12:07 ص
الأحد 07 يناير 2024
كتب- إسلام لطفي:
رُغم مرور 4 أعوام على انتحاره في العاشر من أغسطس 2019، داخل زنزانته في سجن بنيويورك، قبل محاكمته على خلفية اتهامه بتهريب بشر لأغراضٍ جنسية، إلَّا أنَّه سبَّب حالة من الجدل و”زلزال عالمي” خلال الأيام القليلة الماضية كما وصفها البعض.
الملياردير الأمريكي الراحل جيفري أبستين وجزيرة ليتل سانت جيمس المطلة على البحر الكاريبي وكما عُرفت لاحقًا بجزيرة المتعة التي كانت ملكًا للملياردير، تصدَّرت محركات البحث إثر تسريب وثائق تضمَّنت أسماء ساسة ومشاهير عالميين تورطوا بانتهاكات جنسيَّة.
محكمة اتحادية أمريكية، كشفت خلال الأربعاء الماضي، عن مئات الصفحات من الوثائق تضمنتها دعوى قضائية تتعلق بجيفري إبستاين، والتي حركتها فيرجينيا جيوفري عام 2015، التي قالت إنها كانت واحدة من العديد من الفتيات الصغيرات اللاتي تاجر بهن إبستاين وشريكته غيسلين ماكسويل -أدينت ماكسويل بتهمة الاتجار بالجنس في عام 2021 وتقضي عقوبة بالسجن لمدة 20 عامًا في السجن الفيدرالي- حسبما نشرت نشرت CNN في تقريرٍ لها.
والوثائق تعتبر جزءً من دعوى تشهير مدنية عام 2015 حركتها فيرجينيا روبرتس جيوفري، وهي امرأة أمريكية زعمت أن إبستين اعتدى عليها جنسيًا عندما كانت قاصرًا وأن غيسلين ماكسويل، صديقة إبستين السابقة، ساعدت في الاعتداء.
شهادة فيرجينيا جيوفري أمام المحكمة تضمنت الإشارة إلى أنها أُمرت بإقامة علاقات جنسية مع “أمير لم يذكر اسمه” وصاحب سلسلة فنادق كبيرة وشخص آخر لم تحدد هويته، علاوة على ما تضمنته الوثائق من أسماء معروفة مثل الرئيسان السابقان دونالد ترامب وبيل كلينتون والأمير البريطاني أندرو، وحاكم نيو مكسيكو السابق بيل ريتشاردسون، وعارض الأزياء الفرنسي جان لوك برونيل، والمستثمر الأمريكي غلين دوبين، وليزلي ويكسنر، الرئيس التنفيذي لشركة إل براندز، إلا أنهم أنكروا جميعًا ارتكاب أي مخالفات تتعلق بإبستين.
والدفعة الثالثة من الوثائق، تضمنت أكثر من 1300 صفحة، بعد مئات الصفحات التي كُشف عنها يومي الأربعاء والخميس الماضيين، حسبما نشرت شبكة CNN.
ورصدت الصفحات ما حدَّدته موظفة سابقة لدى جيفري إبستين عن سلسلة من الأشخاص المشهورين والمؤثرين، بما في ذلك رئيسان سابقان، كانا حول إبستين خلال إفادة عام 2009 التي تم الكشف عنها يوم الجمعة، حيث أخبرت أليسي خوان المحامين أنه تناول العشاء مع الرئيس السابق دونالد ترامب في مطبخ منزل إبستين في بالم بيتش والتقى بالرئيس السابق بيل كلينتون على متن طائرة إبستين، إضافة إلى قولها إنها التقت بالأمير أندرو وزوجته السابقة سارة فيرغسون في منزل بالم بيتش.
وتطرقت شهادتها إلى قولها إنها التقت بملكات جمال أجنبيات وفائزًا لم تذكر اسمه بجائزة نوبل في الكيمياء، وتحدثت عن الفتيات اللاتي حضرن إلى المنزل لتقديم جلسات تدليك لإيبستين، وأجابت أليسي على أسئلة حول فتاة كان عمرها أقل من 18 عامًا، إن والدتها كانت ترافقها أحيانًا إلى منزل إبستين وحصل الجميع على 100 دولار في الساعة”.
وكان الساحر الشهير ديفيد كوبرفيلد، من بين الرجال البارزين الذين تم تحديدهم كأصدقاء لإبستين، حيث ذكر اسم كوبرفيلد بالوثائق التي صدرت الجمعة لإحدى موظفات إبستين آنذاك، سارة كيلين.
وسأل محامي المدعين عن علاقة إبستاين بالساحر وعما إذا كانا يقومان بتجنيد الفتيات لبعضهما البعض، وتساءل المحامي عما إذا كان كوبرفيلد يعطي تذاكر لإبستين ليقدمها للفتيات عندما يؤدي العروض وما إذا كانت الفتيات قد دعين وراء الكواليس بعد العروض.
وتحتوي الوثائق على مقتطفات من الإفادات المأخوذة من ماكسويل وفيرجينيا روبرتس جوفري، وأخرى من السباحة الدولية جوانا سيوبيرج، التي وصفت في الوثيقة الأمير أندرو وهو يلمس صدرها بطريقة مازحة أثناء التقاط الصور.. وعملت سيوبيرج أحيانًا لدى إبستين، وقالت إنه ضغط عليها لتجاوز مستوى راحتها في بعض الأحيان في تقديم جلسات تدليك جنسية.
ووفقًا لما نشرته BBC، توصل الأمير أندرو وفيرجينيا جوفري سابقًا إلى تسوية خارج المحكمة في دعوى الاعتداء الجنسي المرفوعة ضده، وفقًا لوثيقة المحكمة التي قدمها محاموها، يوم الثلاثاء الماضي، ونفى أندرو الاتهامات الموجهة إليه.
وذكرت سيوبيرج في شهادتها عام 2016 أن إبستين تحدث معها عن بيل كلينتون، بقولها: قال ذات مرة إن كلينتون يحبهن في سن مبكرة، في إشارة إلى الفتيات، وعندما سُئلت عما إذا كان كلينتون صديقا لإبستين، قالت إنها فهمت أن إبستين كان له “تعاملات” مع كلينتون.
وخلال عام 2019 أكد متحدث باسم كلينتون أن الرئيس الأسبق سافر على متن طائرة إبستين الخاصة، لكنه قال إن كلينتون لا يعلم شيئًا عن “الجرائم الفظيعة” التي ارتكبها الممول.
والاتهامات التي وجهت لإبستين، هي دفع أموال لفتيات قاصرات تحت سن 18 لممارسة الجنس في قصوره في مانهاتن وفلوريدا بين عامي 2002 و2005، وضبط خلال 6 يوليو بعد هبوط طائرته الخاصة في نيوجيرسي، وكان قد تفادى تهما مماثلة من قبل بعقده صفقة قانونية سرية في 2008، وقبوله الإقرار بتهم أقل درجة.
وخلال 2011 قال جيفري أبستين لصحيفة “نيويورك بوست” التي كانت تعد تحقيقًا عنه إنه ليس “وحشًا مفترسًا يبحث عن طرائده لإشباع رغبته الجنسية، وإنه مجرد مذنب وإن الفرق بين الأمرين مثل الفرق بين جريمة قتل وسرقة كعكة.