11:32 م
الخميس 24 أكتوبر 2024
كتبت- فاطمة عادل:
دخلت زوجته الغرفة بابتسامة هادئة، وهي تضع هاتفها على الطاولة، شعر بشيء غريب عندما لمح تلك الابتسامة التي بدت له مختلفة عن المعتاد، ووجود شيء تخفيه، شيء لم يريد أن يبادر بالسؤال عن ما وراء تلك الإبتسامة، كان لديه شك لكن لم يرغب في تصديقه.
طلب من زوجته الجلوس قائلاً: “محتاج اتكلم معاكي”، وهو يضع فنجانه جانباً، صوته كان هادئاً، لكنه محمّل بالكثير من المشاعر المتضاربة، نظرت إليه زوجته بتعجب، “خير؟ فى إيه؟”، تنفس سعيد بعمق، ثم قال: “لم أكن قادراً على الاستمرار بهذه الطريقة، العلاقة بيننا تغيرت تماماً، ومن فترة شعرت إنك متغيرة”.
صمتت الزوجة للحظة، ثم قالت: ” مش عارفة قصدك إيه؟ نظر إليها مباشرة، وعيناه مليئتان بالشكوك والألم: “إنتِ على علاقة بطليقك؟”، اهتزت الزوجة للحظة، ثم حاولت أن تسيطر على تعابير وجهها “لا طبعا لا؟ تفكيرك مش صح”.
لكن الزوج لم يكن مستعداً لسماع الأعذار والتبريرات، “أنا مش غبي لاحظت كل شيء الرسائل اللي بتوصلك، والأعذار اللي بتقوليها لما بتتكلمي على التلفون حتى طريقتك لما تحكيلى عنه دايماً مليانة حنين”، ترد الزوجة: “الأمور مش زي ما إنت متخيل”، وهنا كانت المفاجاة فى طلب الزوج لإتمام إجراءات الطلاق.
بدت الصدمة على وجهها، لكنها لم تتفاجأ تماماً، كان هناك جزء منها يعرف أن هذه اللحظة قد تأتي، وقف سعيد وهو يشعر بثقل القرار الذي اتخذه كانت تلك اللحظة بمثابة النهاية لعلاقة كانت في يوم من الأيام مليئة بالحب والأمل، لكنه الآن، قرر أنه لا يمكنه الاستمرار في حياة مملوءة بالشك التي انتهت بالحقيقة المؤلمة.
هربت بدون شرح ومشاورة وباتت لا ترد على هاتفها، فلجأت إلى محكمة الأسرة بالتجمع الخامس لرفع دعوى تطليق للضرر منها، ولا تزال الدعوى منظورة أمام المحكمة لم يتم الفصل فيها حتى الآن.