12:46 م
الإثنين 25 مارس 2024
كتب- محمد صفوت:
لم يكد يمر أسبوع منذ فوز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بولايته رئاسية خامسة، حتى انزلقت روسيا إلى واحدة من أسوأ الهجمات الإرهابية في التاريخ الروسي، أسفر عن مقتل 152 شخصًا وإصابة العشرات، واعتقال 11 شخصا متورطين في تنفيذ الهجوم على مجمع كروكوس سيتي هال في ضواحي موسكو.
وسط مخاوف من وقوع المزيد من الهجمات، تم تشديد الإجراءات الأمنية في مراكز النقل الرئيسية في جميع أنحاء روسيا، وتم تأجيل الحفلات العامة والأحداث الرياضية.
واليوم تم الإبلاغ عن وجود قنبلتين إحداهما على متن طائرة في مطار شيريميتيفو بموسكو، ما تسبب في تأخير رحلة من موسكو إلى يريفان، وإلقاء القبض على المسافرة التي أبلغت عن وجود قنبلة في حقيبتها، وفي سان بطرسبرج، أخلى الأمن الروسي مركزًا تجاريًا بعد بلاغ عن وجود قنبلة.
ويقول ماثيو تشانس، كبير مراسلي الشؤون الدولية في شبكة “سي إن إن” الأمريكية، إن هذا ليس الاستقرار والأمن الذي صوت من أجله الروس لصالح رئيسهم فلاديمير بوتين.
ويضيف تشانس، إنه لسنوات صُور “سيد الكرملين” القوي كزعيم قادر على ضمان النظام في هذا البلد الشاسع والمضطرب، لكن روسيا تبدو اليوم أكثر افتقارًا للأمن، وأكثر تقلبًا من أي وقت مضى، خلال السنوات الـ 24 التي قضاها بوتين في الكرملين.لسنوات، تم تصوير رجل الكرملين القوي كزعيم قادر على ضمان النظام في هذا البلد الشاسع والمضطرب.
يرى الكاتب، أن الحرب التي دخلت عامها الثالث في أوكرانيا، كلفت روسيا الكثير من الأرواح، ومع استمرار الحرب تزداد المخاوف من توسيع روسيا لعمليات التجنيد الإجباري، في الوقت نفسه، تتواصل الهجمات التي تشنها الميليشيات الروسية المتمركزة في أوكرانيا.
على الجبهة في أوكرانيا، تمتلك القوات الروسية حاليًا المبادرة العسكرية، لكن الأداء الضعيف للقادة الروس والأسلحة الروسية على مدار الحرب أدى إلى تغذية تيار غير متوقع من الغضب.
يشير الكاتب، إلى التمرد الذي قاده زعيم فاجنر الراحل يفغيني بريغوجين الذي طالب بإقالة القيادة العليا الروسية، واعتبره “تحدي صادم وغير مسبوق لسلطة الكرملين” ويقول، إن موت بريغوجين أزال تهديده لكنه قد يظهر متشددون ساخطون آخرون.
وعلى نحو مماثل، أدت وفاة أليكسي نافالني، أبرز زعماء المعارضة الروسية، إلى إسكات أحد منتقدي الكرملين الصريحين إلى الأبد. لكن الآلاف الذين حضروا جنازته في موسكو، أو الذين خرجوا للتصويت في تجمع حاشد ضد بوتين في منتصف النهار في مراكز الاقتراع في اليوم الأخير من الانتخابات الرئاسية، يشيرون إلى وجود قاعدة من السخط.
يرى الكاتب أن الهجمات الأخيرة في موسكو لا علاقة لها بالحرب في أوكرانيا أو المعارضة الداخلية، وما زاد الطين بلة أن الولايات المتحدة حذرت من “هجوم وشيك” في مطلع مارس.
يرجح الكاتب أن بوتين اختار تجاهل التحذير الأمريكي لعدم ثقته بعدما وصلت العلاقات الأمريكية الروسية إلى هذا المستوى التاريخي من الانخفاض، وربما كانت المعلومات الاستخباراتية الأمريكية غامضة جدًا أو غير قابلة للتنفيذ.
ولكن بالنسبة للزعيم الذي وعد الروس بالأمن والاستقرار، فإن أي هجوم كبير على الأراضي الروسية يشكل ضربة قوية أخرى.