10:16 م
الخميس 09 مايو 2024
كتبت- أسماء البتاكوشي
كانت الأسابيع القليلة الماضية صاخبة في العديد من العواصم حول العالم، تنديدًا بالعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ الـ7 من أكتوبر الماضي، إذ تظاهر الملايين في دول عدة داعين إلى وقف إطلاق النار في القطاع، خاصة بعدما شن الاحتلال ما وصفه بـ”عملية محدودة” في رفح جنوبي غزة.
وانطلقت الاحتجاجات الطلابية الداعمة للفلسطينيين في أبريل الماضي، من الجامعات الأمريكية، لتتوسع وتشمل عددًا من الدول، والتي من أبرزها فرنسا وكندا وسويسرا وأيرلندا وأستراليا والمكسيك، بالإضافة إلى الدول العربية مثل العراق ولبنان، يطالب فيها المحتجون الذين نصبوا خياما للاعتصام داخل جامعاتهم، بوقف الحرب التي اندلعت قبل سبعة أشهر بين حركة المقاومة الإسلامية “حماس” وإسرائيل في قطاع غزة.
وعلى الرغم من أن الدول الأوروبية تنادي دومًا بالديمقراطية، وحرية التعبير عن الرأي، فإن ما ظهر في الفترة الأخيرة من القمع الأمني أزاح الستار عن ادعاءاتها، ففي الجامعات الأمريكية، تواصل الشرطة في تفكيك المخيمات التي نصبها الطلاب، والتي من بينها جامعة كاليفورنيا لوس أنجلس، إذ تم إيقاف العشرات من الطلاب بتلك الجامعات.
سان دييغو في كاليفورنيا
الطلبة يهتفون لفلسطين pic.twitter.com/sLA32ZCFQP— أحمد القاري (@ahmed_badda) May 9, 2024
وفي جامعة ماساتشوستس الأمريكية، طالب الآلاف من طلابها بوقف التعامل مع وزارة الدفاع الإسرائيلية التي تدعم وتطور مسيّرات الاحتلال والتي تُستخدم في حرب الإبادة على غزة، كما يعيش طلاب تلك الجامعات ظروفًا صعبة، في ظل طريقة فض الشرطة للاعتصامات السلمية بالقوة، فضلًا عن تهديدهم بالفصل النهائي من الجامعة إذا لم يتوقفوا.
طلاب معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في ألولايات المتحدة يعتصمون أمام المبنى الذي تجري فيه أبحاث تطوير الطائرات المسيرة الاسرائيلية التي تستخدم في ارتكاب جرائم الحرب التي يقوم بها جيش الاحتلال الاسرائيلي في غزة وفلسطين pic.twitter.com/RM6QM6WoSM
— A Mansour أحمد منصور (@amansouraja) May 9, 2024
بينما اشتبكت الشرطة الهولندية مع متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين أثناء مسيرة ضمت الآلاف في العاصمة أمستردام الثلاثاء الماضي، غداة اقتحام قوات الأمن اعتصاما في الجامعة وفضه بالقوة، إذ ردد المحتجون شعارات مناهضة للحرب على غزة، ونددوا بالعمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة في القطاع، وهتفوا “حرة، فلسطين حرة”، و “في الاتحاد قوة”.
أمستردام هولندا pic.twitter.com/Orz8c9alVZ
— أحمد القاري (@ahmed_badda) May 8, 2024
وفي الأربعاء الماضي، ألقت الشرطة الهولندية القبض على عشرات النشطاء المؤيدين للفلسطينيين خلال محاولتها فض اعتصام طلاب داعمين لغزة في جامعة أمستردام، إذ تظهر مقاطع الفيديو، أن الشرطة استخدمت جرافة لإزالة حواجز نصبها المحتجون واحتجزت نحو 169 منهم، في عملية تخللتها اشتباكات اتسمت في بعض الأحيان بالعنف.
وخرج الطلاب في الجامعات الهولندية، للاحتجاج على العلاقات الأكاديمية مع إسرائيل، كما اتهمت جامعة أمستردام بعض المتظاهرين بانتهاجهم سلوكًا ترهيبيًا وصورت بالفيديو اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين المؤيدين والمناهضين للفلسطينيين.
وبدورها قالت جامعة أوتريخت، الواقعة على بعد نحو 40 كيلومترًا جنوبي أمستردام في بيان، إن الشرطة المحلية أنهت مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في مكتبة الجامعة، في الاعتصام الذي بدأ فيها.
ولم يختلف الأمر كثيرًا في ألمانيا، فاعتقلت الشرطة الألمانية، عدد من الطلاب في جامعة برلين عقب ساعات من بداية اعتصام مخيم تضامن مع غزة، بعدما نصب نحو 100 طالب خيامًا في حرم الجامعة، اعتراضًا على الانتهاكات التي تحدث في قطاع غزة من قبل الاحتلال، كما جاءت احتجاجًا على دعم المؤسسات الأكاديمية الألمانية للبحث العلمي مع نظيراتها الإسرائيلية قبل أن تطلب إدارة الجامعة من الشرطة التدخل لفض الاعتصام.
🔻بالفيديو
هتافات طلاب جامعة برلين بالحرية لفلسطين في وجه الشرطة الألمانية التي حضرت لقمعهم#تمرد_طلاب_العالم #تمرد_طلاب_أمريكا pic.twitter.com/Csfc2NTFP2
— حسن المتقاعد (@hasanmutaqaeid) May 8, 2024
فيما نظّم عدد من طلاب جامعة “يو أل بي” في العاصمة البلجيكية بروكسل وقفة تضامنية داخل الحرم الجامعي مع غزة، احتجاجًا على تعاونهم مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي.
طلبة الجامعات والثانويات ينضمون اضراباً شاملاً في استراليا للاحتجاج على مواقف حكومتهم تجاه ما يجري في غزة. pic.twitter.com/C7AlFDFhbk
— نحو الحرية (@hureyaksa) May 9, 2024
بالإضافة إلى أن عددًا من الطلاب في أستراليا، خرجوا في مسيرة احتجاج على بدء العملية البرية في رفح واجتياح جيش الاحتلال الإسرائيلي للمدينة المكتظة بالسكان، إذ انطلقت المسيرة الداعمة لقطاع غزة في شوارع مدينة ملبورن قبل أن تتوجه إلى مخيم التضامن مع غزة معهد ملبورن الملكي للتكنولوجيا.
ومنذ الـ7 من أكتوبر الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي، حربًا غاشمة على قطاع غزة، خلفت عشرات الآلاف من الشهداء المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، كما خلفت كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، ما أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة “الإبادة الجماعية”.