كييف – (بي بي سي)
أعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إقالة وزير الدفاع، أوليكسي ريزنيكوف، من منصبه.
وكان ريزنيكوف قد تولى قيادة الوزارة قبل بدء الغزو الروسي الواسع النطاق في فبراير 2021.
لكن الرئيس زيلينسكي قال في خطابه المسائي إن الوقت قد حان لاستخدام “أساليب جديدة” في وزارة الدفاع.
ورشح زيلينسكي، رستم أوميروف، الذي يدير حاليا صندوق أملاك الدولة في أوكرانيا، خلفا لريزنيكوف.
وأكد ريزنيكوف في منشور على موقع X (أكس)، تويتر سابقا، أنه قدم خطاب استقالته إلى برلمان البلاد.
وقال الرئيس الأوكراني في خطابه الذي ألقاه من العاصمة كييف: “أعتقد أن الوزارة بحاجة إلى أساليب جديدة وأشكال أخرى من التفاعل مع الجيش والمجتمع ككل”.
وأفادت تقارير بثتها وسائل إعلام أوكرانية بأن ريزنيكوف سيصبح سفير كييف الجديد في لندن، لأنه طور علاقات جيدة مع كبار السياسيين.
وأصبح ريزنيكوف، البالغ من العمر 57 عاما، شخصية معروفة بعد بداية الحرب في أوكرانيا. وحظي باعتراف دولي، وهو يحضر بانتظام الاجتماعات التي تتم مع حلفاء أوكرانيا الغربيين واضطلع بدور رئيسي في الضغط من أجل الحصول على معدات عسكرية إضافية.
لكن إقالته كانت متوقعة منذ بعض الوقت.
وفي الأسبوع الماضي، قال ريزنيكوف للصحفيين إنه يستكشف مواقع أخرى مع الرئيس الأوكراني.
وقال وزير الدفاع السابق، وفقا لوسائل الإعلام المحلية، إنه إذا عرض عليه زيلينسكي الفرصة للعمل في مشروع آخر فمن المحتمل أن يوافق.
وقال مستشار الدفاع الأوكراني، يوري ساك، لبي بي سي إن ريزنيكوف قاد عملية تحويل الوزارة، ووضع الأساس لعضوية أوكرانيا في الناتو في المستقبل.
وأضاف: “أن إرثه هو أنه أقنع وزراء الدفاع في جميع أنحاء العالم بأن المستحيل ممكن”، في إشارة إلى نجاح ريزنيكوف في الضغط على الحكومات الأجنبية للحصول على الأسلحة.
لكن خبراء لاحظوا أن التعديل الوزاري من غير المرجح أن يؤدي إلى أي تغيير كبير في استراتيجية الحرب في ساحة المعركة في أوكرانيا، إذ إن من يشرف على الحملة هو الجنرال فاليري زالوزني- قائد القوات المسلحة الأوكرانية.
مكافحة الفساد
وتأتي إقالة ريزنيكوف وسط حملة أوسع لمكافحة الفساد في حكومة زيلينسكي، مع التخلص من الفساد في الدولة، وهو أمر يعد ضروريا لرغبة أوكرانيا في الانضمام إلى المؤسسات الغربية كالاتحاد الأوروبي.
وتحتل أوكرانيا، بحسب مؤشر الفساد الصادر عن منظمة الشفافية الدولية، المرتبة 116 من بين 180 دولة، لكن الجهود المبذولة في السنوات الأخيرة شهدت تحسنا ملحوظا في وضعها.
وعلى الرغم من أن ريزنيكوف ليس متهما شخصيا بالفساد، فإنه كان هناك عدد من الفضائح في وزارة الدفاع تتعلق بشراء سلع ومعدات للجيش بأسعار مبالغ فيها.
واستقال في أعقاب الفضيحة، في وقت سابق من هذا العام، نائب ريزنيكوف، فياتشيسلاف شابوفالوف. وترددت أنباء على نطاق واسع في ذلك الوقت تفيد بأن ريزنيكوف احتفظ بمنصبه بالكاد.
وقال في ذلك الوقت إن الضغط الذي تعرض له “يصعب قياسه”، مضيفا أن “ضميره مرتاح تماما”.
وهزت وزارة الدفاع أيضا عدة اعتقالات في الفترة الأخيرة في مكاتب التجنيد الإقليمية، إذ اتُهم ضباط بتلقي رشاوى للسماح لبعض الرجال بتجنب التجنيد العسكري في أوكرانيا.
والتقى مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، الجمعة مع كبار مسؤولي مكافحة الفساد الأوكرانيين، وحثهم على مواصلة ملاحقة قضايا مكافحة الفساد “بغض النظر عن المكان الذي تؤدي إليه”.
من وزير الدفاع الجديد؟
وسيحل محل ريزنيكوف، أوميروف، الذي مثل أوكرانيا في محادثات السلام في بداية الغزو الروسي الواسع النطاق.
وقيل إن النائب السابق عانى من أعراض تسمم مشتبه به خلال مفاوضات السلام في مارس/آذار 2022 إلى جانب الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش- الذي كان أيضا جزءا من الطرف المفاوض.
ولكنه نفى فيما بعد تلك التقارير في بيان نُشر على فيسبوك، وحث الناس على عدم الثقة في “المعلومات التي لم يتحقق منها”.
و قال في حديثه لبي بي سي، في ذلك الوقت، إن إيجاد حلول يتطلب شجاعة، لكنه كان مصمما على “إيجاد حل سياسي ودبلوماسي لهذا الغزو الوحشي”.
وأهّله تحدُره من تتار القرم لأن يصبح عضوا رئيسيا في جهود التوعية الدولية، مع التركيز على تعزيز العلاقات في العالم الإسلامي، التي يبذلها زيلينسكي.
تطورات الهجوم المضاد
وتأتي إقالة ريزنيكوف في الوقت الذي تشن فيه أوكرانيا هجومًا مضادًا بطيئا ودمويًا بعد حصولها على أسلحة أكثر تقدما من حلفائها الغربيين.
وكان التقدم على خط المواجهة بطيئا لكن كبار الجنرالات الأوكرانيين قالوا الأحد إن قواتهم اخترقت خطا رئيسيا من خطوط الدفاعات الروسية في جنوب البلاد.
وفي الوقت نفسه، تحدثت روسيا عن عدة محاولات لشن هجمات بطائرات بدون طيار على أراضيها خلال الليل.
وقالت وزارة الدفاع إنها أسقطت طائرتين مسيرتين فوق منطقة كورسك المتاخمة لأوكرانيا في وقت مبكر من يوم الاثنين.
كما أفاد حاكم المنطقة رومان سترافويت الأحد بأن حطام طائرة بدون طيار مدمرة تسبب في حريق في مبنى غير سكني في مدينة كورشاتوف.
وشنت روسيا في مكان آخر هجومًا ليليًا استمر ثلاث ساعات ونصف الساعة على جنوب منطقة أوديسا في أوكرانيا، وأفاد حاكم المنطقة بإسقاط 17 طائرة بدون طيار.
وأضاف أوليه كيبر، الذي قال إن أضرارا لحقت “بعدة مستوطنات” في منطقة إسماعيل: “للأسف، وقعت ضربات أيضا”. لكنه قال إنه لم تقع أي إصابات.
ومنطقة إسماعيل هي أحد مينائي تصدير الحبوب الرئيسيين في أوكرانيا على نهر الدانوب في منطقة أوديسا.
وأصبحت موانئ الدانوب طريق التصدير الرئيسي لأوكرانيا بعد انهيار اتفاق الحبوب على البحر الأسود في يوليو وشنت موسكو هجمات متكررة على نهر الدانوب بعد انسحابها من الاتفاق.