03:32 م
الأحد 23 يوليو 2023
كتب- عبدالله عويس:
يتقن المصريون السخرية. يمارسونها مع مشكلاتهم الخاصة، وربما العامة. ومع انقطاع التيار الكهربائي، وإعلان الحكومة المصرية تخفيف أحمال الكهرباء، بسبب موجة حارة تشهدها مصر، ومعها زيادة استهلاك الكهرباء، والغاز المستخدم في إنتاجها، فإن السخرية من تلك الأوضاع والجدل على مواقع التواصل الاجتماعي كانا سيدا الموقف، وصلت ذروته مع بيان للشركة القابضة لكهرباء مصر.
يقول المصريون عن الأمور المتشابكة، والتي يكون التعقيد بعض تفاصيلها إنها «حسبة برما»، وكان بيان الشركة القابضة مساء أمس، السبت، أحد تلك البيانات التي عبر عنها كثيرون بتلك العبارة. وكان البيان في إحدى فقراته ينص على أنه «يتم البدء في الفصل بمدة زمنية 10 دقائق قبل رأس الساعة و10 دقائق بعدها وألا تزيد مدة الفصل عن ساعة واحدة».
يعلق أحمد جابر، على بيان الشركة في صفحتها، بقوله «حد يفهمنا بيقولوا إيه» فيما كتبت هبة عرفات «فين الترجمة مش فاهمة» فيما كان تعليق محمد السيد أكثر حدة «بلاش الكلام الملعبك ده، إحنا مفيناش خلق نفكر في معنى الكلام». وإلى جانب التعليقات انتشرت صور و«ميمز وكوميكس» تسخر من صياغة البيان.
شاركت مهرة ميخائيل، صورة من الفيلم الكارتوني «سندريلا» وهي تهرول، على درج السلم، مرفقة بعبارة «يالاهوي الساعة 12 ولازم ألحق الأسانسير». فيما انتشرت صورة مصممة لتوضيح الدقائق التي يجب الحرص فيها وعدم استخدام المصاعد الكهربائية، برسوم شارحة.
انتشرت أيضا مشاهد وصور من أفلام فيها حفاوة جماهيرية، دون عليها عبارات على شاكلة «الساعة إلا عشرة.. الساعة وعشرة» لكن ذلك وإن شمل مزاحا، فإنه في الوقت نفسه يقدم توضيحا لما جاء في بيان القابضة.
على أن حالة المزاح بشأن انقطاع الكهرباء، لم تقف عند ذلك البيان، وإنما سبقته. صورة من مسلسل «ريا وسكينة» يقف فيه بعض أبطال العمل وهم في إضاءة خافتة، فيما كانت التعليقات تشير إلى أن ذلك مشهدا معتادا في ظل الانقطاع المتكرر للكهرباء «ده مشهدنا في البيت وقت ما الكهرباء بتقطع وكل واحد مشغل كشاف الكهرباء».
كان الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، قد قال إن تلك الفترة، تخفيف أحمال مؤقتة، حتة استعادة الشبكة للضغوط الحالية. وتتزامن تلك الفترة مع موجة حارة، عالميا ومحليا، وسط تحذيرات أممية من ارتفاع درجات الحرارة وتأثيرها على الأشخاص حول العالم.
وينشر كثيرون، تفاصيل تتعلق بانقطاع تيار الكهرباء لديهم، معددين عدد ساعات الانقطاع، وتفاصيل حياتهم اليومية في ظل الانقطاع المتكرر، وسط عبارات ساخرة، يراها سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي، أنها وسيلة للتعبير «جزء من الشخصية المصرية، السخرية بشكل عام، وإطلاق النكات على المشكلات».
يشير صادق إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي، أضافت لذلك الجزء مساحة أكبر، بوجود قاعدة عريضة من المواطنين يستخدمونها، ويتحدثون بشأن مشكلات يتعرضون لها في حياتهم اليومية «وبالتالي سنجد ميمز وكوميكس تتناول تصريحات المسؤولين على سبيل المثال».