جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
لا تعرف ماذا بالضبط بين نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الأمريكي السابقة، وبين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب؟
فالسيدة بيلوسي كانت على رأس مجلس النواب وقت أن كان هو رئيساً في البيت الأبيض من ٢٠١٦ الى ٢٠٢٠، وكانت لا تجد فرصة تكيد له فيها إلا وتنتهزها على أبشع ما يكون، ولا نزال نذكر ما بادرت به تجاهه عندما ذهب يلقي خطاباً في الكونجرس ذات يوم.
الصورة التي توضح ذلك موجودة على اليوتيوب ويمكن استدعاؤها بضغطة زر واحدة، وفيها تبدو رئيسة المجلس وهي تمد يديها أمامها مضموتين في اتجاه ترمب الذي كان يقف أسفلها في القاعة، بينما كانت هي تقف على المنصة التي تطل منها على المجلس كله.. كانت حركة يديها أقرب ما تكون الى حركات نساء الحارة عندنا، إذا أرادت واحدة منهن أن تفرش الملاية لأحد على مسمع ومرأى من الحارة كلها.
كان ترمب يتطلع إلى حركة يديها والدهشة تملأ وجهه، وكان يقف أمامها في حيرة وكأن لسان حاله يقول: ماذا تريد هذه المرأة؟
ولأنها ديمقراطية تنتمي الى الحزب الذي يحكم برئاسة بايدن، ولأن ترمب جمهوري منافس في المقابل، فإنها كانت تناصبه العداء علناً، وكانت لا تقع على وسيلة تعطله وتعطل ادارته الجمهورية إلا وراحت توظفها ضده على الفور .
ورغم أنها تركت رئاسة المجلس إلا أنها لا تزال فيما يبدو فاعلة في الحزب الديمقراطي، وقد كانت في مقدمة قيادات الحزب التي دعمت ترشيح كامالا هاريس بدلاً من بايدن في مواجهة ترمب، وكانت ولا تزال تعتبره خصمها الأول وتتصرف على هذا الأساس، وكانت ولا تزال تقف إلى جوار هاريس وتؤيدها بكل قوة، وكانت ولا تزال تحشد لها على مستوى بايدن وأوباما وبيل كلينتون وهيلاري كلينتون باعتبارهم قيادات ديمقراطية ذات تأثير .
وفي آخر تصريح لها قالت إنها ترى أن مهمتها تنحصر في منع ترمب من أن تطأ قدماه البيت الأبيض بكل طريقة ممكنة !
وهكذا لم يعد عداؤها له مستتراً، ولم تعد خصومتها السياسية معه مخفية، ولكن الخصومة معلنة على الملأ والخصومة منشورة في كل وسيلة إعلامية، وهي بما قالته قد سخرت نفسها لهدف واحد هو ألا يعود ترمب رئيساً .
ولا معنى لحديثها عن مهمتها التي تراها لنفسها ، إلا أن ترمب قد أصبح يواجه كيد امرأتين معاً في سباقه الى البيت الأبيض لا كيد امرأة واحدة !
المرأة الأخرى هي بالطبع كامالا هاريس، فهي من بعد أن تنازل لها الرئيس بايدن، ومن بعد أن صارت مرشحة الحزب الديموقراطي، أصبحت ترى لنفسها مهمة مقدسة لا تختلف أبداً عن مهمة نانسي بيلوسي.. وبالطبع، فالمرأتان مدعومتان من كل قيادة ديمقراطية بدءاً من كلينتون وانتهاءً ببايدن ومروراً بأوباما .
السباق إلى البيت الأبيض هذه المرة يبدو مختلفاً عن كل سباق تابعناه من قبل، وهناك الكثير من الأدلة العملية على ذلك، وليس هذا التصريح الغريب من بيلوسي إلا دليلاً من بين أدلة، وسوف يكون علينا أن نتابع المزيد من الأدلة الأخرى، والأهم أننا سنتابع حلقات مثيرة في المعركة بين الرجل وبين كيد المرأتين !