03:08 م
الجمعة 17 مايو 2024
المنيا- جمال محمد:
سيطرت حالة من الحزن بين العديد من الأثريين بمحافظة المنيا، عقب الإعلان عن وفاة البروفيسور الإنجليزي “باري كيمب” والذي قضي نصف قرن تقريبًا من حياته في البحث والتفتيش في آثار منطقة تل العمارنة بمحافظة المنيا، والتي كانت عاصمة مصر القديمة منذ آلاف السنين، محاولًا الوصول لمزيد من أسرار المنطقة على رأس البعثة الإنجليزية.
وقال الأثري حمادة القلاوي مدير منطقة تل العمارنة في منشور عبر صفحته على فيسبوك: “تعازي الحارة إلى علماء الآثار في جميع أنحاء العالم ولأسرة البروفيسور الشهير باري كيمب، قضى معظم حياته وهو يحاول كشف أسرار العمارانة، لقد كان لدينا الكثير من الذكريات معًا لن أنساك أبدا يا صديقي، فلترقد روحك بسلام”.
أشار القلاوي إلى أن البروفيسور باري كيمب ولد في إنجلترا عام 1940، وجاء إلى منطقة تل العمارنة الأثرية جنوب محافظة المنيا عام 1977 ضمن وفد البعثة الإنجليزية للتنقيب والبحث عن مزيد من الاكتشافات في المنطقة، إلا أنه كان عاشقًا للمنطقة بشكل مختلف عن غيره من الباحثين، لذا تردد عشرات الباحثين على المنطقة ورحلوا، إلا أنه ظل مستمرَا منذ 1977 وحتى 2024 ولم يترك المنطقة طوال فترة عمل البعثة، إلى أن توفي في مسقط رأسه بانجلترا خلال فترة إجازته.
وأوضح أن البروفيسور باري كيمب كان دائم البحث في الحضارة المصرية، حتى أنه ألف كتابًا باسم “تشريح حضارة” وتحدث فيه عن الحضارة المصرية ومنطقة تل العمارنة، وكشف خلال العديد من المعلومات الهامة وفقًا لرؤيته.
يذكر أن أبرز أعمال الإنجليزي “كيمب” خلال رحلته في تل العمارنة بالمنيا أنه أشرف على إعادة ترميم معبد آتون الكبير، وترميم بعض قصور إخناتون، إذ كان يسعى خلال رحلته لإعادة إظهار أحياء المدينة القديمة والتي كانت عاصمة لمصر القديمة بعد أن أنشأها الملك إخناتون وزوجته الملكة نفرتيتي.
وأشار إلى أنه كان متعاونًا بشكل كبير مع الفريق المصري طوال عقود بقائه في مصر، وقام بعمل منزل خاص به في تل العمارنة، وروشة كبيرة بداخله، وكان دائم الاستضافة للأثريين للحديث عن الحضارة المصرية عامة، ومعشوقته تل العمارنة على وجه الخصوص.
يذكر أن منطقة تل العمارنة تقع على بعد 60 كم جنوبي شرق مدينة المنيا، وهي منطقة اختارها الملك إخناتون وزوجته نفرتيتي لإقامة عاصمة مملكته التي أطلق عليها “أختآتون” لعبادة الإله الواحد “آتون” الذي رُمز إليه بقرص الشمس وتخرج منه أشعة، وتم إختيارها في عصر الدولة الحديثة بالتحديد في الأسرة الـ 18، إذ لم يكن الملك مقتنعًا بتعدد الآله، وبدأ يفكر في موقع مميز يبدأ فيه الدعوة لتوحيد الآلهة وهي عبادة الشمس، وبعد أن دخل في عداء كبير مع كهنة آمون، قرر أن يبحث عن منطقة جديدة لم يعيش فيها أحد قبله، ليُنشىء فيها عاصمته الجديدة، ويبدأ في الدعوة لديانته الجديدة مع زوجته الملكة “نفرتيتي”.
تضم المنطقة حاليًا العديد من الآثار المميزة وأبرزها بقايا القصر الشمالي والقصر الجنوبي والمقبرة الملكية، ومقبرة “مري رع الأول” ومُدون على مقابرها الفريدة رسومات تصف حياة الملك اليومية، وهي رسومات بالألوان المختلفة ولازالت في حالة أكثر من جيدة.
ويؤكد الأثريون أن كنوز تل العمارنة لازالت لم تُكشف بعد، إلا أن أبرز ما خرج من أرضها وجرى تهريبه إلى ألمانيا من خلال العاملين في بعثة استكشاف ألماني عام 1912، هو تمثال نصفي للملكة نفرتيتي، والموجود حاليًا في متحف برلين، ويُعد الأكثر أهمية في آثار مصر المهربة مثلما حدث مع حجر رشيد، ورغم الجهود المصرية الطويلة خلال العقود الماضية لاسترداده إلا أن الحكومة الألمانية دائمًا ما ترفض.
إقرأ أيضًا..
من هنا سُرقت رأس نفرتيتي وهُربت لألمانيا.. حكاية “تل العمارنة” بالمنيا (صور)