01:26 م
الأربعاء 17 أبريل 2024
كتب- محمد صفوت:
سلط الكاتب العسكري جاك ديتش، مراسل وزارة الدفاع الأمريكية “بنتاجون” لشؤون الأمن القومي في مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، الضوء على الطرق التي يمكن لإسرائيل أن ترد بها على الهجمات الإيرانية الأخيرة، خاصة مع تصريحات القادة الإسرائيليين الذين يرون أن ليس لديهم خيار سوى الرد على طهران.
يقول ديتش، في مقاله بـ”فورين بوليسي” إن على إسرائيل الاختيار ما بين توجيه ضربة على الأراضي الإيرانية ربما تستهدف برنامجها النووي أو تقليل مخاطر اندلاع حرب إقليمية عبر شن هجوم إلكتروني أو هجمات ضد قادة طهران في الخارج أو استهداف جماعة تابعة لها في المنطقة.
يضيف الكاتب الأمريكي، إنه في الوقت الذي تدعو فيه حكومة نتنياهو إلى رد سريع، يحث الخبراء الإسرائيليين على عدم التسرع في اتخاذ القرار.
ويرجح جوناثان لورد، المسؤول السابق في البنتاجون وكبير الباحثين في مركز الأمن الأمريكي الجديد، أن تقوم إسرائيل بالرد، ولكن ليس هناك حافز للرد على الفور فهم لا يحتاجون إلى التسرع.
البرنامج النووي الإيراني
يقول الكاتب، إن انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني وتسريع طهران تطوير برنامجها النووي ما قد يمكنها من امتلاك سلاح نووي قريبًا يجعل برنامجها هدفًا محتملاً لإسرائيل، على الرغم من كونها هدفًا على أعلى مستوى من التصعيد.
وقال مايكل مولروي، مسؤول دفاعي أمريكي سابق، إنه في حال ردت إسرائيل على إيران واستهدفت منشآت نووية أو قاعدتها الصناعية الدفاعية، فستكون إيران قد ارتكبت خطأ استراتيجيًا في شن هجومها الأخير.
من بين الأهداف المحتملة، منشأة نطنز النووية، التي يصعب اختراقها نظرًا لموقعها وسط سلسلة من الجبال وعلى بعد عمق كبير في الأرض، وفي حال استهدفتها إسرائيل فشلت في تدميرها، سيكون هذا أسوأ من هجوم إيران الأخير.
يعتقد الكاتب أن الهجوم المباشر على البرنامج النووي الإيراني يعني نهاية التحالف الذي دعم جهود الدفاع الصاروخي الإسرائيلية ضد إيران، وستجر وكلاء إيران لا سيما حزب الله إلى حرب مفتوحة ضد إسرائيل.
ويحذر الكاتب من أنه مع تأكيدات واشنطن بأنها لن تدعم هجومًا مباشرًا على إيران، فيجب على الإسرائيليين أن يكونوا حذرين حتى لا يذهبوا بعيدًا لإغضاب أكبر راعي للأسلحة لديهم – خلال عام انتخابي لبايدن
وتوترت العلاقات بين الإدارة الأمريكية ونتنياهو بسبب استمرار الحرب في غزة وقلة المساعدات الإنسانية لسكان القطاع، وآخر شيء تريد إسرائيل القيام به هو خسارة واشنطن في وقت حرج وخطير للغاية.
استهداف القادة الإيرانيين أو مواقع داخل إيران
يعتقد الكاتب، أنه يمكن لإسرائيل ضرب أهدافًا على الأراضي الإيرانية لا ترتبط بالبرنامج النووي.
ويمكن أن تستهدف قائدًا عسكريًا ذا قيمة عالية مثل العميد. الجنرال أمير علي حاجي زاده، قائد القوات الجوية للحرس الثوري الإيراني، العقل المدبر للهجوم الإيراني الأخير.
ويمكن لإسرائيل أيضًا استهداف المواقع العسكرية أو مستودعات الأسلحة داخل إيران أو حتى مقرات الحرس الثوري الإيراني.
ويرجح مولروي، أن تختار إسرائيل الرد مباشرة في إيران، على الرغم من أنه من المحتمل أن تحاول الولايات المتحدة ثني هذا الإجراء لاحتواء ومنعه من التوسع.
ومع ذلك، قد يثير ذلك شهية إسرائيل بما يكفي للرد بحملة اغتيالات متصاعدة ضد قادة الحرس الثوري الإيراني الموجودين خارج إيران، في دول مثل العراق وسوريا.
وربما تتبع شيئًا مشابهًا للضربة التي استهدفت منشأة قنصلية إيرانية في سوريا في الأول من أبريل والتي أسفرت عن مقتل الجنرال محمد رضا زاهدي، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في لبنان وسوريا، وهو الهجوم الذي بدأ دوامة التصعيد الحالية بين إسرائيل وإيران.
يوضح الكاتب، أن قتل هدف عالي القيمة قد يسمح لإسرائيل بانتظار وقت طويل ربما لأسابيع أو أشهر، وعلى الرغم من أن نتنياهو قد لا يحظى بدعم إدارة بايدن لمثل هذا الهجوم، إلا أنه قد يكون كافيًا لإرسال إشارة رادعة إلى إيران دون قلب عربة التفاح مع واشنطن.
الهجوم الإلكتروني واستهداف الوكلاء
يعتقد الكاتب، أنه في حال كان هناك قلقًا في إسرائيل من تصاعد التوترات مع إيران، فربما تلجأ تل أبيب إلى ما وصفه بـ”الرد الأدني” عبر استهداف وكلاء إيران في الشرق الأوسط أو الانخراط في هجمات إلكترونية ضد إيران.
ويقول ماكنزي: “إذا كان عليك أن تفعل شيئاً، فإن كل ما فعلته سيكون شيئًا مصممًا لزيادة تفوقك التكنولوجي على إيران. اختر شيئًا محرجًا”.
حزب الله هو أقرب وأهم جماعة وكيلة لإيران في المنطقة. وقد شنت إسرائيل بالفعل ضربات انتقامية ضد الجماعة المسلحة في لبنان على مدى الأشهر الستة الماضية، لكنها قد تختار شن حملة عسكرية أكثر كثافة ضد حزب الله.
ومع ذلك، فإن ذلك يحمل في طياته مخاطر خاصة بالنسبة لإسرائيل. منذ هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، حاول حزب الله تجنب الانجرار إلى حرب شاملة مع إسرائيل، ولكن كما كتب دانييل بايمان لـ”فورين بوليسي”: “إذا قرر حزب الله الدخول في حرب شاملة، سيكون تصعيدًا دراماتيكيًا، حيث أن ترسانة حزب الله الصاروخية التي تزيد عن 100 ألف صاروخ تفوق التي تمتلكها حماس، كما أن مقاتليه مدربين تدريبًا جيدًا ومتمرسين في القتال”.
ويؤكد الكاتب في مقاله، أنه لا شك أن حزب الله سيتكبد خسائر فادحة، ولكن الأمر نفسه قد يحدث لإسرائيل.
ويشير إلى أنه رغم ذلك فإن إسرائيل تجد نفسها مضطرة للرد على طهران بعد أن تجرأت على ضربها مباشرة على أرضها، كما يتعرض نتنياهو لضغوط من المتشددين في حكومته لتوجيه ضربة قوية لطهران.