11:20 ص
الثلاثاء 30 أبريل 2024
بروكسل – (د ب أ)
قالت فاليري هاير، الزعيمة الفرنسية لكتلة الليبراليين في البرلمان الأوروبي إنها سوف تكون سعيدة باستمرار العمل مع حزب الشعب الأوروبي – أكبر كتلة لتيار يمين الوسط في البرلمان الأوروبي – واستبعدت في الوقت نفسه الدخول في ائتلاف أوسع مع المتشككين في الاتحاد الأوروبي بكتلة المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين.
يشار إلى أن مجموعة “تجديد أوروبا” (تيار الوسط) التي تترأسها هاير في البرلمان الأوروبي، لديها اتفاق مكتوب بشأن التعاون مع حزب الشعب الأوروبي، والذي يشكل الكتلة السياسية الأكبر داخل البرلمان الأوروبي، وأيضا مع كتلة الاشتراكيين الديمقراطيين (يسار وسط)
وأكدت هاير أنه ليس من الوارد بالنسبة لتكتل الليبراليين الجلوس إلى طاولة مفاوضات مع كتلة المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين، الأكثر تشككا في الاتحاد الأوروبي.
وتأتي كتلة المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين، بشكل عام إلى يمين حزب الشعب الأوروبي، ولكنها أقل تطرفا من كتلة الهوية والديمقراطية، وهي عبارة عن ائتلاف من الأحزاب القومية. وتعارض كتلة المحافظين والإصلاحيين هدف “إقامة اتحاد (أوروبي) أوثق من أي وقت مضى”، المنصوص عليه في المعاهدة التأسيسية للاتحاد الأوروبي، رغم أن الأحزاب التابعة لها لا تدعو عادة إلى مغادرة الاتحاد الأوروبي تماما.
ورغم ذلك، وصفت هاير كتلة المحافظين والإصلاحيين بأنها في مجملها تنتمي لليمين المتطرف. ويشمل تقييمها رئيسة وزراء إيطاليا جورجا ميلوني، التي ينتمي حزبها، “إخوة إيطاليا”، إلى هذه الكتلة على مستوى الاتحاد الأوروبي.
كما تضم كتلة المحافظين والإصلاحيين ضمن أعضائها حزب القانون والعدالة في بولندا، وحزب فوكس في إسبانيا، والتحالف الفلمنكي الجديد، وهو حزب انفصالي إقليمي، في بلجيكا.
هاير تدعو إلى جعل الإجهاض حقا أوروبيا
وتريد هاير، وهي عضو في حزب النهضة الفرنسي بزعامة الرئيس إيمانويل ماكرون، إضافة الحق في الإجهاض إلى ميثاق الاتحاد الأوروبي للحقوق الأساسية، على غرار إضافته للدستور الفرنسي في الأونة الأخيرة.
وأعربت هاير عن سخرية لاذعة إزاء قرار البرلمان الإيطالي السماح لمناهضي الإجهاض بتنظيم احتجاجات في عيادات الإجهاض وإقناع النساء بعدم مواصلة هذه العمليات.
وقالت زعيمة الليبراليين الأوروبيين لغرفة الأخبار الأوروبية (إي إن آر): “تبنى البرلمان الإيطالي تعديلا يسمح للمتشددين المناهضين للإجهاض بالتدخل في العيادات حيث تجرى عمليات الإجهاض، من أجل إثناء النساء عن الإجهاض”، وأكدت أنه لهذا السبب، فإن الدخول في ائتلاف مع المحافظين والإصلاحيين “أمر غير وارد” بالنسبة لليبرالييين.
التحول صوب اليمين في الاتحاد الأوروبي
وحذرت هاير من أن كتلتي المحافظين والإصلاحيين، والهوية والديمقراطية، ستفوزان بمقاعد تكفي لتشكيل أقلية معوقة في انتخابات البرلمان الأوروبي المقررة في الفترة من السادس وحتى التاسع من حزيران/يونيو المقبل، وأردفت بالقول إنها “واثقة للغاية” بشأن الآفاق الانتخابية لكتلتها، الليبراليين.
وقالت هاير: “اقول للناخبين في أنحاء أوروبا: إياكم وإغراءات اليمين المتطرف… اليمين المتطرف يريد تفكيك أوروبا، وإلغاء المشروع الأوروبي… وسوف يعني ذلك الانسحاب، وفقدان القدرة التنافسية، وخسارة الوظائف'”
وفي معرض ردها على سؤال عما إذا كانت توجه نفس تحذير لحزب الشعب الأوروبي، قالت هاير إنها على “ثقة” من أن الحزب يريد إقامة ائتلاف داعم لأوروبا.
وشددت النائبة البرلمانية لإقليم مايين في فرنسا على أن “مكافحة التطرف جزء من الحمض النووي لدينا”، لكنها حذرت من أن مجموعة “تجديد أوروبا” لن توقع أي “شيكات على بياض” إذا ما طلب منها دعم مرشح الدول أعضاء الاتحاد الأوروبي، المقبل لتولي منصب رئيس المفوضية الأوروبية. يشار إلى أن المرشح الأكثر ترجيحا هو أورسولا فون دير لاين، الرئيسة الحالية للمفوضية، والتي تنتمي لحزب الشعب الأوروبي.
أوروبا بحاجة إلى “استقلال استراتيجي”
وقالت النائبة الفرنسية، إن هدف”تجديد أوروبا” في الانتخابات يتمثل في “العودة إلى البرلمان الأوروبي بأكبر عدد ممكن (من النواب) بهدف تعظيم نفوذ المجموعة، مضيفة أن أولويات الكتلة الليبرالية تشمل “الاستقلال الاستراتيجي” للاتحاد الأوروبي، وأيضا القدرة التنافسية، والقيم الليبرالية.
وأوضحت هاير أن الاستقلال الاستراتيجي يعني ضمان “أننا لم نعد نعتمد على قوى أخرى”، مثل أمريكا – الضامن للدفاع الأوروبي منذ فترة طويلة- مشيرة إلى احتمال عودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي شكك في الضمانات الأمنية الأمريكية القديمة، إلى البيت الأبيض.
وأكدت هاير أن الاستقلال الاستراتيجي يعني أيضا تخلي أوروبا عن مصادر الطاقة من روسيا، و’التوقف عن الاعتماد على آسيا في مجال إمدادات البطاريات.”
وثمة أولوية أخرى، وهي الخطوة التالية فيما يتعلق بسياسات المناخ الخاصة بالاتحاد الأوروبي، في أعقاب إقرار مجموعة واسعة من القوانين الخضراء خلال الدورة البرلمانية الحالية.
وقالت هاير: “علينا الآن تطبيق هذا التشريع، مع ضمان عدم تخلف أحد عن الركب، مما يعني دعم شركاتنا ومنحها الفرص.”
وتابعت: “نعمل لتبسيط العمليات وتسريعها، من أجل حياة أسهل للشركات التي تريد تطوير مشاريع طاقة الرياح أو الطاقة الكهروضوئية، أو البطاريات الكهربائية”، مؤكدة أن هذه الإجراءات ضرورية لتحقيق هدف الاتحاد الأوروبي المتمثل في خفض الانبعاثات الكربونية إلى الصفر بحلول عام 2050.
التوسيع يعني أن على الاتحاد الأوروبي إجراء إصلاحات
وحذرت هاير من أن وجود روسيا والصين ونفوذهما واضحان في غرب البلقان، وقالت إن توسيع الاتحاد الأوروبي في هذه المنطقة يمثل “أداة جيوسياسية” لمواجهة هذا التهديد.
وأوضحت أنه على الرغم من ذلك، يتعين على دول غرب البلقان التي تأمل في الانضمام للاتحاد الأوروبي تبني عملية تستند إلى الاستحقاق، وينطبق الأمر نفسه على أوكرانيا.
وأكدت هاير أن من المهم للاتحاد الأوروبي إجراء إصلاحات خاصة به حتى يتمكن من العمل بعد التوسيع.
وقالت السياسية الفرنسية: “علينا -نحن الأوروبيين- إجراء إصلاحات إذا ما كنا نريد أن نكون أكثر فعالية في عمليات صنع القرار لدينا”.