03:52 م
الجمعة 05 يناير 2024
القاهرة – أ ش أ
أكدت وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج سها جندي، أن هناك مساعي كبيرة تبذلها الدولة المصرية، لمكافحة الهجرة غير النظامية وتوفير البدائل الإيجابية، ومن بينها تنسيق الجهود بين مختلف وزارات ومؤسسات الدولة، وكذلك التعاون مع الشركاء المحليين والدوليين لتأهيل وتدريب الشباب في المحافظات الأكثر تصديرا للهجرة غير الشرعية، وفقًا لاحتياجات سوق العمل الأوروبية والمحلية، وتوفير حياة كريمة للمواطنين.
جاء ذلك خلال لقاء وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، بالملحقين العسكريين ممن سيلحقون كرؤساء ومساعدين لمكاتب الدفاع في الخارج قريباً، والذين تم اختيارهم للعمل بمكاتب التمثيل الدبلوماسي العسكري المصري بالخارج، في دورة التمثيل الدبلوماسي العسكري الـ48، ضمن ما تقوم به وزارة الدفاع من جهود لتوعية من يعمل بالسلك الدبلوماسي العسكري.
وشددت على أن الدولة المصرية تبذل جهوداً كبيرة لمكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية ضمن المبادرة الرئاسية “مراكب النجاة”، من خلال التوعية بمخاطر هذه الظاهرة وكذلك التدريب من أجل التوظيف وتأهيل الشباب لسوق العمل المحلية والدولية، ويتم ذلك من خلال التعاون مع الدول ذات الشأن المشترك، بجانب الحرص على الاستثمار في الثروات الطبيعية لتوفير فرص العمل للشباب، سواء مشروعات الرمال السوداء، والكوارتز والمشروعات القومية في جميع أنحاء مصر، وكذلك مشروعات الأمن الغذائي.
ولفتت سها جندي – خلال اللقاء – إلى عراقة المدرسة الدبلوماسية المصرية والتي تمتد منذ عصور مصر القديمة وحتى هذه المرحلة، والثابت دائماً فيها العلاقات المتميزة مع مختلف الدول واحترام سيادة كل دولة.. مضيفة أن الملحقين العسكريين المصريين، دائما ما يمثلون مصر خير تمثيل، وسيسهمون كعادتهم بفاعلية في حماية الأمن القومي، وتعظيم المصالح المصرية في الخارج، خاصة في رعاية مصالح المصريين في الخارج وإيلائها كل اهتمام.
وأشارت إلى حرص الوزارة على تقديم كافة أوجه الدعم والرعاية للمصريين بالخارج، انطلاقاً من رؤية الوزارة التي تهدف إلى تعزير ارتباط المصريين بالخارج بالوطن والحفاظ على الهوية الوطنية، مع تقديم الدعم وحماية مصالح المصريين بالخارج وحل مشكلاتهم بكافة الوسائل.. منوهة بأن هناك 4 وزراء في الحكومة الحالية من المصريين بالخارج، ما يؤكد حرص القيادة السياسية على إدماجهم في صنع القرار، وأهمية وجود قاعدة بيانات محدثة، للاستفادة من خبرائنا حول العالم.
وفي السياق ذاته، تحدثت وزيرة الهجرة عن استراتيجية الدولة المصرية في ملف الهجرة ورعاية المصريين بالخارج، منذ عودة الوزارة في سبتمبر 2015، موضحة أن المصريين بالخارج ساهموا في تنمية العديد من الدول، مستعرضة مختلف المحفزات للمصريين بالخارج، بجانب العمل على الاستفادة من كل علمائنا وخبرائنا بالخارج وربطهم بقضايا التنمية المستدامة في مصر.
وقالت: “إن الشباب لم يغب عن المشهد، فقدمنا كافة التيسيرات لأبناء المصريين بالخارج في مجالات التعليم والثقافة وغيرها من المجالات، كذلك التعاون مع دول المتوسط وجالياتهم التي عاشت على أرض مصر، استكمالا للمبادرة الرئاسية (إحياء الجذور)، بجانب تعزيز العلاقات المصرية مع الأشقاء الأفارقة تزامنًا مع جهود كبيرة لمواجهة الهجرة غير الشرعية وتوفير البدائل الآمنة، ضمن مبادرة (مراكب النجاة) في 72 قرية ضمن 14 محافظة مصدرة للهجرة غير الشرعية”.
وتطرقت الوزيرة إلى سبل التواصل مع المصريين بالخارج، على مدار الساعة، ومن بينها مبادرة “ساعة مع الوزيرة”، والتواصل عبر منصات التواصل الاجتماعي، والتواصل الشخصي، للوصول إلى المتميزين من المصريين بالخارج، ليشاركوا بخبراتهم في خدمة الوطن، سواء تقديم الخدمات الطبية، للمواطنين في المحافظات والمناطق الأولى بالرعاية، وكذلك مؤتمرات المصريين بالخارج والتي تشهد إقبالا كبيرا من المصريين حول العالم.
وأكدت الوزيرة أهمية دور الملحقين والمبعوثين المصريين بالخارج في التواصل مع المصريين بالخارج، لافتة إلى حرص وزارة الهجرة على تنسيق الجهود مع مختلف وزارات ومؤسسات الدولة المعنية، لرعاية المواطنين المصريين بالدول المختلفة، ومن بينها الجولات الخارجية، سواء للمصريين في دول الخليج أو الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وإيطاليا، وغيرها من الدول للترويج للفرص الاستثمارية في مصر، وكذلك العمل على حل مشكلاتهم، ومناقشة أفكارهم ومقترحاتهم، ودمج المصريين بالخارج في جهود التنمية بالوطن، مشددة على الاستفادة من الخبراء المصريين بالخارج لدعم وتطوير جهود الصناعة بمختلف مجالاتها، بالتعاون مع الوزارات والجهات المعنية، والترويج لمصر كواحد من أفضل المقاصد الاستثمارية في الشرق الأوسط والعالم.
وأردفت أنه تم العمل على توفير البدائل لجذب تحويلات المصريين بالخارج، نظرا لانخفاضها عقب وصولها لأعلى معدلاتها عام 2022، وذلك من خلال توفير محفزات ومميزات لهم جاذبة لاستثمارات المصريين بالخارج ومن بينها إطلاق شركة لاستثمارات المصريين بالخارج، والتي تم تسجيلها رسميا، لتتيح لأبناء الوطن بالخارج الاستثمار في داخل مصر، وكذلك مبادرة سيارات المصريين بالخارج، ووثيقة “معاشك بكرة بالدولار”، وشهادات الاستثمار للمصريين بالخارج بالعملة الصعبة بأعلى العوائد، وتسوية الموقف التجنيدي، وتخفيضات الطيران على مدار 216 يوما للمصريين بالخارج، وخدمات الإسكان من وحدات وأراض سكنية، والتعليم وعدد من الخدمات المقدمة للمصريين بالخارج والبالغ عددهم نحو 14 مليون مصري، والتي سيتضمنها تطبيق “المصريين في الخارج” ليسهل الوصول إلى أي خدمة في الداخل، من جانب المصريين بالخارج.
وأشارت سها جندي إلى أن وزارة الهجرة تعمل بشكل منهجي وفق رؤية الدولة المصرية على تدريب وتأهيل العمالة وتوفير بدائل آمنة أمام الشباب المصري.. مضيفة “وهنا يأتي الدور الفاعل للمركز المصري الألماني للتوظيف والهجرة وإعادة الإدماج، والذي يستهدف تدريب وتأهيل الشباب المصري وفق احتياجات ومعايير أسواق العمل الأجنبية، بالتعاون مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي لسد فجوة نقص العمالة في عدد من الدول الأوروبية وعلى رأسها ألمانيا، وفقا للمعايير الأوروبية”.
وتطرقت الوزيرة إلى التعامل مع الأزمة السودانية، حيث تم تفعيل غرفة العمليات بوزارة الهجرة عقب اندلاع الأحداث في السودان بساعات لمتابعة أوضاع المصريين على الأرض بالتنسيق مع وزارة الخارجية والسفارة والقنصلية بالسودان وعقد العديد من اللقاءات الافتراضية عبر “الفيديو كونفرانس” مع الطلبة المصريين بالسودان وعدد من أولياء الأمور، للاستماع إليهم والاطمئنان على أوضاعهم في ظل حالة الاضطراب التي يعيشها البلد الشقيق ومتابعة أوضاع الطلبة المصريين من خلال اللجنة الدائمة لمتابعة الطلاب بالخارج، وتترأسها وزارة الهجرة بتكليف من رئيس الجمهورية وعضوية ممثلين عن الوزارات المعنية، وعلى رأسها وزارات الدفاع والخارجية والتعليم العالي والصحة والجهات والمؤسسات المختلفة المختصة؛ لبحث مستجدات أبنائنا في السودان ولمناقشة إيجاد سبل وآليات التعامل مع أزمة طلاب الجامعات المصريين في السودان على إثر الاشتباكات المندلعة هناك، وكذلك لإعادة الطلاب المصريين الدارسين في مناطق النزاع في روسيا وأوكرانيا، بالاعتماد على بيانات الطلاب، والتنسيق مع مختلف الجهات المعنية.
وأكدت السفيرة سها جندي حرصها على الاهتمام بالشباب من أبناء الجيلين الثاني والثالث، وتوعيتهم بمفاهيم الأمن القومي، بجانب ربط شباب الدارسين في الخارج بالوطن، والاستفادة من خبرات شباب الباحثين، في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ومن بينها مشاركتهم في مؤتمر المناخ Cop27، والعمل على تكوين مجلس للباحثين يضم شباب الباحثين المصريين في الخارج للمشاركة بالرأي في القضايا المهمة المعروضة عليهم من قبل الدولة، كل حسب تخصصه، للاستفادة منه لخدمة الوطن.
ولفتت إلى جهود دعم الشباب من الجيل الثاني والثالث، عن طريق مركز وزارة الهجرة للحوار لشباب المصريين بالخارج “ميدسي”، والذي توليه الوزارة اهتمامًا كبيرًا، وتعتبره واحدًا من أهم أذرع الوزارة والدولة المصرية بالخارج، وتحرص على رئاسة أعماله بما يعكس الأولوية التي تمنحها الدولة لشبابها وطموحها في قيادتهم لعملية التطوير والتحديث وتحقيق أقصى استفادة من أبنائها خلال المرحلة القادمة، مشيرة إلى أن شباب “ميدسي” كان لهم دور كبير وقت الأزمات والكوارث في كل من ليبيا والسودان وساهم في معرفة أماكن عدد كبير من المصريين والطلاب ليتم إجلاؤهم وعودتهم إلى أرض الوطن.
وفي ختام حديثها.. قدمت السفيرة سها جندي عددا من المحددات التي ينبغي على الدبلوماسي العسكري مراعاتها، لإيصال الرسائل المصرية المختلفة ودعم العلاقة بالدولة المضيفة ومؤسساتها، كما تحدثت عن الدور الهام لزوجات المبعوثين الدبلوماسيين، وأجابت على العديد من الأسئلة في شأن ملفات الجاليات وسياسات الهجرة، مؤكدة ترحيبها بالتعاون مع مختلف المؤسسات لخدمة كل مصري في أي مكان حول العالم.
ونوهت بأن لدينا نخبا متميزة في مختلف المجالات، كما نمتلك أيادي عاملة متميزة، ونسعى دوما لفتح أسواق جديدة للمصريين لتشجيع الهجرة الآمنة، واستنساخ تجربة المركز المصري الألماني مع الجانب الإيطالي والسعودي والأسترالي والفنلندي وغيرها من الدول، وذلك بناء على رغبتهم عقب إطلاعهم على نفس التجربة مع الجانب الألماني.
وفي نهاية اللقاء.. تم تكريم وزيرة الهجرة سها جندي وإهداؤها درع جهاز الملحقين الحربيين؛ تقديرًا لجهودها.