11:47 م
الأربعاء 31 يناير 2024
كتب- محمد شاكر:
تصوير- محمود بكار:
استضاف الصالون الثقافي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 55، ندوة نظمها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية تحت عنوان “ثقافة الزواج عبر الإنترنت”.
شارك في الندوة من المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية الدكتورة نشوى الحوفي التي أدارت الندوة، والدكتور كامل كمال سعد، والدكتور وليد كمال زكي، الدكتور عمرو الورداني مدير مكتب الإرشاد الزواجي وأمين الفتوى بالأزهر، والمهندس زياد عبد التواب عضو لجنة الثقافة الرقمية بالمجلس الأعلى للثقافة.
وفي تقديمها للندوة أكدت نشوى الحوفي أننا نستفيد من أبحاث المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية ونحتاج لطروحاته طول الوقت؛ لأننا نحتاج طول الوقت أن نفهم ونعرف ما نحن فيه وما يدور حولنا بناء على دراسات دقيقة.
وتابعت أن الزواج عبر الإنترنت أصبح منتشرا حاليا، فالفرد الواحد يمكن أن يتزوج الكثير من المرات عبر الهيلوجرام وعالم الميتافيرس.
وفي كلمته أكد الدكتور كامل كمال سعد أن الزواج عبر الإنترنت موضوع صعب، والذي يتزوج عن طريق النت له شخصية مختلفة.
وتابع: “قديما دائما كان الفرد يختار عن طريق العائلة أو من خلال الوالدة ثم ظهرت ما تسمى الخاطبة، وظهر الزواج عبر إعلانات التليفزيون والجرائد، ومع الإنترنت حدث تطور في القصة، فقد أزاح الإنترنت حاجزا كبيرا وأصبح الزواج قرارا فرديا، كما قضى على الحدود المكانية”.
وأضاف: “عندنا في المركز القومي للبحوث أجرينا دراسة حول ثقافة الزواج عبر الإنترنت، انقسمت لجزئين، الأول عينة من 1800 فرد كعينة عشوائية، ثم كانت العينة الثانية عن حالات تزوجوا بالفعل عبر الإنترنت ودرسنا حالتهم وقيمنا تجربتهم في الزواج، وخرجت الدراسة في 5 فصول، حيث اكتشفنا أن البعض يفضل اختيار شريك الحياة عبر الإنترنت باعتباره يناسب الناس الخجولة، والذين ليس عندهم وقت للعلاقات الواقعية كما أنه غير مكلف، فيما هناك رأي آخر يرى أنه الزواج عبر الإنترنت خروج على المعايير والتقاليد المتعارف عليها”.
فيما أكد وليد رشاد زكي، من المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، أن قضايا الأسرة ذات حساسية شديدة في العالم كله، فهناك تفكك اجتماعي كبير في العالم كله، وخاصة في عصر الإنترنت لأنه غير في قيم وسلوكيات الأسر المصرية وعلاقة أفرادها.
وتابع: “في دراستنا حول الزواج عبر الإنترنت توصلنا إلى عدد من النتائج، منها أن فئة الشباب هم الأكثر زواجا عبر الإنترنت خصوصا أنه جعل الشباب يتحولون من العلاقات الجمعية إلى العلاقات الفردية”.
وأضاف من النتائج التي توصلنا لها أيضا أن الشباب بشكل عام تحولوا من العالم الواقعي إلى العالم الافتراضي، والتحرر من السلطوية الوالدية خصوصا فيما يتعلق في مسألة الزواج والطلاق.
وتابع: “في العينة العشوائية للدراسة وجدنا نصف العينة يؤيد زواج الإنترنت، وظهر ذلك في المدن أكثر من الريف باعتبار أن الإنترنت أصبح أسلوب حياة، والنصف الآخر رفض زواج الإنترنت باعتباره فيه غش وخداع، كما وجدنا الإناث أكثر دخولا على صفحات ومواقع الزواج، وذلك لتأخر سن الزواج، كما أن نسب الطلاق فيه تكون كبيرة.
وتابع: “وفي سؤالنا مع شباب تزوجوا عبر النت وجدنا أن 55 بالمئة منهم تعليمهم جامعي، وكشفوا أن أهاليهم رفضوا الزواج عبر الإنترنت، لكنهم أصروا أن يتموا الزواج عبر الإنترنت، كما كشفت الدراسة أيضا أن أكثر الشباب يتزوج عبر الإنترنت من أجنبيات ويسافرون معهم للخارج.
وفي نهاية الحديث أكد وليد رشاد أن 80 حالة ممن تزوجوا عبر الإنترنت هناك 17 وقع بينهم الطلاق و24 أبدوا عدم اطمئنانهم في علاقتهم معا في المستقبل.
فيما أكد المهندس زياد عبد التواب، عضو لجنة الثقافة الرقمية بالمجلس الأعلى للثقافة، أن الزواج عبر الإنترنت موضوع في غاية الأهمية وشائك، مقدما الشكر لفريق البحث للمركز القومي للبحوث الاجتماعية، على دراسته عن هذه القضية وهي دراسة كبيرة ودقيقة.
وتابع: “هناك بعض الحالات تزوجوا عبر لعبة بابجي على الإنترنت وفي المستقبل سنجد الآباء يعترفون بالزواج على الانترنت”.
فيما علق الدكتور عمرو الورداني، مدير مكتب الإرشاد الزواجي وأمين الفتوى بالأزهر الشريف، بأن الظواهر البسيطة انتهت، والآن نحن نعيش زمن الظواهر المركبة والزواج عبر الإنترنت من الظواهر المركبة.
وتابع أن الزواج عبر الإنترنت يجعل هناك مشكلة ثقة ووجود حالة من التوجس بين الطرفين، كما أن إلكترونية الزواج تسهم في تسليع الزواج فقد أصبح الزواج هنا عرضا وطلبا مثل السوق، كما أن الزواج الإلكتروني “يرقمن” الإنسان وهذا خطر على منظومة القيم.