03:45 م
الخميس 12 ديسمبر 2024
كتبت- سلمى سمير:
تستمر قصص المعتقلين المحررين من السجون السورية في إشعال التفاعل على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تسلط الضوء على معاناة لا تزال حاضرة في ذاكرة من عاشوها، ومن بين تلك القصص، تبرز حكاية الفلسطيني وليد بركات، الذي تحول حلمه بالعلم في سوريا إلى كابوس استمر 43 عامًا خلف القضبان، دون تهم واضحة.
في عام 1982، اعتُقل بركات، الذي كان يبلغ من العمر آنذاك 25 عامًا، بطريقة وصفها بأنها “غير إنسانية” في مطار دمشق خلال رحلته للدراسة في سوريا بجامعة دمشق، دون توجيه تهم واضحة إليه، ليتم وضعه بعدها في سجن المزة العسكري لمدة 3 سنوات.
مرت حياة بركات في السجون السورية بمحطات عديدة تنقل فيها بين سجون آل الأسد، فبعد سجن المزة أُحيل لسجن تدمر التأديبي والذي وصفه بـ “المكان الذي لا يشبهه مكان على وجه الأرض” ليعيش فيه 16 عاما من عمره.
بعد سجن تدمر، انتقل بركات عام 2001 إلى سجن صيدنايا “المسلخ البشري” لكثير من المعتقلين، الذي يقول إنه ذهل لرؤية هذا الكبير من الناس من رجال ونساء وأطفال في هذا السجن.
الفلسطيني وليد بركات من القدس تم تحريره من سجون الأس يروي تفاصيل مروعة عن 42 سنة قضاها مخفيّاً السجون بعدما سافر للدراسة في سوريا خلال ثمانينيات
“أول مرة بشوف فيها الموبايل !”
“مكثت 16 سنة في سجن تدمر الذي لا يشببه شيء على وجه الأرض .. ثم نقلوني لصيدنايا!” pic.twitter.com/yka19nrOcg
— عمر مدنيه (@Omar_Madaniah) December 10, 2024
يروي بركات، الذي يبلغ الآن 67 عامًا، أن التهم الموجهة إليه كانت غامضة وغير مفهومة، وتعرض لمحاكمة وصفها بـ”الصورية”، حيث لم يُبلغ بالحكم الصادر ضده بالسجن المؤبد إلا بعد 30 عامًا من اعتقاله.
يقول بركات إنه تنقل بين عدة سجون سيئة السمعة في سوريا، حيث قضى سنوات من المعاناة والتعذيب، قال إن أصعب فصول هذه المعاناة كانت في سجن صيدنايا، الذي يصفه بأنه “مكان يستحيل وصف ما يحدث داخله”، والذي تم بعدها نقله إلى سجن عدرا قرب العاصمة دمشق حيث استمرت رحلة العذاب.
ورغم ما تعرض له من تعذيب وحالات متكررة كادت أن تودي بحياته، يقول بركات إن الأمل بالحرية لم يغادره أبدًا، وكان يتشبث بفكرة أن النور سيأتي في يوم من الأيام، مشيرًا في الوقت ذاته أن الألم الحقيقي كان في فقدان والديه وأشقائه، الذين رحلوا جميعًا خلال فترة احتجازه، دون أن يحظى بفرصة وداعهم.