01:34 م
الإثنين 16 سبتمبر 2024
كتبت وتصوير- دينا كرم:
تشهد منطقة الفجالة، الواقعة في قلب القاهرة، زحاما من المواطنين تزامنا مع بدء موسم الدراسة وذلك لأنها الوجهة الأشهر لشراء الأدوات المدرسية، ولكن يظل الإقبال متراجعا عن العام الماضي نتيجة لارتفاع الأسعار، بحسب تجار تحدثوا لمصراوي.
وتشتهر منطقة الفجالة بتجمع عدد كبير من المكتبات والمحال التجارية التي توفر كل ما يحتاجه الطلاب من حقائب مدرسية، وكتب خارجية، وأدوات رسم، وكشاكيل، وجميع مستلزمات الدراسة، كما تتميز بتنوع المعروضات وتنوع الأسعار والماركات.
تجار يتحدثون عن تراجع الإقبال والمبيعات
ويقول بهاء فراج، وهو صاحب محل في الفجالة، إن الإقبال هذا العام هادئ، وزبون الجملة أقل من العام الماضي وأصبح إقبال المواطنين على شراء كميات من كل الأدوات أقل بكثير نظراً لزيادة الأسعار، فالجميع يحاولون شراء احتياجاتهم فقط دون زيادة، وبدلاً من أن كان يشتري المواطن 5 “دست” من الكشاكيل، أصبح يشتري دستة أو اثنين بالأكثر.
وأضاف فراج، أن هذه الزيادة في الأسعار تؤدي إلى خسارته كتاجر، لأنه على الرغم من ارتفاع الأسعار عن العام الماضي، فإن المكسب نفسه من العام الماضي، مما يؤثر عليه بسبب الالتزامات مثل مصاريف المواصلات، والعمالة، والكهرباء، وغيرها.
وأوضح فراج، قائلا:”السنة اللي فاتت، علبة الأقلام كانت بـ 40 جنيه، كنا بنكسب فيها 4 جنيهات، السنة دي العلبة بـ 80 وبنكسب فيها نفس 4 جنيهات، وزجاج المياة كان سعرها 15 و20 أصبحت بـ 40 جنيها”.
وأضاف فراج، أن ارتفاع الأسعار جعل أولياء الأمور يستخدمون مستلزمات العام الماضي ويبتعدون عن شراء الجديد، هو ما قلل من مبيعاته.
واتفق معه، محمد طارق، وهو صاحب محل لبيع الشنط المدرسية، قائلا: إن الأقبال متراجع هذا العام نتيجة لارتفاع الأسعار في ظل ضعف القدرة الشرائية للمواطنين.
وأضاف طارق، “الناس بتسأل وتمشي، وقليل اللي بيشتري”.
وأشار طارق، إلى ارتفاع أسعار الشنط هذا العام مقارنة بأسعار العام الماضي، حيث أقل سعر لشنطة رياض الأطفال بـ 150 جنيهاً، أما الشنط الأكبر فقد تصل إلى 450 جنيها للخامات محلية الصنع.
شكوى المواطنين من ارتفاع الأسعار
قالت نسرين، وهي أم لثلاثة أطفال، إنها جاءت إلى الفجالة اعتقاداً منها بأنها ستجد الأسعار أقل بكثير، ولكنها لكنها وجدت الأسعار مرتفعة.
وأوضحت نسرين، أن الدستة فيها 10 كشاكيل بـ 120 جنيه، وعلبة الألوان كنت بجيبها بـ 35 السنة اللي فاتت، أصبحت بـ 65 جنيها.
اتفقت معها زينب، وهي أم لأولاد في مراحل تعليمية مختلفة ابتدائي وإعدادي، حيث تشير إلى زيادة في أسعار الكتب الخارجية: “اشتريت كتب خارجية لأولادي في الابتدائي بس بـ 700 جنيه”.
وأشارت زينب، إلى أنها أصبحت تقلل عدد المستلزمات، فبدلاً من أن كانت تشتري دستتين من الكشاكيل، أصبحت تشتري دستة واحدة، وبدلاً من علبة أقلام، أصبحت تشتري لكل طفل قلمين فقط.
ويشاركها الرأي ولي الأمر “ياسر”، الذي يرى أن أسعار الفجالة أقل من المكتبات الأخرى، ولكنها مازالت مرتفعة، وهي متوقعة كزيادة الأسعار في كل شيء،ط.
وأضاف ياسر، أنه أصبح يقلل الكميات التي كان يشتريها سواء في الأقلام أو الكشاكيل، وأصبح يستخدم أدوات العام الماضي مثل اللانش بوكس والزمزميات والشنط، ويحاول إصلاحها لتكفي هذا العام، لأن أسعار الشنط مرتفعة للغاية وأقل شنطة تصل إلى 400 جنيه.
قرارات التعليم تربك سوق الكتب الخارجية في الفجالة
أما عن الكتب الخارجية، فتراجعت مبيعاتها، نظرا لإلغاء بعض المواد الدراسية من السنوات والمراحل التعليمية المختلفة، ويقول أحمد عوني، وهو صاحب محل لبيع الكتب الخارجية، إن هناك أزمة في كتب المرحلة الثانوية، لأنها لم تُباع وتوجد في المخزن، وذلك لأن المواطنين مترددون في الشراء بسبب عدم تأكدهم من إلغاء بعض المواد.
وأضاف عوني، أنه بالرغم من إعلان الوزارة عن إلغاء مواد دراسية معينة، إلا أنه لم تأتِ لهم نشرة من الوزارة تفيد بذلك، مما أحدث وقوفاً في بيع كتب المرحلة الثانوية، وأن الكتب التي يتم بيعها بالأكثر هي للمرحلة الإبتدائية والإعدادية.
وأشار عوني، إلى أن أغلب الكتب متوفرة ولا توجد أي نواقص بنسبة كبيرة، وتتوافر معظم الكتب.
ومصطفى بهية، إن نسبة الزيادة في أسعار الكتب الخارجية ليست كبيرة عن العام الماضي، فقد تزيد في كتب معينة بنسبة 3% وكتب أخرى بنسبة 10%، مقارنة بأسعار العام الماضي.
ويظل مشهد الفجالة في بداية العام الدراسي مميزاً، ويجمع بين أجواء الحماس والتحضير للمدرسة وبين تحديات الأزمة الاقتصادية التي تؤثر على المواطنين، لكن بالرغم من هذه التحديات يستمر الأفراد في التوجه إلى هذه المنطقة كواحدة من الحلول المتاحة للتخفيف من عبء تكاليف الدراسة.