06:12 م
الجمعة 08 سبتمبر 2023
الإسكندرية – محمد عامر:
في 21 ديسمبر 1921، أي قبل ما يزيد على 100 سنة، نُفذ حكم إعدام ريّا وسكينة داخل سجن الحضرة في الإسكندرية، ورغم مرور تلك المدة لا يزال جناة يسيرون في جرائمهم على النهج ذاته كما حدث في الواقعة المعروف بـ”جريمة بيت المتراس”.
14 دقيقة فقط هي مدة المسافة التي تفصل بين منزل أشهر سفاحتين في تاريخ مصر “ريا وسكينة” بحي اللبان، وموقع جريمة قتل “الحاجة حميدة” بمنطقة المتراس التي هزت الإسكندرية.
جزاء الإحسان
طالما اعتادت الحاجة “حميدة مصطفى” على الإحسان إلى الجيران والمحتاجين ومحدودي الدخل بمنطقة المتراس ومساكن السجن، تارة بتوزيع سلع غذائية وتارة أخرى بتسليمهم مبالغ مالية.
الكل في الحي الشعبي غرب المدينة الساحلية يحبها ويقدر كل ما تقوم به من أعمال خير ويدعون لها جزاء إحسانها ومساعدتها لهم، “فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان”.
فاجعة الحي الشعبي
“قتلوا الحاجة حميدة”.. خبر حزين وفاجعة انتشر كالنار في الهشيم ليجوب شوارع الحي الشعبي، الكل يشير إلى منزل قديم مكون من 3 طوابق بشارع صيدلية المتراس “لقوا الجثة هنا على السلم”.
وصل ضباط وحدة مباحث قسم شرطة مينا البصل على رأس قوة أمنية رفقة سيارة الإسعاف إلى المنزل المشار إليه بعد تلقيهم بلاغًا بالعثور على جثة ربة منزل، مقيمة بدائرة القسم، بداخله.
خطة بحث
وتبين من الفحص وجود جثة “حميدة مصطفى” مقيمة دائرة القسم، ملفوفة بسجادة على سلالم المنزل، وسرقة كافة متعلقاتها “مشغولاتها الذهبية، ومبلغ مالي”.
وجه اللواء خالد البروي، مساعد الوزير مدير أمن الإسكندرية، بتشكيل فريق بحث لضبط الجاني، نظرا لما اتسم به الحادث من خطورة إجرامية وتعدى صارخ على النفس.
“بسة وبنتها”
توصلت جهود فريق البحث إلى تحديد الجناة وهم “ربة منزل” شهرتها “بسة” وابنتها وزوج ابنتها ويدعى “إسلام”، لهم معلومات جنائية، يقيمون جميعًا بالمنزل محل الحادث، وألقي القبض عليهم.
وبمواجهة المتهمين اعترفوا أمام ضباط المباحث بارتكاب الواقعة، وأقروا بالاتفاق فيما بينهم على سرقة المشغولات الذهبية الخاصة بالمجني عليها، إذ تربطهم بها علاقة جيرة سابقة.
الرقم القومي
مستغلين علاقة الجيرة القديمة، وعلى طريقة ريا وسكينة استدرجت المتهمة وابنتها المجني عليها للشقة بحجة تسليمها صور بطاقات الرقم القومي الخاصة بهم لمساعدتهم بأموال نظرًا لظروفهم الصعبة.
ووفقًا للتحقيقات، سارعت الأم وابنتها بالاعتداء على المجني عليها حتى فارقت الحياة والاستيلاء على مشغولاتها الذهبية عبارة عن “6 غويشة، سلسلة، قرط، خاتم ومبلغ مالي”.
الخاتم الذهبي
وعقب ارتكاب جريمتهما، سلمت المتهمتان الخاتم الذهبي الخاص بالمجني عليها لزوج ابنتها “المتهم الثالث” لبيعه وإحضار سيارة لمساعدتهما في التخلص من الجثمان، وفقا للمتفق عليه بينهم.
باع المتهم الخاتم الذهبي لأحد الأشخاص، مقيم بدائرة القسم، له معلومات جنائية (سيء النية)، ولم يف بوعده لهما ولم يُحضر السيارة، ليترك المتهمتين في ورطة مع الجثة.
جثة في السجادة
فكرت المتهمتان كثيرًا وقررتا حل تلك المشكلة والتخلص بنفسهما من جثة المجني عليها ولفها بسجادة واستقلال توك توك وإلقائها في أي مكان، حتى لا يفتضح أمر جريمتهما.
بحسب التحقيقات، أثناء نزول المتهمتان بالجثة على سلم العقار شعرت بهما إحدى قاطنات العقار، فقامتا بترك الجثمان بمكان العثور وانصرفتا خشية افتضاح أمرهما قبل أن يلقى القبض عليهما.
حبس الجناة
أرشد الجناة عن المشغولات الذهبية المستولى عليها بمسكنهما، وتبين إنفاقهم المبلغ المالي وأمكن ضبط العميل سيئ النية وبحوزته الخاتم.
حرر المحضر اللازم بالواقعة بقسم شرطة مينا البصل، وقررت النيابة العامة حبس المتهمين الأربعة على ذمة التحقيقات.