأظهرت نتائج حاسمة تؤكد تشابه المسلمين والمسيحيين جينياً في عموم مصر، وبالتالي فالطرفان يرجعان إلى نفس الأجداد القدامى.
هذه الدراسة قد تكون حاسمة للجدل المحتدم منذ عقود حول وجود فروق بين أصول المصريين المسيحيين والمسلمين.
وقال عبدالهادي إن دراسات جينية أجريت على فحص المصريين الحاليين، ومن خلال عينات من مختلف الأقاليم، وأظهرت النتائج تشابها كبيرا مع المومياوات المصرية. ولذلك فالتركيبة الجينية المصرية ثابتة، ولم تتغير على مر آلاف السنين.
وحسب الدراسة العملية كان الهدف هو تتبع الارتباط بين ترددات الأليل allele (الأليل هو شكل مختلف من الجينات)، لتسعة مواضع وراثية قصيرة والتكرار الترادفي (STRs) (D3S1358، VWA، FGA، THO1، TPOX، CSF1PO، D5S818، D13S317، و D7S820) للمجموعتين، العرقيتين المصريتين الرئيسيتين، المسلمون والمسيحيون، من أجل اختبار فرضية وجود سلف مشترك لعموم الشعب المصري.
وانتهت الدراسة إلى أنه تم التحقق من الارتباط الجيني للمجموعتين العرقيتين باستخدام إحصائيات ترددات الأليلات، والطب الشرعي ومخططات تجانس السكان، وتم استخدام الأساليب الرسومية للتحقق من الانسجام بين المجموعتين، وأظهرت النتائج النهائية أن المصريين المسلمين والأقباط نشأوا وراثيًا من نفس الأصل.
أضاف الباحث المصري إن هناك تصريحات سابقة للدكتور هاني سيد حافظ، أستاذ البيولوجيا والتشريح بـجامعة السويس، عن الجينات المصرية، كشف فيها أن ألوان بشرة المصريين القدامى هي نفس ألوان المصريين الحاليين، بحسب الدراسات، كما كشف أن التشابه بين أبعاد جماجم وهياكل المصريين القدامى مع الحاليين يعتبر شبه تام.
وتابع أن النقاء العرقي يعتبر خرافة، لكن الاستمرارية الكبيرة بين المصريين وأجدادهم القدماء باتت محسوسة ومحسومة، وعلى مستويات عديدة.