06:23 م
الأحد 28 يناير 2024
(أ ش أ):
أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن مصر وإندونيسيا تجمعهما عوامل مشتركة كثيرة تحض على السلام، ومن أقوى هذه العوامل الأزهر الشريف، الذي حافظ على اللغة العربية، لغة القرآن التي يحمل في آياته كل معاني الإنسانية والسلام، وبسبب الأزهر الشريف قويت تلك اللغة في إندونيسيا، فكانت هناك معاجم للترجمة بين العربية والإندونيسية، منها: معجم عربي إندونيسي للدكتور محمود يونس، أحد خريجي الأزهر الشريف، وصارت هناك مفردات كثيرة للغة العربية متأصلة ومتجذرة في اللغة الإندونيسية.
وأوضح أن العلاقات العلميَّة بين مصر وإندونيسيا ممتدة عبر التاريخ، وأن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وجميع القيادات يعتزون بأبناء إندونيسيا من الدارسين في مصر؛ نظرًا لدماثة خلقهم وتقديرهم للعلم والعلماء، وأن خريجي الأزهر الشريف في إندونيسيا يتمتعون بتأثير كبير في مختلف المجالات.
وقال رئيس جامعة الأزهر- خلال احتفالية جمعية نهضة العلماء بإندونيسيا بالذكرى السنوية للرئيس الراحل الشيخ عبد الرحمن واحد التي شعارها “الإنسانية والسلام”، إن الفقيد الراحل كان علامة بارزة في توطيد العلاقات بين مصر وإندونيسيا، فعندما يذكر التعليم المصري الإندونيسي يحضر اسمه كأحد الخريجين الذين درسوا في الأزهر الشريف، وتجولوا في أروقة الأزهر الشريف، وشوارع مصر، وانبهروا بتاريخ مصر وحضارتها.
وأشار إلى أن الاحتفال بذكرى عبدالرحمن واحد يتزامن مع ذكرى الاحتفال بتأسيس جمعية نهضة العلماء التي أسسها جده الشيخ هاشم أشعري في يناير ١٩٢٦، مؤكدًا أن لعبد الرحمن ولجمعية نهضة العلماء مكانة كبيرة في مصر والأزهر الشريف؛ فكثير من المؤلفات العلمية تحدثت عنهما؛ منها كتاب الموجز اللطيف في علاقة إندونيسيا بالأزهر الشريف للدكتور حسام شاكر، ورسالة علمية في كلية أصول الدين للدكتور توفيق البيضاوي عنوانها: (جمعية نهضة العلماء ودورها في الدعوة الإسلامية بإندونيسيا) وكذا الكتاب الذي أصدرته سفارة إندونيسيا: (مسيرة العلاقات بين مصر وإندونيسيا، ابتعدت المسافات ودائمًا في القلب يا مصر).
وقال إن هذا النتاج العلمي يؤكد أن لجمعية نهضة العلماء دور كبير في نشر السلام وفي توطيد العلاقات العلمية والاجتماعية؛ كونها من أكبر الجمعيات في إندونيسيا التي تنتشر خيراتها في داخل إندونيسيا، ويكثر أعضاؤها خارجها، ولولا نشاط هذه الجمعية ما اجتمعنا هنا الآن، وهذا يبين لنا عالمية هذه الجمعية، التي كان لأبناء الأزهر الشريف دور كبير في قيادتها أمثال الرئيس عبد الرحمن واحد، والشاعر الأديب أحمد مصطفى بشرى.
وأشار إلى جهود خريجي الأزهر في إندونيسيا واهتمامهم بتدريس اللغة العربية لغة القرآن المعظم في آلاف المعاهد والمدارس بمختلف جزر إندونيسيا، ودورهم الفاعل في خدمة بلادهم في الجوانب الدينية، والسياسية، والاقتصادية، والاجتماعية.