01:31 ص
الأحد 28 يوليه 2024
بعد ساعات من هجوم، ألصقته الحكومة الإسرائيلية بحزب الله اللبناني، توعد جيش الاحتلال على لسان متحدّثه العسكري دانيال هاجاري، بالرد على الحادث الذي أسفر عن مقتل 11 شخصا في مجدل شمس بالجولان السوري المحتمل شمالي إسرائيل.
لكن برغم تأكيدات جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي يقول إن معلومات وتحليلات استخباراتية تظهر مسؤولية حزب الله عن الهجوم، فإن الجماعة اللبنانية نفت تلك الاتهامات من الأساس.
من جانبها، لم تتأخر الولايات المتحدة كثيرا لإعلان دعمها إسرائيل، مطالبة جيش الاحتلال بأن يكون الرد على حزب الله اللبناني “متوازنا”، فما هي السيناريوهات المحتملة للرد الإسرائيلي واستعدادات حزب الله؟
الكاتب السياسي اللبناني أمين قمورية، يقول لـ”مصراوي”، إن حزب الله نفى مسؤوليته تماما عن العملية على غير عادته، إذ دائما ما يتبنى عمليات الاستهداف التي قام بها منذ يوم الـ8 من أكتوبر.
ويرى قمورية أن إسرائيل وجدت في هذه العملية ذريعة لزيادة التصعيد ضد لبنان، مشيرا إلى أن التصعيد يأتي لعدة أسباب من بينها تراجع المطالبات الشعبوية في المجتمع الإسرائيلي بالحرب مع لبنان.
أما بالنسبة للمستوى الحكومي، وفق قمورية، فإن نتنياهو يريد تخفيف الضغوط التي يتعرض لها، عبر الاستجابة لدعوات اليمين المتطرف بزعامة وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش.
وقد طالب الوزيران اليمنيان المتطرفان، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بإعلان الحرب على لبنان فورا.
لكن السبب الأهم في رأي الكاتب السياسي، هو إرضاء الطائفة الدرزية في منطقة الجولان، لأنه إذا لم يكن هناك رد إسرائيلي فإن نتنياهو قد يواجه تمردا ومشكلات في عمليات تجنيدهم للخدمة العسكرية.
وربما يفسر ذلك، تصريحات نتنياهو لزعيم الطائفة الدرزية في الجولان، بأن حزب الله سيدفع ثمنا لم يُدفع مثله من قبل.
ووفق التقارير الإسرائيلية، فإن القتلى الذين سقطوا في حادث “مجدل شمس” من الطائفة الدرزية.
الرد على لبنان
يقول قمورية، إن الرد الإسرائيلي سيكون بالتأكيد مختلفا عن كافة الهجمات الإسرائيلية السابقة في الداخل اللبناني، لكن مسألة فتح الجبهة مع حزب الله في حرب شاملة فإنها معقدة وتعتمد على الموقف الأمريكي في المقام الأول.
ويرجح أن الرد الإسرائيلي سيكون مدروسا إلى أقصى الحدود، بحيث يكون عن طريق شن غارات كثيفة على مواقع حسّاسة بجنوب لبنان، أو استهداف مناطق متقدمة في العمق اللبناني، مؤكدا لن يتطور إلى حرب مفتوحة شاملة مع لبنان.
وتعليقًا على الحادث، قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إن إسرائيل تستعد لحرب شاملة ضد حزب الله في لبنان.
في هذا الصدد، يقول قمورية، أن تلك التصريحات تستهدف تهدئة الداخل الإسرائيلي، إذ أن رئيس حكومة الاحتلال لم يعجل في عودته من واشنطن فورا، مؤكدا أنه لو كان القتلى من الإسرائيليين لكان سارع بالعودة إلى إسرائيل.
الموقف الإيراني من الحرب المحتملة
مع تزايد تهديدات توسع الحرب بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي، تتجه الأنظار دائما إلى إيران؛ إذ تُعد الجماعة اللبنانية أحد أذرع طهران العسكرية في المنطقة.
من لندن، يقول الباحث المتخصص في الشأن الإيراني وجدان عبد الرحمن عفراوي في حديثه لـ”مصراوي”، إن طهران أعلنت منذ بداية الحرب وقوفها إلى جانب حزب الله ومساندته.
وأشار عفراوي إلى أن وزير الخارجية الإيراني بالإنابة على باقري أكد في أكثر من مناسبة، أن بلاده ستقف إلى جانب الجماعة اللبنانية ضد إسرائيل.
وفي نهاية يونيو الماضي، هددت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة في منشور على منصة “إكس”، إسرائيل بحرب مدمرة إذا ما أقدمت على حرب مع لبنان.
Albeit Iran deems as psychological warfare the Zionist regime’s propaganda about intending to attack Lebanon, should it embark on full-scale military aggression, an obliterating war will ensue. All options, incl. the full involvement of all Resistance Fronts, are on the table.
— I.R.IRAN Mission to UN, NY (@Iran_UN) June 28, 2024
وأوضح عفراوي، أن حزب الله لا يقارن بأية مجموعة أخرى من الجماعات الموالية لإيران؛ إذ تعتبر لبنان عمقها الاستراتيجي، وهو ما يتضح من قيامها بتعزيز قدرات الحزب العسكرية عبر تزويده بالصواريخ والأسلحة وكذا دعمه بجماعات مسلحة في الشرق الأوسط.
سيناريو الحرب واستراتيجية إشعال الجبهات
يكشف الباحث المتخصص في الشأن الإيراني، أن طهران ستقوم بفتح جبهات أخرى على إسرائيل، مثل جماعة أنصار الله “الحوثيين” في اليمن، وكذلك المليشيات الموالية لها في كل من سوريا والعراق؛ لتخفيف الهجمات على حزب الله.
ويؤكد عفراوي أن إيران لا يمكن أن تتخلى عن حزب الله اللبناني؛ إذ تعد الجماعة اللبنانية هي الراعي لاستراتيجية طهران في المنطقة، مشيرا إلى أنه لولا حزب الله لما نجحت إيران في مشروعها بالمنطقة.
كذلك يرجح أن إيران ستكتفي بإرسال مستشارين عسكريين كما فعلت في سوريا، لتجنب قيام إسرائيل بتنفيذ ضربات عسكرية في العمق الإيراني، مضيفا: “يمكن أيضا أن تتحايل على الأمر، عبر إرسال قوات من الحرس الثوري بصفتهم خبراء عسكريين، على غرار ما يحدث في كل من سوريا والعراق ومشاركتهم في الحشد الشعبي”.
وعيد حزب الله اللبناني
عقب التصريحات التي صدرت عن مسؤولين في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، يتوعدون فيها بشن هجمات واسعة تستهدف حزب الله، تعهدت الجماعة اللبنانية بالرد على أي عملية عسكرية إسرائيلية.