12:45 م
الإثنين 22 يوليو 2024
(بي بي سي)
قرر الرئيس الأمريكي جو بايدن، الاستجابة للمناشدات والمطالبات والضغوط، سواء من حزبه الديمقراطي أو مؤيديه ومناصريه، والتنحي عن خوض الانتخابات الرئاسية الأمريكية أمام منافس شرس، الجمهوري دونالد ترامب.
لينهي بذلك بايدن،81عاما، مرحلة مهمة في حياته وربما من تاريخ أمريكا، بعد سنوات طويلة قضاها في عالم السياسة والصراعات الخفية والعلنية وصراعات واتهامات طاردته هو وعائلته وعادات غريبة وزلات لسان وأقوال مثيرة للجدل، حتى وهو رئيس للولايات المتحدة الأمريكية.
تزوج بايدن للمرة الأولى عام 1966، عندما كان في مدرسة القانون، من نيليا هانتر، وأنجبا ثلاثة أطفال، جوزيف بايدن، روبرت هانتر وناعومي. توفيت زوجته وابنتها في حادثة سيارة بعد وقت قصير من انتخابه في مجلس الشيوخ الأمريكي في عام 1972، و أصيب ابناه الصغيران، بو وهانتر إصابات بليغة.
في عام 1975، تزوج بايدن من جيل تراسي جايكوب. وأنجبا ابنة واحدة وهي آشلي، وجميع العائلة أعضاء في كنيسة الرومان الكاثوليك.
سعى بايدن إلى الترشح عن الحزب الديمقراطي للرئاسة في عام 1988 وفي عام 2008، وفشل في كلتا المرتين. ثم اختاره باراك أوباما ليكون زميله في السباق الرئاسي عام 2008، وأصبح بايدن أول كاثوليكي وأول شخص من ديلاوير يصبح نائب رئيس الولايات المتحدة.
أصغر سيناتور وأكبر رئيس
جو بايدن، واسمه بالكامل جوزيف روبينيت بايدن الابن، من مواليد 20 نوفمبر 1942، في سكرانتون، بنسلفانيا، وهو في الأصل محامي بدأ عمله عام 1969، وانتخب لمجلس مقاطعة نيو كاسل في عام 1970، انتخب أول مرة لمجلس الشيوخ عن الحزب الديمقراطي في عام 1972، وأصبح سادس أصغر سيناتور في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.
أخر مناصبه السياسية كانت الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة، وتولى منصبه وعمره 77 عاما، وكان أكبر رئيس في تاريخ أمريكا، وشغل قبل ذلك منصب نائب الرئيس الأمريكي باراك أوباما، من عام 2009 إلى 2017.
أزمات وزلات
كانت رحلة بايدن السياسية مليئة بالنجاحات وأيضا الأزمات والزلات، التي لازمته حتى أيام قليلة حيث ارتكب أخطاء وتفوه بأشياء أثارت الشكوك حول قدرته على القيام بمهام منصبه والاستمرار في سباق الرئاسة.
بالنسبة إلى مؤيديه كان بايدن خبيرا في السياسة الخارجية وصاحب عقود من الخبرة في واشنطن، وهو متحدث مقتدر صاحب لسان فصيح بمقدوره الوصول إلى الناس العاديين ورجل واجه بشجاعة مآس شخصية كبيرة عديدة.
بالنسبة لمناوئيه هو ابن مؤسسة الحكم في واشنطن وصاحب زلات كثيرة ومحرجة، كما أُشيع عنه أنه يعاني من “رغبة غريبة” في شم شعر النساء.
“قنابل جو بايدن”
ومن أشهر الزلات والأزمات التي وقع فيها، عندما ادعى خلال التجمعات الانتخابية أثناء ترشحه للرئاسة المرة الأولى: “كان أسلافي يعملون في مناجم الفحم في شمال شرق ولاية بنسلفانيا”، وأكد أنه غاضب لأنهم (عائلته) لم يحصلوا على الفرص التي يستحقونها في الحياة.
لكن في الواقع لم يكن أيا من أسلاف بايدن يعمل في المناجم، فقد سرق هذه المقولة وغيرها من خطابات السياسي البريطاني العمالي نيل كينوك، الذي كان أقاربه عمال مناجم فعلاً. وكانت تلك مجرد واحدة من بين العديد مما بات يعرف باسم “قنابل جو”.
وقال عام 2012 أمام حشد كبير تحدث متفاخراً بتجربته السياسية: “يمكنني القول أنني عرفت ثمانية رؤساء، ثلاثة بشكل حميمي”، لكن هذه الكلمة تعني في أمريكا أنه مارس الجنس معهم، وليس ما كان يعنيه فعلا من أنهم كانوا مجرد أصدقاء مقربين.
ربما كان محظوطاً لأنه تم اختياره ليكون نائباً لأول رئيس أسود في تاريخ الولايات المتحدة، رغم أنه وصفه بأنه “أول أمريكي أفريقي لديه طلاقة ولامع ونظيف ووسيم”، وهو ما يعني إساءة لكل الأمريكيين الأفارقة.
ورغم ذلك حظي بايدن بشعبية كبيرة بين الناخبين السود خلال حملة الانتخابات الرئاسية الماضية.
لكن زلاته لم تكن تنتهي فقد ظهر في برنامج محادثة في ضيافة الناشط الأسود شارلمان ثا كاد، وتطور الحديث وكاد أن يقع في ورطة كبيرة بعد أن قال: “إذا كانت لديك مشكلة في معرفة فيما اذا كنت ستصوت لي أم لترامب، فأنت لست أسودا”.
أثارت هذه الجملة عاصفة إعلامية، أجبرت فريق مستشاريه على محاولة التقليل من فكرة أن حصوله على أصوات الأمريكيين من أصل أفريقي أمر مسلم به.
ولكن أنصاره كان يرون أنه شخص حقيقي يتكلم بما هو مؤمن به.
ويقول إن التلعثم الذي كان يعاني منه في مرحلة الطفولة جعله يكره القراءة من جهاز عرض الخطابات المعد سلفاً وبدلاً من ذلك يفضل أن يتحدث من القلب.
اتهامات بشم شعر النساء
تقدمت ثمان سيدات أثناء الحملة الانتخابية الماضية، واتهمن بايدن باتهامات جنسية منها اللمس أو المعانقة أوالتقبيل غير اللائق، وقامت القنوات الإخبارية الأمريكية بنشر مقاطع تظهره وهو يقترب من النساء ويقتربي منهن بشكل غريب في المناسبات العامة والتي يبدو أنها تتضمن أحياناً شم شعرهن. ورداً على ذلك، تعهد بايدن بأن يكون “أكثر حرصاً” في تعاملاته مع الآخرين.
ورغم ذلك في مارس 2022، زعمت تارا ريد أنه دفعها على الحائط واعتدى عليها جنسياً قبل 30 عاماً عندما كانت تعمل في مكتبه.
ونفى بايدن هذا الاتهام وأصدرت حملته بياناً قالت فيه: “لم يحدث هذا على الإطلاق”.
ولم تقف الاتهامات عند حد بايدن فقط، بل طالت ابنه هانتر أيضا.
وجمع مكتب التحقيقات الفيدرالي أدلة كافية لاتهام هانتر بارتكاب جرائم ضريبية والإدلاء ببيانات كاذبة لشراء سلاح، عام 2022، وكان يخضع بالفعل لتحقيقات فيدرالية منذ عام 2018.
ويعمل هانتر بايدن، 54 عاما، محاميا وعضوا في جماعة ضغط عمل في الخارج بما في ذلك الصين وأوكرانيا.
ولطالما كان هانتر بايدن هدفا للفحص والمراقبة من جانب الرئيس السابق، دونالد ترامب، وحلفائه السياسيين، الذين زعموا أن معاملاته التجارية الخارجية تشير إلى وجود نمط من الفساد.
وعلى الرغم من اعتراف نجل بايدن بأن حياته عانت من اضطراب و”إدمان المخدرات بشراهة” سابقا، نفى أنه شارك في نشاط غير قانوني.